الخميس، 11 يوليو 2013

أدب الدنيا والدين ... أبى الحسن علي الماوردي

أدب الدنيا والدينان أعظم الأمور خطراً وقدراً، وأعجبها نفعاً ورفداً، ما استقام به الدين والدنيا، وانتظم به صلاح الآخرة والأولى، لأن باستقامة الدين تصحّ العبادة، وبصلاح الدنيا تتم السعادة. وقد توخى بهذا الكتاب الإشارة إلى آدابهما، مفصلاً ما أجمل من أحوالهما، على أعدل الأمرين: من إيجاز وبسط، جامعاً فيه بين تحقيق الفقهاء، وترقيق الأدباء، فلا ينبو عن فهم، ولا يدق في وهم، مستشهداً من كتاب الله، جلّ اسمه، بما يقتضيه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما يضاهيه ثم متبعاً ذلك بأمثال الحكماء، وآداب البلغاء، وأقوال الشعراء، لأن القلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة وتسأم من الفن الواحد. وقد قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه" "إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فاهدوا إليها طرائف الحكمة". وقد قسّم المؤلف كتابه هذا ضمن أبواب خمسة. الباب الأول في فصل، وذم الهوى. الباب الثاني: في أدب العلم. الباب الثالث: في أدب الدين. الباب الرابع: في أدب الدنيا. الباب الخامس: في أدب النفس

"أدب الدنيا والدين" موسوعة أدبية تربويَّة اجتماعية لطيفة، حشد مؤلفها فيها ما حوته بطون الكتب القديمة من آيات كريمة، وأحاديث شريفة، وحكم وأمثال، وأقوال بليغة للصحابة والتابعين والعلماء والأدباء والشعراء المشهورين، في موضوعات الأدب والأخلاق وفنَّ التعامل مع الآخرين في مختلف شؤون الحياة. وصاغ ذلك كلَّه بأسلوب عربي مبين شائق، ينبَّه المسلم الواعي إلى حقيقة الدنيا والآخرة ليجمع بين الفكر والعقل والعمل، ويبتعد عن تحكيم العواطف والشهوات. وصنَّفه أبواباً وفصولاً تسهل على القارئ استيعابه والاستفادة من درره وجواهره، وزادت في يسره وسهولة استيعابه الشروحات المستفيضة التي أضافها المحقق، والفهارس الجديدة التي ذيَّلت بها هذه الطبعة المحققة على مخطوطات عدة، والمراجعة على طبعات الكتاب المختلفة. إنه كتاب مميز استطاع مؤلفه أن يوضَّح فيه المقصود من الحديث الشريف (أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) بأسلوب قلَّ نظيره، يجعل قراءته ممتعة ومفيدة في آن واحد.

العاقل إذا والى بذل في المودة نصره، وإذا عادى رفع عن الظلم قدره، فيسعد مواليه بعقله، ويعتصم معاديه بعدله. إن أحسن إلى أحد ترك المطالبة بالشكر، وإن أساء إليه مسيء سبب له أسباب العذر، أو منحه الصفح والعفو. والاحمق ضال مضل إن أونس تكبر، وإن أوحش تكدر، وإن استنطق تخلف، وإن ترك تكلف. مجالسته مهنة، ومعاتبته محنة، ومحاورته تعر، وموالاته تضر، ومقاربته عمى، ومقارنته شقا

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق