كتاب كيف نختلف
إن العالم الإسلامي اليوم مأزومٌ بالصراع مع ذاته أكثر مما هو مأزومٌ بالصراع مع الآخرين، وهذا الصراع الذاتي يُضعِف القدرة على العطاء والتفاعل"، بهذه الكلمات استهلّ فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة كتابه الجديد "كيف نختلف؟" ليضع أمام القارئ ملخص المشكلة المتجذرة في جسد الفكر الإسلامي، خاصة بعد أن شهدت الفترة الأخيرة نموا متصاعداً في أبجديات الخلاف القائم على الإقصاء والتجريح لا على التنوع والإثراءتقديم الكتاب
الحمد لله رب العالمين و صلوات الله و سلامه على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :فنحن الآن على مفرق طريق تاريخي تنامت فيه الآمال بنقلات ايجابية للأمة المسلمة .
إن امة مشتتة متفرقة القوى متضادة الاتجاهات مختلفة الأهداف و الرؤى لا يمكن أن تكون قوية و لا أن تحمل دينا و لا أن تقيم دنيا .
و في عصرنا الحاضر الحافل بالاتجاه نحو الشراكات و الاتحادات و التكتلات على كافة المستويات التجارية و السياسية و الاجتماعية يعيبنا أن نظل امة متفرقة متشرذمة رغم أن ديننا دعانا إلى الوحدة و الائتلاف و حذرنا من مغبة التفرق و التشرذم و بهذا تواردت النصوص من الكتاب و السنة ، يقول ( صلى الله عليه و سلم ) : "يد الله ع الجماعة" .
و الاجتماع من شعائر ديننا الحنيف فالاحتشاد خلف إمام واحد في الصلاة و الحج الذي تأتي له الأشتات من كل فج عميق و في السفر دعي للاجتماع فالمسافر شيطان و الاثنان شيطانان و الثلاثة ركب .
و إذا تفشت أوبئة الفرقة و الاختلاف فإن العاقبة مخيفة و الثمن مدفوع من قوة الأمة و جهدها لذا لا ينبغي أن تقبل الأمة تنازعا و لا تفاوضا و لا مساومة في أمر يعد سرا من أسرار البقاء و الصدارة على أمم الأرض .
و إذا كان ثم خطر محدق يسمى : ( الخطر الأول ) يهدد النجاحات الإسلامية و العربية فهو خطر التفرق و الاختلاف المفضي إلى التجاذب و الصراع .
إن هذه الغاية الشريفة ( اجتماع الكلمة ) ينبغي أن تكون محل اتفاق منيع من قبل كل من ينتمي لهذه الأمة سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو أحزابا أو دولا أو غير ذلك .
و قد كان الاختلاف من الموضوعات التي عني بها فضيلة شيخنا د.سليمان ابن فهد العودة حفظه الله في محاضراته و حواراته و مقالاته .
و كان مما عني الشيخ بتأصيله : التأكيد على حتمية الخلاف و انه سنة كونية ماضية و أن النظرة المتبرمة من الخلاف و التي تنتظر انتهاءه نظرة حالمة تنتظرها ما لا يأتي و لا يكون : ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ )
و أن الخلاف ليس كله شرا و ما كان شرا فيمكن تقليل شره و إطفاء ناره و أن الخلاف كان موجود في أفضل و اتقى و أنقى جيل و هم الصحابة الكرام و كان مستديما بين ورثة الرسل من العلماء و هم خيار الأمة و أفضلها و لكن هذا الخلاف كان يدار على نحو يجلي الحق و لا يفرق القلوب .
و أن لهذا الخلاف أسبابه المتنوعة التي يرجع بعضها إلى طبيعة الشخص و بعضها إلى بيئته و ظروفه المحيطة و بعضها إلى تكوينه و حصيلته العلمية ...
فمن المهم النظر إلى الخلاف بواقعية و تكوين اللياقة النفسية لتقبله و التركيز على أسلوب التعاطي مع الخلاف و الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها من يتجاذبون أطراف القضايا و يختلفون حولها فإن هذا سيردم كثيرا من الخنادق الفاصلة و يصل بين الجزر المتباعدة و يقرب الحقيقة و يجلي الرؤية بعيدا عن التعصب و الهوى و ما يتفرغ عنها من إثارات و ثارات نفسية .
فهرس المحتويات
إهداء : إلى الشباب العربي في ربيعه الواعد !
تقديم الكتاب
مقدمة المؤلف
الفصل الأول : امة واحدة
معنى امة
إمام و قدوة
المدة من الزمن
المذهب و الطريقة
الجماعة من الناس أو الطائفة
القوم المجتمعون على الدين الواحد
امة حق
وحدة رغم الخلاف
التميز عن الأمة
حقوق المسلم على أخيه :
الحقوق القبلية
الحقوق اللسانية
الحقوق المالية
الحقوق البدنية
ألوان من تفرق الأمة
المذاهب الفقهية و الفكرية
الأجناس و القوميات و الشعوب
القبائل
الجماعات و الأحزاب و التيارات
علام يحتدم الخلاف بيننا ؟
الفصل الثاني : سنة الاختلاف
الاختلاف باق
هل من سبيل لرفع الخلاف ؟
تطبيع الخلاف
اعتزال الخلاف
الخلاف و الإخاء
تأجيج الخلاف
بين المقاصد و النصوص
أقسام المدارس الفقهية الإسلامية
مدرسة النص
مدرسة المقاصد
المصيب و المخطئ
نماذج من اختلاف الصدر الأول
الفصل الثالث : أسباب اختلاف العلماء
عدم وصول الدليل
قد يبلغ العالم الدليل لكن ينساه أو يذهل عنه
عدم ثبوت الدليل
عدم دلالة الحديث أو النص على المقصود
أقسام دلالة النصوص
القطعية
الظنية
وجود معارض راجح لهذا الدليل
التفاوت في القوة
الاختلاف في مقدار العلم
اختلاف الظروف و الأحوال و البيئات و الأوضاع
الطبيعة البشرية
الهوى و التعصب
ملحوظة علمية في الترجيح :
الحرص على التحقيق و التدقيق و البحث و التحري و النظر في الأدلة
لا يسوغ لأحد أن يرجح في مسألة من المسائل بغير مرجح
الأقوال الشاذة المصادمة لنص من نصوص القرآن أو السنة المصادمة لإجماع قطعي يجب هجرها و التحذير منها
المقصود بالإجماع القطعي
ترجيح الباحث قولا بدليله أمر صالح في حقه لكن لا يحسن أن يظن أن ما اختاره هو الذي عليه الكتاب و السنة و هو مذهب السلف
بين العلماء و العامة
عدم دخول من ليسوا من أهل العلم في مسائل الخلاف و الترجيح بين الأقوال
الاحتياط فيما يتعلق بسلوك الإنسان بشخصه أو معاملته
الورع في الترك و في الفعل أيضا
يراعى في الورع أمور
الورع و الاحتياط سلوك شخصي
من المسائل ما لا يمكن فيها الورع
الاحتياط فيما يتعلق بأقوال أهل العلم ليس دليلا شرعيا
ينبغي حسن الظن بأهل العلم
التقليد هو إتباع قول الغير بغير حجة
الحاجة لأدب الخلاف
مزالق الحوار :
إن لم تكن معي فأنت ضدي
الخلط بين الموضوع و الشخص
تدني لغة الحوار
القعقعة اللفظية
الجدل العقيم
الأحادية
القطعية
التسطيح و التبسيط
الإطاحة
حق الاختلاف
من أخلاقيات الخلاف
عدم التثريب بين المختلفين
الإنصاف
معايير الإنصاف
ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين
الخطأ في الحكم بالإيمان أهون من الخطأ في الحكم بالكفر
لا تأثيم و لا هجران في مسائل الاجتهاد
التحفظ عن تكفير فرد بعينه أو لعنه
استعمال الصبر و الرفق و المداراة و احتمال الأذى و مقابلة السيئة بالحسنة
عدم التعصب
إدارة الخلاف
الاعتصام بالكتاب و السنة
الحوار
الشورى
الاستماع
تفعيل دائرة المتفق عليه
تشجيع الاجتهاد و توفير المناخ الملائم لخصوبة العقول و نموها و إبداعها
تشجيع النقد البناء و المراجعة الهادئة الهادفة للأوضاع و الأفكار
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
يحسن التفطن في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلى :
لا إنكار في مسائل الاجتهاد
بعض مسائل الخلاف يكون القول الراجح فيها واضحا بدليله
لا ينكر مقلد على مقلد
عدم الإنكار لا يعني عدم النصيحة
مراعاة فقه المصالح في إنكار المنكر
مراعاة التدرج في الإنكار
الموادعة و المتاركة
مراعاة القدرة و الاستطاعة
الوضوح و المكاشفة و عدم التعتيم أو التقليل من شان الخلاف
الفهم الصحيح و تجاوز مشكلات الاتصال
الاستفادة من علم الإدارة في الخلاف و دارسته المتخصصة
حديث الافتراق
الفصل الخامس : الاختلاف المحمود و المذموم
بين التفرق و الاختلاف
المقصود بالاختلاف
المقصود بالتفرق
اختلاف التنوع و اختلاف التضاد
اختلاف التنوع
اختلاف التضاد
هل اختلاف التضاد محمود أم مذموم ؟
الفصل السادس : وحدة الصف لا وحدة الرأي
وحدة القلوب لا وحدة العقول
وحدة القلوب
وحدة الصف
عقبات تواجه وحدة الصف الإسلامي :
تنزيل النصوص على غير وجهها
أن يقوم وجود فرد أو جماعة على أساس تقويض جهود إسلامية أخرى
افتراض أن الوحدة الإسلامية لا تقع إلا حين الاتفاق على كافة التفصيلات و الجزئيات
المقصود بمحكمات الشريعة
الدين الجامع
التأسيس لوحدة الصف
الاجتماع لا يكون إلا على قبول الاختلاف
صور من اختلاف الأنبياء عليهم السلام
الجوامع و الفروق
بيانات الكتاب
تأليف: سلمان العودة
الناشر: الإسلام اليوم
عدد الصفحات: 226 صفحة
الحجم: 5 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق