كتاب الثابت والمتحول
بحث فى الابداع والاتباع عند العرب
ادونيس
ويرى ادونيس في الجزء الاول "الاصول" ان المسلمين الاوائل فكروا وسلكوا ، انطلاقا من ايمانهم بان الدين الاسلامي اساس ومقياس للنظرة الى الغيب والى الحياة الانسانية معا"، وربطوا ربطا عضويا بين الدين وتنظيم الحياة من جهة، وبينه وبين اللغة والشعر والفكر، من جهة ثانية . وهكذا، قرنوا الفكر والسياسة بالدين، فصحة الموقف السياسي تقاس بصحة الدين، وصحة الشاعر (والمفكر عامة ) تقاس كذلك، بصحة دينه. ومن هنا، تجسدت الثقافة الاسلامية –العربية، عمليا"، في مؤسسة الخلافة، أي في النظام او الدولة .
يعرض الجزء الاول اذا لهذا كله ، من جهة، مسميا اياه، اصطلاحا، "الثابت" ومن جهة ثانية، للاتجاهات التي حاولت ان تؤوله، وان تطرح مفهومات اخرى، وهو ما سمي، اصطلاحا كذلك، "المتحول".
اما الجزء الثاني "تأصيل الاصول" فينطلق من امكان القول ان طابع الثقافية العربية بين منتصف القرن الثاني ونهاية القرن الثالث للهجرة، انما هو الصراع بين العقل والنقل، التجديد والتقليد، الاسلاموية والعروبوية – أي بين اتجاهات دينية تقليدية واتجاهات عقلية – تجريبية، اضافة الى الانقلاب المعرفي الجذري المتمثل في الحركة الصوفية.
ويعرض الكتاب لهذا الصراع ، بمختلف اشكاله ومستوياته ، وابعاده، في الثقافة العربية، على امتداد الفترة الزمنية المذكورة، ويتوقف طويلا عند مفهوم الحداثة، كما اسس لها الشعراء العرب في هذه الفترة.
ويتناول الجزء الثالث وعنوانه : "صدمة الحداثة وسلطة الموروث الديني" مشكلات الحداثة في الفكر العربي. ويمثل الكاتب عليها، تراثيا، بأربعة مفكرين : القاضي عبد الجبار (المعتزلي)، والامام الغزالي، والفارابي، وابن تيمية. ويمثل عليها في مرحلة "عصر النهضة" اربعة مفكرين : محمد ابن عبد الوهاب، محمد عبده، رشيد رضا، والكواكبي.
هكذا يدرس المؤلف في هذا الجزء "حدود العقل" كما تجلت عند الاربعة الاوائل، و"الفكر المستعاد" كما تجلى عند الاخرين.
اما الجزء الرابع "صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري" فينطلق من الاسئلة الآتية: ما الحداثة في الشعر؟ وما المشكلات التي تثيرها في اللغة، والشعر، والدين، والثقافة، بعامة؟ كيف نظر اليها النقاد في العصر العباسي وفي عصر النهضة وكيف تجلت عند الشعراء في هذين العصرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق