السبت، 26 يوليو 2014

أناشيد الإثم والبراءة لــ مصطفى محمود

لو
سألني أحدكم .. لقلت هي الألفة و رفع الكلفة و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب.
. و أن يرفع الحرج بينكما، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها.
لو سألتم.. أهو موجود ذلك الحب.. و كيف نعثر عليه؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر.. و هو ثمرة توفيق إلهي و ليس ثمرة اجتهاد شخصي.
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الحب ما هو ؟
لو سألني أحدكم ما هي علامات الحب وما شواهده لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد , لقلت هي الألفة ورفع الكلفة وأن تجد نفسك في غير حاجة الى الكذب وأن يرفع الحرج بينكما , فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها .. وأن تصمتا أنتما الاثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء وأن تكون الحياة معا هي مطلب كل منكما قبل النوم معا ... وألا يطفئ الفراش هذه الأشواق ولا يورث الملل ولا الضجر وانما يورث الراحة والمودة والصداقة .. وأن تخلو العلاقة من التشنج والعصبية والعناد والكبرياء الفارغ والغيرة السخيفة والشك الأحمق والرغبة في التسلط , فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية وحب النفس وليست من علامات حب الآخر .. وأن تكون السكينة والأمان والطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما وألا يطول بينكما العتاب ولا يجد أحدكما حاجة الى اعتذار الآخر عند الخطأ , وانما تكون السماحة والعفو وحسن الفهم هي القاعدة وألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي نزاولة جنسية ولا تعود لكما راحة الا في الحياة معا والمسيرة معا وكفاح العمر معا .
أناشيد الإثم والبراءة لــ مصطفى محمود ذلك هو الحب حقا .
ولو سألتم أهو موجود ذلك الحب وكيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود ولكن نادر ... وهو ثمرة توفيق الهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي , وهو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلا جميلة أصلا والجمال النفسي والخير هو المشكاة التي يخرج منها هذا الحب , واذا لم تكن النفوس خيرة فانها لا تستطيع أن تعطي فهي أصلا فقيرة ليس عندها ما تعطيه .
ولا يجتمع الحب والجريمة أبدا الا في الأفلام العربية السخيفة المفتعلة , وما يسمونه الحب في تلك الأفلام هو في حقيقته شهوات , ورغبات حيوانية ونفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل الى أغراضها أما الحب فهو قرين السلام والأمان والسكينة وهو ريح من الجنة , أما الذي نراه في الأفلام فهو نفث الجحيم .
واذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم واذا لم يصادفكم منه شيء في حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلا فالطيور على أشكالها تقع والمجرم يتداعى حوله المجرمون والخير الفاضل يقع على شاكلته وعدل الله لا يتخلف فلا تلوموا النصيب والقدر والحظ وانما لوموا أنفسكم .
وقد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس وذلك باب آخر له حكمته وأسراره .
وقد سلط الله المجرمين والقتلة على أنبيائه وامتحن بالمرض أيوب وبالفتنة يوسف وبالفراعين الغلاظ موسى وبالزوجات الخائنات نوحا ولوطا .
وأشرار الفشل والتوفيق عند الله .. وليس كل فشل نقمة من الله , وقد قطع الملك هيرودوس رأس النبي يوحنا المعمدان وقدمها مهرا لبغي عاهرة .
ولم يكن هذا انتقاصا من قدر يوحنا عند الله وانما هو البلاء فنرجو أن يكون فشلنا وفشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذي يمتحن النفوس ويفجر فيها الخير والحكمة والنور وليس فشل النفوس المظلمة التي لا حظ لها ولا قدرة على حب أو عطاء ونفوسنا قد تخفي أشياء تغيب عنا نحن أصحابها
بيانات الكتاب
الاسم : أناشيد الإثم والبراءة
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 51 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب أناشيد الإثم والبراءة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق