ناقوس خطر يدقّه الباحث الروسي في كتابه «التلاعب بالوعي» الذي انتقل أخيراً إلى المكتبة العربية. يركّز العمل على دور وسائل الإعلام في قولبة الوعي وتوجيهه وسلبه «المقدرة على الإدراك النقدي
مقتطفات من الكتاب
اننا شهود على أحداث ذات بعد كوني ومشاركون فيها لقد تمكنوا أمام أعين جيل واحد من تفجير روسيا وربما كسرها لقد وحدت هذه الحضارة الهائلة الكتلتين الأساسيتين في العالم الانساني – الغرب والشرق ووازنت بينهما طوال عشرة قرون .
أعادت روسيا بعد الصدمة الأولى في القرن العشرين وكانت في هيئة الاتحاد السوفييتي بعث ملامحها الأساسية واكتسبت وجهها من جديد " مع أنه مغسول بالدم " لكن الجرثومة بقيت في جسمها ووجد المرض مكامن ضعيف جديدة وبدت الأزمة أشد وطأة بكثير ترنح أحد دعائم عيش الانسانية كلها المشترك وبدأ يتناثر وانجر العالم كله الى البيريسترويكا مصحوبا برعب متزايد .
يبدو واضحا من كل شيء أن الفتنة طويلة الأمد وأن الكثير من المغامرات غير المتوقعة مازال ينتظرنا يمكن القول ان حرفنا قليلا جملة خروشوف الشهيرة : " لن يصاب الجيل الحالي من الناس السوفييت بالملل حتى الممات " ويبدو أن هذا التنبؤ سيتحقق خلافا لتوقع نيكيتا سيرغييفيتش خصوصا وأن مدة الحياة مع مثل هذا المرح تتقلص سريعا .
كي لا نشعر اذ نختم الحسابات مع الحياة بالخجل المؤلم من الحماقات التي ارتكبناها من المفيد لنا أن نناقش : ما الذي حدث ؟ لماذا رغبنا في الأفضل فحدث لا كما يحدث دائما بل كما لا يمكن لأحد أن يراه في كابوس مرعب .
فحتى الآن ما زال مودعو مصرف " تشارا " بعضهم يشتكي لبعض : " أستيقظ آملا في أن يكون هذا كله مناما فكيف أستطيع أنا الذكي والحصيف أن أحمل مدخراتي كلها وأعطيها للمحتالين وبطواعية ! " .
لا هذا كله ليس مناما حتى أن " تشارا " ليس سوى نذر يسير الأدق ليس نذرا يسيرا يب قطرة ماء انعكست فيها هذه البيريسيرويكا والاصلاح والديمقراطية كلها وغيرها مما هو موجود أيضا تحت قبعة الساحر .
أظن أن العواطف قد بردت قليلا ويمكننا مناقشة كل شيء معا بشء من الفائدة وحتى بشيء من الضحك " العصبي أحيانا لكنه لن يكون هستيريا " .
أكلنا من ضحايا خداعنا الحقبوي أم من أولئك الذين استطاعوا كما يخيل لهم الانتفاع منه هؤلاء باتوا قلة لكنهم موجودون , والانسان لا يحب أن يبدو مغفلا لذلك يأخذ يتباهى – أنا الآن مصرفي ومدير أعمال .
قد يتسنى لمناقشاتنا أن تساعدنا أنفسنا في حياتنا لكنها على الأرجح ستساعد أولادنا لأنهم هم الذين سيضرسون كما أن ثمة رغبة في أن نبقي للتاريخ وللأجيال القادمة شهادات شهود عيان مع بعض المحاولات لادراكها على الأقل فنحن اليوم نقرأ روايات مختلفة عما حدث للروس في بداية القرن السابع عشر .
بيانات الكتاب
تأليف : سيرجى قرة
الترجمة : عياد هيد
الناشر : الهيئة الثقافية السورية
عدد الصفحة :533 صفحة
الحجم : 14 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق