الخميس، 24 يوليو 2014

مصر الكبرى لــ أحمد المسلماني

الكتاب هو مجموعة مقالات المسلماني قبل وبعد الثورة، معظم المقالات - أظنها أعمدة وليست مقالات -لا تأتي بالجديد، وهي قصيرة لا تزيد احداها عن صفحتين ، فلا تأخذ الفكرة حقها في الكتابة
وموضوع المقالات منفصل وإن بدا متصل عدا مقالاته عن محاولة تأسيس ما أطلق عليه " المؤرخون الجدد" لاعادة النظر في تاريخ مصر المعاصر، وكتابته بطريقة تبث الثقة في نفوس أبنائها بدون تشويه أو تزييف. وهي فكرة أراها طيبة وجديرة بالتنفيذ
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
مصر الكبرى من النيل الى الفرات
بدايات
قضيت طفولة محظوظة للغاية كنت تلميذا مشهورا في قريتنا وكانت قريتنا كفر الدوار مركز بسيون محافظة الغربية هي الأصغر في المنطقة كلها كل قريتي تعادل مساحة قصر واحد من قصور الأثرياء على أطراف القاهرة .
لكنني كنت أشعر بأن قريتي هي العالم اذا ذهبنا الى " جرن " بائس لنلعب الكرة نركض في اخلاص ونتشاجر في صدق كأن العالم يحبس أنفاسه انتظارا لنتائج مباراتنا .
مصر الكبرى وكنا اذا ذهبنا للصلاة .. نتشاجر من جديد على من يكون الامام ومن يكون المأموم وعلى من أحفظنا القرآن وأعلمنا بالحديث كأن مصير هذا الدين رهن بصراع أطفال في الصفوف الخلفية للمصلين .
وكنا اذا بدأ طابور الصباح ارتفعت دقات فلوبنا ستبدأ الاذاعة المدرسية بعد قليل ثمة كلمة الصباح وحكمة اليوم وكلمة السيد ناظر المدرسة كان ميكروفون الاذاعة من الحديد الضخم ربما كان وزنه ثلاثة كيلو جرامات وكان سلك الميكروفون ممتدا بلا نهاية كأنه قادم من المجهول .. وكانت مكبرات الصوت تتجه الى قبلي ةبحري فيسمع كلمة الصباح الفلاحون في الحقول والقاعدون في المنازل والعابرون في الشوارع .
تقطن شقيقتي الكبرى هانم الى جوار المدرسة ولأنها تزوجت قبل دخولي المدرسة فقد كانت تعتبرني ابنا لها , كانت هانم تصعد الى سطح منزلها لتسمع كلمة أخيها عبر الميكروفون ثم تأتي في الفسحة فتأخذني خارج الحوش ثم تبدأ الاشادة بروعة الأداء وعظمة الأفكار وتمنحني مع فيض الثناء بعض السندويتشات والقبلات .
أشعرتني هانم كأن العالم كله ينتظر كلماتي وأن الأسطح تمتلئ بمعجبين ومعجبات لا شاغل لهم الا انتظاري من الصباح الى الصباح .
هكذا سارت المقدمة العامة لحياتي احساس هائل بالامتياز ضمن صحبة وأصدقاء كان لديهم الاحساس ذاته ... صراع على الامامة كأننا علي ومعاوية وصراع في ملاعب بدائية كأننا كأس العالم .
وصراع على الميكروفون كأننا نقود العقل البشري الى حيث نريد .
كانت القرية هي العالم .. وكنا القوى العظمى والقوى البازغة الت تتصارع بين جنباته .
لقد مضيت على هذا النحو من الاستعلاء الطفولي والغرور البدائي وسط أصدقاء لا ندرك جميعا فضيلة التواضع ثم كانت الصدمة الأولى .. أولى معارك المعرفة بعيدا عن كلمة اليوم كان ذلك في السادس من أكتوبر عام 1981 م .
رصاص
كان يوم الخامس من أكتوبر عام 1981 يوما مهما كنت في السنة السادسة الابتدائية وكنا نعد لحفل مدرسي في اليوم التالي سيكون السادس من أكتوبر .. لم تكن سيناء قد عادت كاملة لنا لكن نصر أكتوبر كان قد أعاد الينا أنفسنا وعلينا اذن أن نجهز كلمات وأشعارا وخطبا حماسية وما يتناسب من القرآن والحديث مع مقام الاحتفالات بالنصر المجيد .
جاءت ظهيرة السادس من أكتوبر في ذلك الخريف الصادم مختلفة تماما كان صوت الرصاص أمام منصة الرئيس السادات خليطا من حقائق السياسة وخيال المسلسلات التي كنا ننتظرها في القرية كل مساء .
هل هذا رصاص حقيقي ... أم أنهم يمثلون ؟ هل اتجهت الرشاشات الى صدر الرئيس أم أن هذا جزء ساحر من عرض عسكري بارع الاعداد والاخراج ؟
سألنا أنفسنا وسط مخاوف الطفولة ما الذي جرى ؟ وما الذي سيجري ؟ كانت أول اشاعة في القرية أطلقتها سيدة لا تعرف الكثير عن السياسة ولا غيرها , لقد قتلوا السادات قام كبار القوم بنفي تلك الاشاعة على الفور .
بيانات الكتاب
الاسم : مصر الكبرى
تأليف : أحمد المسلماني
الناشر : دار ليلى
عدد الصفحات : 319 صفحة
الحجم : 15 ميجا بايت
تحميل كتاب مصر الكبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق