يقدم المؤلف في كتاب جغرافيات العولمة دراسة حية لآثار العولمة الجغرافية، ولإسهام الجغرافيا البشرية المميز في مناقشات العولمة. هو كتاب مهم بالنسبة إلى دارسي التحولات الاقتصادية والسياسية والثقافية المعاصرة، لأنه يحلل مفهوم العولمة وعملياتها من منظور جغرافي ، ويناقش التطور التاريخي للمجتمع المعلوم، ويوضح كيف أن المبادئ المركزية للجغرافيا البشرية-مثل الفضاء والقياس- تؤدى إلى فهم أفضل لظاهرة العولمة.
مقتطفات من الكتاب
ماتت الجغراقيا ؟
ظهور العولمة
العولمة ونهاية الجغرافيا : اننا نعيش في عالم لم يحلم به عدد من أجدادنا وعادة ما نسمع مقولة انه " عالم صغير " جدا ويرتبط كثير من هذا بثورة القرن العشرين في تكنولوجيا النقل والاتصالات التي استولت على الخيال الشعبي من الممكن مثلا القيام برحلة حول العالم في يوم واحد فقط على خطوط الطيران التجارية .
قبل أقل من خمسين سنة كانت الرحلة من انجلترا الى استراليا تأخذ أسبوعا تقريبا في العام 1870 كان على البريد الأرضي أن يسافر سبعين يوما من لندن الى نيوزيلندا ومع مجيء الهاتف والفاكس وفي الآونة الأخيرة البريد الالكتروني والتواصل عبر الفيديو أصبح التواصل فوريا تقريبا اننا نعيش لو صدقنا المقارنة المبالغ فيها في " قرية عالمية " والمصطلح الأكثر شيوعا للاحالة على هذا التقلص الواضح هو " العولمة " وباستعمال مفهوم " العولمة " على نحو متزايد لترشيد مجموعة واسعة من الخطط الاقتصادية والسياسية ولشرح وفرة من العمليات والنتائج الثقافية والاجتماعية والاقتصادية اتخذ المفهوم قوة هائلة على الرغم من أنه لم يحدد دائما بشكل جيد أو يقوم بشكل نقدي في الاستعمال الشعبي أو الأكاديمي ومن الصور الشائعة للعولمة أنها عملية تفتح مثل بطانية عبر العالم وتنشر تجعل اقتصادات العالم ومجتمعاته وثقافاته متجانسة عندما تسقط تصبح كل الأمكنة متشابهة لا تعود الحدود مهمة وتختفي المسافة .
نهاية الجغرافيا ؟
اعتمادا على الاتجاهات التي نوقشت سابقا تنبأ الناس بموت الجغرافيا منذ ما يقرب من أربعة عقود تزعم توفلر ( 1970 ) هذا المنظور في كتابه " الصدمة المستقبلية " حيث يرى أن تطور تكنولوجيات النقل والاتصال وتدفقات الأشخاص المكثفة التي نتجت عن ذلك يعني
" أن المكان لم يعد المصدر الرئيس للتنوع " ( نقلا عن ليشون 1995 ص35 ) في الآونة الأخيرة أعلن أوبراين من خلال عنوانه الفرعي لكتابه " التكامل المالي العالمي " نهاية الجغرافية – وضعية تنطوي على " حالة من التطور الاقتصادي حيث لم يعد التحديد الجغرافي مهما .
( أوبراين 1992 , ص 1 )
ليس هناك أدنى شك مقارنة بالماضي أن الناس والعمليات في الأماكن البعيدة لها تأثيرات " محلية " آنية تقريبا وقد استعمل الجغرافيون وعلماء آخرون عددا من المصطلحات الأخرى لهذه العملية بما في ذلك " تدمير الزمن للفضاء " و " التقاء الزمن بالفضاء " و " انضغاط الزمن والفضاء " ( هارفي 1989 )
وأصبحت العدوى الاقتصادية كلمة طنانة في القطاع المالي مثلا وانتشرت " الأزمة " الآسيوية للعام 1997 بسرعة حول منطقة آسيا المحيط الهادئ من تايلند الى كوريا الجنوبية والى اليابان وكان لتداعيات الانهيار تأثير سريع وملموس على اقصادات العالم بدرجات متفاوتة لكن يبدو أن هذا " التقلص " قد تخلل كل مجالات النشاط البشري .
ويبث مقدمو أخبار الأربع والعشرين ساعة مثل " سي ان ان " و " بي بي سي " أحداثا جارية مثل آثار تسونامي المحيط الهندي في العام 2004 في التوقيت الحقيقي في بيوت الأشخاص ومساكنهم عبر الكوكب ويحض هذا على تدفق آني لتبرعات الاغاثة من جميع أنحاء العالم .
ولانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة أو الصين تأثير مباشر على دول الجزر الصغيرة عندما يرتفع مستوى البحر وتصبح أحداث الاعصار أكثر شيوعا في أماكن محلية مثل غرينادا في منطقة الكاريبي أو نيوي في منطقة المحيط الهادئ .
بيانات الكتاب
تأليف : ورويك موراى
الترجمة : سعيد منتاق
الناشر : عالم المعرفة
عدد الصفحات : 444 صفحة
الحجم : 17 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق