الأربعاء، 23 يوليو 2014

حتى مطلع الفجر لــ بلال فضل


مع الجزء الثاني من هذا الكتاب نخبة من أهم مقالات بلال فضل التي كتبها في عامي 2010 و 2011 ، والتي سبقت انفجار الثورة، ثم عاصرت الثورة، وصولًا إلى إجبار مبارك على الرحيل عن الحكم. وأغلب هذه المقالات جاءت في ظل القمع الذي تعرضت له الصحافة والإعلام المصري في الأعوام الأخيرة التي سبقت الثورة، والتي بقيت فيها أصوات قليلة تكتب في الصحافة المصرية بنفس درجة الجرأة بعد أن تم إغلاق صحف معارضة وبرامج فضائية وتكميم أفواه عديد من الكتاب.

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الشعب مازال أجدع من أي مقدمة !
تعودت على ألا أكتب مقدمات لكتبي وان أكتفي باختيار مقطوعة شعرية أعشقها لكي أضعها في بداية الكتاب تحت عنوان ثابت " أجدع من أي مقدمة " اذا كنت قد تورطت في شراء كتاب سابق لي فأنت تعرف ذلك بالفعل اما اذا كانت هذه ورطتك الأولى معي فلا تبحث عن مقطوعة شعرية لأنك لن تجدها الا داخل هذه السطور .
حتى مطلع الفجر لــ بلال فضل دعني أقل لك أولا ان كثيرا من فصول هذا الكتاب كان من المفترض أن تصدر في نهاية عام 2010 ضمن كتاب يحمل اسما كئيبا قاتما هو " أمست يبابا .... مصر بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك " عندما نشرت قبل عامين فصلا من الكتاب في صحيفة " المصري اليوم " ظن بعض الأصدقاء أن عنوان الكتاب مقتبس من قصيدة " الأرض اليباب " الشهيرة للشاعر العالمي " تي . اس . اليوت " والتي كنت دائما أحرص على الاستشهاد بها في بعض جلساتي مع أصدقائي على أساس أنني قرأتها في لغتها الأصلية مع أنني لم أقرأها حتى مترجمة لكن العنوان كان مقتبسا من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي لا زلت أحفظها من أيام المدرسة أظن أن عنوانها كان " تحية للعمال " أو حاجة من هذا القبيل وكان أحمد شوقي يقول فيها :
أيها العمال أفنوا ال عمر كدا واكتسابا
واعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبايا
كانت كلمة " يبابا " مثيرة لسخريتنا في تلك السن المبكرة لكن الغريب أنها ظلت عند نشري لعنوان الكتاب مثيرة للسخرية والدهشة , بعض القراء أرسل يسأل معلقا على العنوان : " هل الكتاب كله عن توريث الحكم على أساس يا بابا مبارك وكده يعني ؟ " .
وأنا رددت عليه أن الكتاب به فصول عن التوريث لكن " يبابا " غير يا بابا خالص وان كان توريث بابا لكرسي الحكم سيؤدي بمصر الى أن تمسي " يبابا " في نهاية المطاف .
لم أجد لذلك العنوان الكئيب مقدمة تلائم أنسب من قطعة شعرية حزينة يائسة كتبها الأشعر عبد الرحمن الأبنودي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه في ملحمته الشعرية البديعة " الجزر والمد " يقول فيها :
" آهين يا رفاقة لو كنت أعرف أرجع البكرة واجيب بكره أرسي في مواني الحلم من غير علم من غير عذاب ولا تضحيات ولا سجون ولا دم واشوف نهاية الفيلم , الفيلم تافه .... سخيف بطله المفتح كفيف شريفه هو المطارد ولصه هو الشريف ياما بليدة يا خطوة التواريخ فقيرة الصورة وباهضة التكاليف تتعسني فكرة أني حاموت قبل ما اشوف لو حتى دقيقة رجوع الدم لكل حقيقة وموت الموت !!
قبل ما تصحى كل الكتب اللي قريت والمدن اللي ف أحلامي رأيت والأحلام اللي بنيت والشهدا اللي هويت والجيل اللي هداني والجيل اللي هديت قبل ما املس ع الآتي وادفن كل بشاعة الماضي في بيت حاقولها بالمكشوف خايف اموت من غير ما اشوف تغير الظروف تغير الوشوش وتغير الصنوف والمحدوفين ورا متبسمين في أول الصفوف خايف اموت وتموت معايا الفكرة , لا ينتصر كل اللي حبيته ولا يهزم كل اللي كنت اكره اتخيلوا الحسرة اتخيلوا الحسرة اتخيلوا الحسرة " .
ثم جاءت ثورة أحرار المصريين التي اندلعت شرارتها في الخامس والعشرين من يناير ومازالت جذوتها مشتعلة وأظنها ستظل كذلك حتى يصبح ظاهر مصر أحب الي المصريين من باطنها فأطاحت بوشوش نظام مبارك وظروفه وصنوفه وأطاحت أيضا بعنوان الكتاب ومقدمته لكن متنه كما أظن ما زال قابلا للبقاء كشهادة من كاتب مصري على آخر سنتين من سنوات عمر نظام مبارك العجاف حاول فيهما ألا يكون ظهيرا للمجرمين مشاركا بقدر طاقته وجهده في انكار المنكر في ظل ظروف نشر شديدة الصعوبة والكآبة .

بيانات الكتاب

الاسم : حتى مطلع الفجر
تأليف : بلال فضل
الناشر : دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر
عدد الصفحات : 253 صفحة
الحجم : 13 ميجا بايت

تحميل كتاب حتى مطلع الفجر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق