كتاب ملحمة كلكامش - طه باقر
من الكتب التي على كل مثقف جاد .عربي او غربي قرائتها لاحتوائها على اصول الاساطير في حياتنا الحديثة .
حول الكتاب
يجمع الباحثون من مؤرخي الحضارة على أن أقدم الحضارات التي كشف عنها علم الآثار، هي حضارتا وادي الرافدين ووادي النيل اللتان تشأتا وتطورتا من الأدوار البدائية في عصور ما قبل التأريخ، وبلغتا طور النضج منذ أواخر الألف الرابع ق.م، ولذلك أطلق عليها بعض الباحثين مصطلح الحضارة الأصلية أو الأصيلة. وقد صاحب التحريات الإثارية عن مخلفات هاتين الحضارتين حل رموز الخطوط التي استعملتها للتدوين: الخط الهيروغليفي في حضارة وادي النيل والخط المسماري في حضارة وادي الرافدين مما أمكن الباحثين المختصين من النصوص المدونة في كلٍّ منها في شتى صنوف المعرفة وشؤون الحياة، ومن ذلك علومهما ومعارفهما وآدابهما، فكان مثار دهشة كبرى ان يجد الباحثون تلك العلوم والمعارف والآداب وقد بلغت مستوىً متقدماً، ويجمعون على أن أسس العلوم والمعارف وأصول الآداب البشرية قد وضعت في تينك الحضارتين قبل أكبر من خمسة آلاف عام. من هنا تأتي أهمية ملحمة جلجامش التي وبالإضافة إلى غيرها من النصوص الأدبية ومواضيعها والتي جاءت من حضارة وادي الرافدين وجد الباحثون فيها أموراً مدهشة في المستوى المقدم الذي بلغته تلك الآداب والموضوعات الإنسانية العامة التي تناولتها، وهذا ما سيتضح أكثر للقارئ عند قراءته لهذه الملحمة. والنتاج الأدبي في حضارة الرافدين ذو خطورة خاصة في تأريخ الآداب البشرية، ذلك لأنه يمثل أولى محاولات الإنسان للتعبير عن الحياة وقيمتها بأسلوب الخيال والفن. وعلى الرغم من أن هذه كانت أولى المحاولات في تأريخ تطور الإنسان الأدبي بيد أن أروع وأعجب ما يجده الفاحص لأدب وادي الرافدين هو أنه، مع إيغاله في القدم وسبقه جميع الآداب العالمية، يتسم بالصفات الأساسية التي تميز الآداب العالمية الناضجة سواء أكان ذلك من ناحية الأساليب وطرق التعبير أم ناحية الموضوع، أم ناحية الأخيلة والصور الفنية. وملحمة جلجامش خير مثال على ذلك. من هنا وإنه وعلى الرغم من مضي ما يناهز الثماني عشرة سنة على الطبعة الأولى لها، فإنه ما زالت هذه الملحمة تستأثر باهتمام القراء، صغاراً وكباراً، لما تحتويه من مادة ومواقف قصصية روائية جذابة. لذا جاء الاهتمام بطباعتها مجدداً من خلال أسلوب عربي مبسط مستساغ دون إغفال سلامة التعبير. ومع اكتشاف صاحب هذا العمل بأن أجزاء منها كانت ناقصة ولا سيما جزء مهم من اللوح الأول الذي يؤلف ديباجة الملحمة حيث قام بإيراد خمسين شطراً أو بيتاً من الشعر كانت مخزونة في الطبعات السابقة، وأجزاء أخرى مهمة من اللوح السادس والسابع والثامن، وقد تمّ إدراج هذه المادة الجديدة على هيئة ملاحق في هذه الطبعة ومن الإضافات المهمة في هذه الطبعة والتي يجدر التنويه بها؛ إضاف أشهر القصص والأساطير المتعلقة بجلجامش ومعظمها دوّن باللغة السومرية، ولأن مادته الطوفان تؤلف جزءاً من الملحمة (هو اللوح الحادي عشر) فقد تمت إضافة القصص والأساطير الخاصة بالطوفان إلى الملحمة مما جاء من النصوص الأدبية في حضارة وادي الرافدين.
التحميل المباشر : الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق