كتاب قيم وثمين، يتضمن دراسة أكاديمية رصينة لحياة وبعثة النبي إدريس، ولا بد أن الباحثة بذلت فيه جهدا كبيرا لقلة المراجع وصعوبة تمحيص الروايات الإسرائيلية، ويبدو أنها أفادت من معرفتها بالعبرية.
مع ذلك، يؤخذ على الباحثة ظهور النزعة المصرية في كتاباتها، فبالرغم من سلامة العقيدة إلا أنها تبدو مراوغة أحيانا في موقفها من الوثنية الفرعونية.
أنصح بالكتاب لكل مهتم بمقارنة الأديان والدراسات اليهودية، كما سيجد طالب العلم في فصوله الأولى ملخصا جيدا للموقف من الإسرائيليات.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين يكتنف معارفنا عنه الكثير من الغموض ؛ بسبب ندرة الكتابات عنه على الرغم من مكانته العالية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث كرمه المولى عز وجل وخصه بالرفع إليه بقوله تعالى : (ورفعنه مكانا عليا ) فهو أول نبي مرسل بعد آدم عليه السلام , عاش فترة ما قبل الطوفان وقبل نوح عليه السلام .
وقد اختلف في مسمى إدريس عليه السلام , فهو هرمس أو الكائن الإلهي تحوت أو توت عند قدماء المصريين ,وهو حنوخ عند اليهود , وأخنوخ في الترجمة العربية للكتاب المقدس .
وكان قريب العهد بآدم عليه السلام , وهو الذي قابله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في السماء الرابعة , وسلم عليه ودعاه بالأخ الصالح , وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه : "إنه أول من خط بالقلم وانزل عليه ثلاثون صحيفة " .
وهو ليس من أنبياء بني إسرائيل , وجاء ذكره في القرآن الكريم مجملا حيث ذكره المولى عز وجل في سورتي مريم والأنبياء , بأنه صديق نبي , وكرم برفعه الى مكان علي , وأنه من الصابرين , حيث توقف معظم المفسرين الإسلاميين وكتاب سير الأنبياء عن سرد تفاصيل قصته ؛ لأن معظم مصادرها جاءت عن اليهود , واليهود شديدو الولع برواية القصص والأساطير الخرافية وخاصة المتعلقة بالشخصيات التاريخية المقدسة التي تمثل جزءا مهما في تراثهم الديني والثقافي , كما أن بعض علماء الإسلام يفضلون البعد عن النصوص الإسرائيلية بسبب التحريفات التي أدخلها الكتاب والمدونون اليهود في النصوص , تجنبا للوقوع في خطأ إحداث تشويش للمتلقي , والبعض الآخرين يذكر الإسرائيليات بحرص وحذر للتأكد من موافقة ما يرويه منها نهج القرآن والسنة , وآخرون يذكرون الإسرائيليات تاركين للمتلقي الحكم فيها , وهذا الأمر يشكل خطورة كبيرة في إمكانية حدوث نوع من البلبلة الفكرية التي قد تؤثر على العقيدة الصحيحة الإيمانية .
وتعد قصة إدريس عليه السلام (حنوخ كما يطلق عليه العبريون) نموذجا للقصص اليهودية التي دخلت التفاسير لإسلامية والتي تبرز مدى تأثير الرواية اليهودية على كتابات فريق من علماء المسلمين الذين استهوتهم القصص اليهودية والحكايات الواردة في العهد القديم , ووجدوا فيها تفاصيل ما أجمل ذكره في القرآن , وذلك من خلال شخصية هذا النبي .
تلك الشخصية التي اكتنفها الغموض والاختلاف في الآراء حول علمه ومكانته من الله تعالى , كما حكيت الكثير من المبالغات حول علاقته الحميمة بالملائكة , سواء في المصادر اليهودية , أو التفاسير الإسلامية .
وعند بني إسرائيل فإن حنوخ (إدريس عليه السلام) من الأنبياء القلائل الذين نالوا تقديرا في المرويات اليهودية , والتي تدأب على الحط من قدر الأنبياء , وتصفهم بصفات لا تليق بمكانتهم العالية ؛ لذا كان من الأهمية بمكان إلقاء الضوء على شخصية هذا النبي من خلال الكتابات اليهودية التي تناولته , وأبرزت مكانته الرفيعة , وجعلته – حسبما زعموا – ملاكا , بل رئيسا للملائكة !!!
لذا كان اتجاه الدراسة عنه الى مقارنة ما أوردته الكتابات المصرية القديمة عن هرمس والروايات الواردة عنه في التراث القصصي اليهودي , وما ذكره ابن كثير وغيره من أئمة المفسرين , وما احتوته تفاسيرهم للقرآن من روايات وقصص إسرائيلية , ثم الرجوع الى أصل ما ورد في القرآن والسنة النبوية الصحيحة .
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تجمع بين التناول المصري القديم واليهودي والإسلامي للنبي إدريس عليه السلام , وتهدف الى التعرف على الجوانب الغامضة حول شخصيته في الروايات اليهودية المتعلقة بالتراث الشفوي في الفكر الديني اليهودي , خاصة فيما يتعلق بالأنبياء والملائكة , من خلال ما ورد من ذكره في قصة النبي أخنوخ (إدريس عليه السلام) , وما تحتويه من قصص شعبية ودينية مقدسة ومقابلتها بتلك الواردة في التفاسير الإسلامية , والمصادر المصرية القديمة , والعمل على إبراز صورة للفكر اليهودي في نظرتهم الى الأنبياء في مرحلة ما قبل الطوفان وقبل ظهور أنبياء بني إسرائيل , وما نقله عنهم كبار المفسرين المسلمين فيما أوردوا من إسرائيليات داخل تفاسيرهم . ومقابلة كل منها بالآخر .
ومن أهم الأهداف أيضا :
· التعرف على الجوانب غير المادية في الفكر الديني اليهودي وخاصة فيما يتعلق بالأنبياء والمرتبطة بالتراث
بيانات الكتاب
الاسم : نبي الله إدريس
تأليف : هدى درويش
الناشر : دار السلام
عدد الصفحات : 270 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
تحميل كتاب نبي الله إدريس
مع ذلك، يؤخذ على الباحثة ظهور النزعة المصرية في كتاباتها، فبالرغم من سلامة العقيدة إلا أنها تبدو مراوغة أحيانا في موقفها من الوثنية الفرعونية.
أنصح بالكتاب لكل مهتم بمقارنة الأديان والدراسات اليهودية، كما سيجد طالب العلم في فصوله الأولى ملخصا جيدا للموقف من الإسرائيليات.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
وقد اختلف في مسمى إدريس عليه السلام , فهو هرمس أو الكائن الإلهي تحوت أو توت عند قدماء المصريين ,وهو حنوخ عند اليهود , وأخنوخ في الترجمة العربية للكتاب المقدس .
وكان قريب العهد بآدم عليه السلام , وهو الذي قابله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في السماء الرابعة , وسلم عليه ودعاه بالأخ الصالح , وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه : "إنه أول من خط بالقلم وانزل عليه ثلاثون صحيفة " .
وهو ليس من أنبياء بني إسرائيل , وجاء ذكره في القرآن الكريم مجملا حيث ذكره المولى عز وجل في سورتي مريم والأنبياء , بأنه صديق نبي , وكرم برفعه الى مكان علي , وأنه من الصابرين , حيث توقف معظم المفسرين الإسلاميين وكتاب سير الأنبياء عن سرد تفاصيل قصته ؛ لأن معظم مصادرها جاءت عن اليهود , واليهود شديدو الولع برواية القصص والأساطير الخرافية وخاصة المتعلقة بالشخصيات التاريخية المقدسة التي تمثل جزءا مهما في تراثهم الديني والثقافي , كما أن بعض علماء الإسلام يفضلون البعد عن النصوص الإسرائيلية بسبب التحريفات التي أدخلها الكتاب والمدونون اليهود في النصوص , تجنبا للوقوع في خطأ إحداث تشويش للمتلقي , والبعض الآخرين يذكر الإسرائيليات بحرص وحذر للتأكد من موافقة ما يرويه منها نهج القرآن والسنة , وآخرون يذكرون الإسرائيليات تاركين للمتلقي الحكم فيها , وهذا الأمر يشكل خطورة كبيرة في إمكانية حدوث نوع من البلبلة الفكرية التي قد تؤثر على العقيدة الصحيحة الإيمانية .
وتعد قصة إدريس عليه السلام (حنوخ كما يطلق عليه العبريون) نموذجا للقصص اليهودية التي دخلت التفاسير لإسلامية والتي تبرز مدى تأثير الرواية اليهودية على كتابات فريق من علماء المسلمين الذين استهوتهم القصص اليهودية والحكايات الواردة في العهد القديم , ووجدوا فيها تفاصيل ما أجمل ذكره في القرآن , وذلك من خلال شخصية هذا النبي .
تلك الشخصية التي اكتنفها الغموض والاختلاف في الآراء حول علمه ومكانته من الله تعالى , كما حكيت الكثير من المبالغات حول علاقته الحميمة بالملائكة , سواء في المصادر اليهودية , أو التفاسير الإسلامية .
وعند بني إسرائيل فإن حنوخ (إدريس عليه السلام) من الأنبياء القلائل الذين نالوا تقديرا في المرويات اليهودية , والتي تدأب على الحط من قدر الأنبياء , وتصفهم بصفات لا تليق بمكانتهم العالية ؛ لذا كان من الأهمية بمكان إلقاء الضوء على شخصية هذا النبي من خلال الكتابات اليهودية التي تناولته , وأبرزت مكانته الرفيعة , وجعلته – حسبما زعموا – ملاكا , بل رئيسا للملائكة !!!
لذا كان اتجاه الدراسة عنه الى مقارنة ما أوردته الكتابات المصرية القديمة عن هرمس والروايات الواردة عنه في التراث القصصي اليهودي , وما ذكره ابن كثير وغيره من أئمة المفسرين , وما احتوته تفاسيرهم للقرآن من روايات وقصص إسرائيلية , ثم الرجوع الى أصل ما ورد في القرآن والسنة النبوية الصحيحة .
ومن أهم الأهداف أيضا :
· التعرف على الجوانب غير المادية في الفكر الديني اليهودي وخاصة فيما يتعلق بالأنبياء والمرتبطة بالتراث
بيانات الكتاب
الاسم : نبي الله إدريس
تأليف : هدى درويش
الناشر : دار السلام
عدد الصفحات : 270 صفحة
الحجم : 8 ميجا بايت
تحميل كتاب نبي الله إدريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق