آلان بين زائد أربعة .. قصة قصيرة لـ توم هانكس في مجلة النيويوركر
ترجمة : محمود حسني .
السفر إلى القمر أصبح أقل صعوبة هذه الأيام مما كان عليه الأمر عام 1969، كما برهنا نحن الأربعة على ذلك بدون أن يثير هذا فضول أو اكتراث أي شخص. أترى، بدا الأمر وكأنه يشبه تناولنا للبيرة الباردة في فناء المنزل ونحن نتأمل القمر وهو في طور الهلال مثل أميرة لطيفة تظهر منخفضة على مقربة من الغرب. أخبرت ستيف ونج أنه إذا رمى مطرقة مثلا بقوة كافية، فمن الممكن أن تقطع 25 ألف ميل في طريقها إلى القمر لتدور من حوله عائدة من جديد إلى الأرض بحيث أنها تأخذ مسار الذهاب والإياب على هيئة رقم ثمانية "8"، أليس هذا رائعا حقا؟
ستيف ونج يعمل في مستودع، ولهذا فهو يتعامل مع الكثير من المطارق والأدوات الأخرى. وقد عرض علي أن نجرب الأمر مع بعض هذه المطارق. وقد تسائل شريكه في العمل "م.داش"، والذي اختصرت اسمه القبلي الطويل على طريقة نجوم الراب، كيف يمكن للمرء أن يمسك بمطرقة ساخنة بل قريبة من الاشتعال وهي تسقط بسرعة عشرين ميل في الساعة؟! "آنا" التي تعمل في تصميم صفحات الويب قالت أنه لن يكون هناك شئ لنمسكه لأن المطرقة ستحترق وهي في طريقها إلينا مثل شهاب. وقد كانت على حق. هذا بجانب أنها لم تكن تستسيغ بساطة نظرتي لعملية "رمي - انتظار - رجوع" المطرقة. فدائما ما كانت متشككة في صدق برنامجي الفضائي. وقد قالت لي ذات مرة أنني أتظاهر وكأنني قائد "أبوللو 13" أو "لنكهود". كما انني ابدأ في تزوير التفاصيل لكي أبدو بمظهر الخبير. ولقد كانت على حق بشأن هذا أيضا.
لقد احتفظت بكل قصصي وخيالاتي في "كوبو" القارئ الإلكتروني، وقد بدأت اتصفح فصل بعنوان: ليس هناك من طريقة يا إيفان، لماذا "CCCP" ضلت طريقها في السباق إلى القمر. وقد كتب هذا الفصل بواسطة أستاذ مهاجر، وتبعا لما قاله، ففي منتصف الستينيات أمل السوفيت في المزايدة على نجاح مشروع أبوللو عن طريق إطلاق مهمات إلى القمر تأخذ مسارات على هيئة رقم ثمانية "8" ومن ثم تعود. حيث لا دوران، ولا هبوط، فقط التقاط للصور ومحاولة الشماتة من مشروع أبوللو. ولقد أرسلوا "سوريوز" وهي مركبة بدون طيار، فقط وضعوا فيها عارضة أزياء وألبسوها بدلة رائد فضاء. ولكن الأمور خرجت عن السيطرة ولم يجربوا فعل ذلك ثانية ولو حتى مع كلب.
"آنا" نحيلة وذكية كسوط، ولقد كانت مندفعة ومتحمسة بشكل أكبر من أي امرأة قد واعدتها من قبل "ولمدة ثلاثة أسابيع مُرهِقة". لقد وجدت التحدي الذي تريده، كانت تريد أن تنجح فيما فشل فيه السوفيت. قالت: سيكون شيئا ممتعا حقا أن نذهب جميعا. ولكن متى سنقوم بذلك؟ لقد اقترحت جدولة الإقلاع ليكون مع الذكرى الخامسة والأربعين لأبوللو11، رحلة الفضاء الأشهر عبر التاريخ. ولكن ذلك كان يعوقه أن ستيف ونج لديه عمل حتى الأسبوع الثالث من يوليو. ماذا عن نوفمبر؟ عندما هبط أبوللو12 على القمر فوق محيط من العواصف وهي أيضا ستكون الذكرى الخامسة والأربعين. ولكن هذه الذكرى منسية من قبل 99.999% من سكان الأرض. بالإضافة إلى أنه سيكون على آنا أن تلعب دور وصيفة الشرف في حفل زفاف أختها بعد أسبوع من الهالوين. ولذا أصبح الميعاد المناسب للمهمة هو السبت، 27 سبتمبر.
رواد الفضاء في حقبة أبوللو كانوا يقضون آلاف الساعات في التدرب على قيادة الطائرات النفاثة والحصول على درجات عليا في الهندسة. كان عليهم التدرب على الهروب من مخاطر الإطلاق بالإنزلاق أسفل الكابلات الطويلة في المخابئ الآمنة المبطنة جيدا. كان يجب عليهم أن يعرفوا كيف تعمل "المسطرة الحاسبة". نحن لم نفعل أي من هذا، لقد قمنا بتجربة طيران في الرابع من يوليو عند مدخل أوكسنورد ولقد قام بهذه التجربة ستيفن ونج مستخدما الكثير من المفرقعات والألعاب النارية. لقد أملنا أن نغادر الأرض في سماء ليلة ما دون أن يلاحظنا أحد، ولقد تمت المهمة. والصاروخ الذي أطلقناه يدور الآن حول الأرض كل تسعين دقيقة، دعني أوضح شيئا ما، إن لم يصطدم بإحدى وكالات الفضاء الحكومية المتعددة والتي تدور حول الأرض فلربما يظل في مداره من 12 إلى 14 شهرا.
"م.داش" والذي ولد في قرية جنوب الصحراء الكبرى، إنه رجل صاحب عقل عبقري وغير عادي. في الثانوية ومع الحد الادنى من مهارات اللغة الإنجليزية، نجح في الحصول على جائزة العلوم من معامل "ميريت" العلمية عن مواد الجر وهي تشبه الألعاب النارية ولكنها أكثر تطورا، والتي تعمل على إشعال النيران بشكل يثير البهجة والسعادة في نفوس الجميع. ومنذ عمله على الدرع الواقي من الحرارة لمركبتنا كان شعار عمله ضمنيا هو كيف يمكن أن نعود سالمين إلى الأرض. م.داش كان مسئولا عن كل الأشياء التي لها علاقة بعملية الإطلاق. أما "آنا" فكانت هي المسئولة عن الحسابات الرياضية ونسب الحمل والرفع والميكانيكية المدارية وخليط الوقود الذي سنحتاجه وكل الأشياء التي أدعي أنني أعرفها ولكنها تظل ضبابية في تفاصيلها بالنسبة إلىّ.
كانت مساهمتي تنحصر في عملية القيادة للحجرة كروية الشكل والتي بها الكثير من أدوات الدعم والإشارات اللاسلكية وأجهزة التحكم. ماهذا الجحيم الذي ينتظر من يدخل إلى مجال الفضاء كمبادرة فردية. هذه المبادرات هي من أكبر ممولي ناسا بسبب ما يحتاجه المبادر من أدوات ومعدات بمئات الآلاف من الدولارات. ولقد حصلنا على كل ما نحتاجه لعمل مركبتنا قبل عطلة نهاية الأسبوع و واتفقنا على تسمية مركبتنا الفضائية "آلان بين" تكريما لرابع أمريكي يمشي على سطح القمر ضمن طاقم أبوللو12، والوحيد الذي قابلته في هيوستن بمطعم مكسيكي عام 1986. لقد كان يدفع للكاشير كأي شخص مجهول أصلع الرأس ولا شئ أكثر من ذلك. عندها صحت به: يا إلهي، انت آل بين! ولقد اعطاني حينها أوتوجراف ورسم لي رائد فضاء صغير فوق اسمه.
عندما نكون حول القمر، لن يكون لدينا مهمة تحكم، ولهذا مزقت كل وسائل الاتصال. ولقد أبدلت كل ترباس، مسمار، مفصل، موصل، بشرائط لاصقة!! كما أننا جلبنا ستارة حمام من أجل الخصوصية. لقد سمعت من مصدر خبير أن السفر تحت جاذبية مقدارها صفر سوف يجعل ملابسك ترتفع من فوق جسمك في الهواء مما قد يتسبب بالتأكيد في أن تتعرى. ولهذا ربما كان الاهتمام بفكرة الخصوصية أمر مهم للغاية. ولقد استبدلت الفتحات الخارجية بسبائك من الصلب ذات نافذة كبيرة. وفي فراغ الفضاء، سوف يجبر الضغط داخل "آلان بين" النافذة على أن تنغلق بإحكام. إنها قاعدة فيزيائية بسيطة.
إعلان أننا سوف نسافر إلى القمر جعل كل من يستمع إلى هذا الخبر يظن أننا سنهبط عليه ونجمع بعض الأحجار ونعود إلى المنزل. لا شئ من هذا سوف يحدث. سوف ندور حول القمر وفقط، أما الهبوط فهو أمر مختلف تماما.
ولقد احتجنا إلى يومين لتجميع سفينة "آلان بين" الفضائية، وقد نجحنا في أتمام هذا على ثلاث مراحل. في البداية عبئنا المياة في زجاجات ضغط عالي، ثم تم ضخها مع الأكسجين السائل من أجل اتمام مرحلتي تعزيز الاشتعال التلقائي بالإضافة إلى المواد الكيميائية التي سوف نحتاج إليها لإطلاق المركبة. ومن شأن هذا الصاروخ الصغير الذي يحتوي على كل هذه التركيبات أن يذهب بنا إلى مدار القمر في الموعد الذي حددناه. الكثيرين من أوكسنارد أتوا ليلقوا نظرة على "آلان بين". لا أحد منهم كان يعلم من هو آلان بين أو لماذا أطلقنا اسمه على مركبتنا الفضائية. ووجدنا الأطفال يتوسلون إلينا من أجل إلقاء نظرة على السفينة من الدخل ولكننا كنا مترددين بشأن ذلك الأمر. كانوا متعجبين لما نحن خائفين إلى هذه الدرجة، ولكننا آثرنا الاحتياط. ولقد طلبت من كل الحضور أن ينصتون جيدا، ثم شرحت مسارات الإطلاق التي سنتخذها عن طريق تطبيق "MoonFaze" المجاني، وكيف يمكن أن نتقاطع مع جاذبية القمر في لحظة بعينها لكي نتمكن من الدوران حوله.
هانحن على وشك إطلاق وبعد أقل من اثنان وأربعين ثانية ستبدأ أول مرحلة من مراحل الإطلاق بحرق كافة ماسكي المزالج والتي أخبرنا تطبيق "Max_Qapp" بـ 0.99 دولار أنها تساوي 11.8 مرة من وزننا عند سطح البحر. في الحقيقة لم نكن في حاجة إلى الآيفون ليقول لنا هذا. لقد كنا نقاتل من أجل التنفس أثناء عملية الإطلاق وقد أخذت "آنا" تصرخ وقد شعرت وكأن هناك من يقبع فوق صدرها، ولكن في حقيقة الأمر هي من كانت تجلس فوقي وتصدمني. لقد تأكد "داش" من أن مفرقعات الديناميت مهيئة للإنفجار ومن ثم بدأت المرحلة الثانية كما كان مخططا لها. وبعد ذلك بدقيقة، الغبار، فك الزوائد عن جسد المركبة، وجدنا أقلام الحبر سابحة في الهواء، لقد نجحنا ووصلنا إلى مدارنا حول الأرض!!
لقد وجدنا أن حالة انعدام الوزن هذه ممتعة للغاية ومرحة لأقصى قدر ممكن أن تتخيله. ولكنها مربكة أيضا لمن يمر بها للمرة الأولى، فغالبا يقضي معظمنا الوقت في البداية ملتصقا بالسقف. وبعد أن استقرت الأمور شيئا فشيئا، جلس ستيف ونج إلى مقعد القيادة المشترك، في مكان ما فوق أفريقيا، فتحنا صمامات المحرك وبدأ عمل المركبات الكيميائية وبدأت المرحلة الثالثة من المراحل التي خططنا لها، وها نحن نفلت من مدارنا حول الأرض وبسرعة سبعة أميال في الثانية. وفي هذه اللحظات أخذت الأرض تبدو أصغر فأصغر من نافذة المركبة.
الأمريكيين الذين ذهبوا إلى القمر من قبل كان لديهم حواسب بدائية للغاية. ولهذا لم يكن يستطيعون استقبال رسائل على بريدهم الإلكتروني أو يتمكنوا من استخدام جوجل لتحديد إتجاهاتهم. والآيباد الذي كان معنا به سعة تخزينية تساوي سبعة ملايين من التي كانت لدى رواد الفضاء في حقبة أبوللو. لقد استخدمه م.داش ليشاهد الجزء الرابع من "Breaking Bad". ولقد أخذنا المئات من صور السيلفي مع الأرض من نافذة المركبة. كما لعبنا البينج بونج وكانت "آنا" دائما ما تفوز في هذه اللعبة من بيننا جميعا.
أما الحدث الأكثر الأهمية فقد كان في تخطينا لخط غير مرئي افتراضي يحدد مدى جاذبية الأرض عبر الفضاء. ولقد كانت الأرض حتى هذه اللحظة تجذبنا وتؤخر من مهمتنا وكأنها تريد منا العودة إليها من جديد حيث الماء والهواء ومجال الجاذبية. وما إن تخطينا هذا الخط، حتى شعرت أن جاذبية القمر تأخذنا إليها وكأنه يهمس إلينا: هرولوا إلي أسرع فأسرع.
بعد اللحظة التي وصلنا فيها إلى مجال جاذبية القمر، واحتفالا بهذه المناسبة العظيمة، أهدتنا "آنا" رافعات عملت عليها على طريقة "الأوريجامي" وقد شكلّتها من رقائق الألومنيوم، فوضعنا هذه الرافعات على قمصاننا وكأنها أجنحة. ثم وضعت "آلان بين" على وضع تحكم الطاقة السلبي، ثم اطفئنا الاضاءات كما أننا أغلقنا النوافذ حتى لا يتسلل ضوء الشمس إلى الكابينة، ومن ثم نمنا بارتياح لأول مرة منذ أن انطلقت رحلتنا.
عندما أخبر الناس أننا رأينا الجانب الآخر من القمر ربما يظنون أننا رأينا الجانب المظلم منه. ولكن في الحقيقة كلا الجانبين يحصلان على نفس القدر من ضوء الشمس، ولكن الأمر يحدث في دورات متتابعة، هذا هو كل شئ. وفي هذه الظلمة، حيث لا ضوء آتي من الشمس، كما أن القمر يمنع انعكاس الضوء الآتي من الأرض، كنا نرى المجرة باتساعها وألوانها الخفية "الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق" كانت المجرة تمتد أمامنا إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه أعيننا. وقد كان هذا مشهدا ليس من السهل نسيانه على أيّ منا.
بعد ذلك ظهر شئ من الضوء، حتى ظننت أن م.داش قد فعل شيئا ما، ولكن عندما نظرت إلى أسفل رأيت سطح القمر. واو!! رائع، لقد أخبرنا تطبيق "LinaTicket" بـ 0.99 دولار أن مسارنا يتحول من الجنوب إلى الشمال، ولكننا كنا نشعر وكأننا ضعنا في الفضاء. لقد كان سطح القمر فوضويا، به خليج رمادي مغطى بشئ لم نتبينه، هذا هو القمر إذن. لقد تحركت "آلان بين" بسرعة زيادة عن المعدل الطبيعي قدرها 95 ميل، وقد كانت هذه السرعة هي أكبر من سرعة إطلاق رصاصة. وكنا نشعر أن القمر يقترب منا بسرعة كبيرة للغاية وكأننا ننجرف اتجاهه. ثم وجدنا أنفسنا نهبط في منطقة مليئة بالعواصف كما كان الحال قبل ما يزيد عن أربعة عقود ونصف. ولقد قضينا مع "آلان بين" يومين لجمع الصخور والمشي والتقاط الصور، إنني حقا رجل محظوظ!
لقد كانت عقولنا مأخوذة للغاية بما نشاهده فتركنا هواتف الأيفون الخاصة بنا تسجل كل شئ. ولقد وضع ستيف ونج بعض الموسيقى في المشغل ليضفي شيئا من المرح على الرحلة، وبعدها أخذنا نتجادل حول الأغاني التي نود الاستماع إليها متذكرين كل الأغاني التي كانت تؤثر فينا ونحن على الأرض حتى وجدنا أعيننا تذرف الدموع دون أن نتمكن من منعها. جميعنا بكى وقد احتضنتني "آنا" بقوة، فدلل لي هذا العناق على أنني مازلت رفيقها الحميم.
لقد كنا نرغب في العودة من جديد إلى الأرض واستعادة ذكريات هذه الرحلة ونشاهد صورنا من على هواتف الآيفون والآيباد، ولكن ظل سؤال يلحّ علينا جميعا، ماذا سنفعل بعد عودتنا إلى الأرض من جديد. هل فقط سنضع صورنا على انستجرام؟ هل سوف نذهب في رحلة أخرى على متن "آلان بين"؟ ثم بدأت رحلة عودتنا من على القمر. ها نحن نخترق الغلاف الجوي للأرض، وفجأة قالت آنا: آواه!! لقد كان الدرع الواقي الخاص بنا قد أكد فعاليته بحمايته لنا ضد الكثير من المذنبات الصغيرة للغاية، ولكن يبدو أن الأمر أخذ يسوء ونحن فوق الدائرة القطبية الشمالية، والجاذبية تأخذنا من جديد مرة أخرى إلى الأرض. وبسبب تصادم المركبة مع الغلاف الجوي، أخذت المركبة ترتج بشدة ففقد داش توازنه وجُرِح في رأسه جرحا ونزف دماءا كثيرة، وبمضي بعض الوقت وجدنا أنفسنا فوق أوهاوا والدماء على جبهة داش وهناك جرح صعب للغاية بين حاجبيه، فحاوت "آنا" تضميد الجرح بمنديل، ولكن بشكل عام، كان هذا أقل المساوئ المتوقعة من رحلة ذهاب إلى وعودة من القمر.
وهانحن وجدنا أنفسنا في النهاية مستقرين في مركبتنا على سطح المحيط الهادي، بعد أن نفذنا هبوطا بالمظلة، ولقد اطلقنا الكثير من المشاعل لكي يمكن لأي شخص أن يستدل علينا، ثم نزعنا خزانات الوقود لنحرر الكابينة من ثقلها، وبعدها رفع ستيف ونج الغطاء الزجاجي للكابينة الرئيسية، وفجأة شعرنا بنسيم المحيط وكأنه قبلة الأرض وكأنها تعيد إحيائنا من جديد.
بعد يوم في كبينتنا والتي كنا نستعملها مثل قارب، وصلنا إلى فندق هيلتون في كهالا، هذه الجزيرة التي كان ممتلئة بالسباحيين الغرباء الذين ما إن رأونا في الماء حتى انسحبوا ليسهلوا علينا عملية خروجنا من الماء. وقد قال المتحدثين بالإنجليزية أن رائحتنا بشعة، بينما أفسح الأجانب مساحة واسعة لنا من أجل أن نلتقط أنفاسنا.
بعد الاستحمام وتغيير الملابس تناولت سلطة الفواكه التي كانت على طاولة البوفيه في الفندق، حينها سألتني سيدة إن كنت ضمن المجموعة الذي كانت على متن هذا الشئ الذي هبط من السماء، فقلت: نعم، لقد قطعنا المسافة إلى القمر وعدنا إلى الأرض سالمين مثل آلان بين.
فقالت: مثل من ؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق