‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 2 أكتوبر 2014

مقدمة في نظرية القراءة / نور الدين حيمر السفياني




ظلت نظرية الأدب و لحقب طويلة من تاريخها تولي عناية فائقة للنص الأدبي في علاقته بالمؤلف أو السياق المرجعي و قلما كانت تلتفت إلى القارئ . لقد غدا القارئ كائنا منسيا و غدت معه القراءة فاعلية هامشية لا تكاد في أحسن أحوالها، تخرج عن دائرة الانفعال، و رد الفعل، كما كان الأمر قديما مع شعرية أرسطو حينما عرف المأساة، و جعل وظيفتها منحصرة في ممارسة التطهير النفسي للمتلقي، و ذلك من خلال التخلص من العواطف الضارة عن طريق مشاهد الفزع و الخوف و الألم .... إن القارئ باعتباره أحد المكونات الأساسية في عملية الإبداع الأدبي، لم يأخذ مكانته في نظرية الأدب كفاعل و مشارك في صناعة المعنى إلا في الأزمنة الحديثة، و قد ترافق هذا مع هبوب رياح الحداثة على الأدب، و ظهور تيارات فكرية و نقدية جديدة كالبنيوية و التفكيكية و جمالية القراءة، و غيرها من مدارس الأدب التي عملت على تجسير الفجوة العميقة بين النص الأدبي و ارتباطاته الإنسانية العميقة.

لقد قامت نظريات القراءة الحديثة على إعادة بعض الحقوق للقارئ و المتلقي عامة في الفهم و التفسير و التأويل... و هي الحقوق الطبيعية التي ظلت مصادرة منه طيلة عقود من الزمن ... و في ضوء هذا تحول النص الأدبي إلى فضاء لغوي تتنازعه إمكانات دلالية احتمالية متعددة ترتهن في تحققها بالقارئ. إن ميلاد القارئ، و اكتسابه سلطة مرجعية في الخطاب النقدي الحديث جاء نتيجة الرجة العنيفة التي أحدثها المفكر الفرنسي "رولان بارت" حينما أطلق صيحته الشهيرة عن "موت الكاتب" ، حيث أصبحت دلالة النص الأدبي لا تستمد من الكاتب و من قصدياته بل أصبحت تستمد من النص كتناص في علاقته بالقارئ...
ولقد ترتب عن هذا الانقلاب النظري الذي أحدثه "رولان بارت" تحول في مسار تبادل السلط بين الأطراف المكونة للعمل الإبداعي و الأدبي : المنتج- النص- المرجع-القارئ- و في نفس السياق انبرت أصوات فكرية و نقدية هنا و هناك تمجد القارئ، وتعتبر ألا سلطة تعلو على سلطته، و لقد عبر هذا التصور عن نفسه من خلال مجموعة من الإنجازات النقدية، تعد جمالية التلقي الحلقة النظرية و النقدية الأكثر نضجا و اكتمالا فيها.

و حينما نتحدث عن فعل القراءة نستحضر مفهوم النص ،فالعلاقة بين الاثنين هي علاقة وجود و ترابط جدلي عميق، لا نتصور وجود هذا دون حضور الآخر،إنهما وجهان لفعل واحد: النص نداء والقراءة استجابة لذلك النداء، النص حدث يندرج في الزمن و القراءة حدث أيضا،فعالية لاحقة عليه،تحققه و تخرجه من حيز الإمكان إلى حيز التحقق ، النص إنجاز كلامي نوعي مفتوح على " الصمت و الاقتصاد الخطابي و النسيان،و القراءة إنطاق للصموت و فعل للتذكر و تأثيث للفجوات و النقص العباري والدلالي.." "النص...فاعل، حي،مغلق،لا يكاد يبين، و أما القارئ (...) فهو نشاط فحولي يستولي على المكتوب،يفضه،و يهتك حجاب حياته، و يثقب أسوار انغلاقه، يحفزه في ذلك شيئان: شهوة تجعل النص يقول قولا لا يصح إلا صحيحه و لا يجوز إلا جوازه، و غيرة عليه مما ليس فيه و لا منه تجعله يعود به إلى مكنونه ليكون مرجع ذاته لا انعكاسا لغيره".

إن علاقة القارئ بالنص هي أشبه ما تكون بعلاقة الإنسان بالمرآة، ذلك أن الذي الكاتب حينما أدرك جمال و اكتمال عمله الأدبي أراد أن يرى صورته لدى القارئ الذي يعتبر أول متلق لإنتاجه.. غير أن عملية التلقي هاته تبدو لدى هذا الفاعل ناقصة و غير مكتملة و هذا ما عبر عنه الكاتب و المنظر الروائي ميشال بيتور حينما قال "و الروائي بالتأكيد هو قارئ غير كاف، يتألم من عدم كفايته و يرغب كثيرا في العثور على قارئ آخر يكمله،ولو كان قارئا مجهولا"2 . و ليست القراءة كما هو متداول بالفعل البصري البسيط الذي يكتفي فيه القارئ بتمرير بصره على سطور النص.. و تدليل صعوباته المعجمية و لا هي بالقراءة التقبلية السلبية التي

تعتقد أن معنى النص قد صيغ نهائيا، و لم يبق إلا البحث عنه للعثور عليه كما هو ماثل في النص " إن القراءة في الخطاب النقدي الحديث، هي على خلاف ذلك، إنها "أشبه ما تكون بقراءة الفلاسفة للوجود، إنها فعل "خلاق، يقرب الرمز من الرمز، و يضم العلامة إلى العلامة، و سير في دروب ملتوية من الدلالات، نصادفها حينا، و نتوهمها حينا، فنختلقها اختلاقا، إن القارئ و هو يقرأ، يخترع و يختلق و يتجاوز ذاته نفسها مثلما يتجاوز المكتوب أمامه..."3 .

و لما كان النص الأدبي خطابا لغويا نوعيا، و نسيجا من الكلمات المحملة بالدلالات، و آلية من آليات التواصل الجمالي، فإن القراءة نشاط إنساني نفسي و اجتماعي و جمالي على درجة عالية من التداخل و التعقيد، هكذا أمكن الحديث عن سيكولوجية القراءة و سوسيولوجية القراءة و جمالية القراءة... ما دامت هذه القراءة تستلهم في مجملها الأبعاد الغنية و المتعددة للشخصية الإنسانية..

و إذا كانت الغاية المتوخاة من ممارسة فعل القراءة هو الوقوف على طرق تشكل النص الأدبي و سر تفرده و الاهتمام به على امتداد الزمن.. فإن هذه الغاية ليست بالأمر الميسور و المتاح للجميع فهي تتطلب قارئا خبيرا مزودا بالمعارف و المؤهلات الفكرية التي تمكنه من الوقوف على قصديات النص و استراتيجياته المختلفة، و لذلك لا نعجب إذا ألفينا الناقد الإيطالي" أمبيرطو إيكو" يحلم بقارئ نموذجي، قارئ مر بنفس المراحل التي مر بها الكاتب في تجاربه القرائية.

و في الخطاب النقدي الحديث لم يعد الحديث قائما عن النص و القراءة بصيغة المفرد، بل بصيغة الجمع، و من ثمة انفتح مفهوم القراءة في علاقته بالنص الأدبي على مفهوم التأويل الذي يشرع الباب أمام تعدد القراءات. لقد كسرت نظرية القراءة الحديثة في هذا السياق أسطورة المعنى المطلق المتعالي و الواحد، و هي الأسطورة التي ظلت تكبل النص الأدبي خلال أزمنة تاريخية مديدة و أصبح هذا النص فضاءا تتنازعه احتمالات دلالية متنوعة لا يتم تحققها إلا بواسطة سلسلة من القراءات المختلفة. فلا أفق في هذا السياق لدلالات النص و لا أفق أيضا لقراءاته .

إن الانتقال من فضاء النص الواحد و القراءة الواحدة إلى فضاء النصوص المتعددة و القراءات المتعددة جاء ثمرة لجملة من التحولات التاريخية الفكرية و السياسية و الاجتماعية.

فعلى الصعيد السياسي ، انهارت انظمة الاستبداد و الشمولية و تقدمت المجتمعات الغربية تقدما حاسما نحو بناء حداثتها السياسية من خلال الديمقراطية التي أصبحت اختيارا لا رجعة فيه . وهي تقوم على مفاهيم التعددية السياسية و المشاركة الشعبية و الحرية و تداول السلط في إدارة المجتمع .

على الصعيد الفكري و الفلسفي، تراجع دور فلسفة الميتافيزيقا الباحثة عن الحقيقة المطلقة، و ظهر جيل جديد من الفلاسفة أمثال نيتشه و فوكو و ديريدا. عملوا على هدم الأسس و المرتكزات التي قامت عليها الفلسفة الحديثة فخلخلوا سلطة المعرفة و دعوا إلى نسبيتها و تعددها و انفتاحها الدائم على التأويل.

وعلى المستوى الإجتماعي، شهدت بنية العلاقات الاجتماعية تحولات تجلت في " تعدد فرص التواصل بين الأجناس و الثقافات، هذا التواصل فرضته عدة عوامل، منها الهجرة، و المثاقفة و الثورة الإعلامية الجديدة."4

هذه التحولات المجتمعية و غيرها، ألقت بظلالها على نظرية الأدب و مناهج مقاربة النص الأدبي، و جعلت القارىء في قلب معترك المعنى النصي مساهما في تشكله وبنائه، ليس من فراغ و لكن في ضوء خلفيات فكرية و جمالية و اجتماعية و انطلاقا من رصيد قرائي .

ولما كانت القراءة ممارسة لاحقة على النص، فإن القراء المحققين لفعل القراءة ومن خلاله لوجود النص و كينونته مختلفون و متعددون بتعدد انتماءاتهم الإيديولوجية و الاجتماعية و الجغرافية و اختلاف مشاربهم الجمالية و التجربة القرائية. و في وسعنا أن نتحدث في هذا السياق عن أنماط من القراء تختلف تسمياتهم من هذا الناقد إلى ذاك، لكنهم يتفقون تقريبا في نفس الدلالات و المضامين، و من هؤلاء القراء :

القارئ الفعلي، و هو الذات الفردية المادية القارئة التي اقتنت الكتاب و مارست فعل القراءة، و هو القارئ الذي اهتمت به الدراسات و الأبحاث التي تندرج ضمن "سوسيولوجيا القراءة"

القارئ النصي هو القارئ الذي يركز اهتمامه على البنى الأسلوبية و الدلالية للنص، ولا يلتفت كثيرا إلى السياقات الخارجية . وقد تستوقفه في هذا النص أو ذاك سمة جمالية إيقاعية أو صرفية أو تركيبية...

القارئ الافتراضي و هو القارئ الذي يضمره الكاتب، حيث يصوغ في النص صورة عنه و صورة عن نفسه، إنه يصنعه كما يصنع صورته الثانية.

القارئ المثالي هو المتسلح بكل الأدوات المعرفية و المنهجية التي تمكنه من فك شفرات النص، إنه القارئ الذي يزاوج بين المعرفة الواسعة و القدرة على التذوق و الخبرة الطويلة في القراءة.

القارئ النموذجي و قد صاغه أمبرطو إيكو لوصف القارئ الذي يحتاج المؤلف إلى تخيل ردود أفعاله التأويلية عند كتابة النص. و هي ردود أفعال يحتاج إليها المؤلف من أجل الإيصال، إنه قارئ يماثل الكاتب و يفترض فيه أن يجتاز نفس المراحل و التجارب القرائية التي عاشها الكاتب.

لقد حاولنا في هذا البحث أن نتتبع عدة سيرورات شهدتها دلالة النص الأدبي في علاقتها بسلطة منتجه و سياقاته المرجعية المختلفة ، قبل أن تستقر هذه الدلالة في إطار سيرورة نظرية الأدب عند آخر مطافاتها و هو القارئ.

و إذا كانت جمالية التلقي أو ما يعرف بمدرسة" كونستانس الألمانية" قد شكلت التعبير النظري و النقدي الأكثر اكتمالا عن الأهمية الفائقة التي أصبح يحتلها القارئ في الدراسات الأدبية الحديثة باعتباره شريكا حقيقيا و مشروعا للمؤلف في بناء المعنى النصي، فإنه في نفس الوقت لا ينبغي تجاهل الانجازات النظرية و الاسهامات النقدية للعديد من النقاد الذين جددوا اللغة النقدية، حيث عملوا على إدماج القارئ و القراءة في صلب عملية التحديث التي طالت لغتهم و من هؤلاء "رولان بارت"و"جون بول سارتر" و آخرون التفتوا في العديد من كاتباتهم إلى مستويات و زوايا أخرى في فعالية القراءة همت الجانب السوسيولوجي .

إن ما كتب و ألف في نظرية القراءة الحديثة كثير و كثير في الثقافة الغربية، و هي فيض زاخر من الدراسات النظرية كشف عن غنى الموضوع و خصوبته و إشكاليته أيضا. و إذا كنا في هذا البحث، وفي نطاق الزمن المحدود المخصص لإنجازه قد اكتفينا باستعراض بعض العناوين الكبرى المتعلقة بنظرية القراءة الحديثة.فإن سعة الموضوع و دقته و تشعبه قد فتحت أمامنا أفقا فسيحا من أجل تعميق البحث مستقبلا في هذا الموضوع، و الإلمام ببعض من جوانبه، حسبي أنني و ضعت الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل.


قلم نور الدين حيمر السفياني

المصدر دار الفكر .













الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

وجوه إيمان مرسال.. مؤمن سمير


وجوه إيمان مرسال.. مؤمن سمير

مصدر المقال : موقع كَتَبَ .

وجوه إيمان مرسال.. الأخت التي تكمن خلف التفاصيل


كان الزمن بدايات تسعينات القرن الماضي وبداية مرحلتي الجامعية عندما سمعت اسمها للمرة الأولى مقترناً باسم ادوار الخراط، والحقيقة أنني لم أحفل بها بقدر ما أشرت بعيني وقلبي لإدوار.. كنت ساعتها مبهوراً بألعابه اللغوية وثقافته الجبارة وتعدد مناحي عطاءاته من إبداع – لم أجرؤ أيامها على الاعتراف بأني لا أستوعبه جيداً وأَمَلُّ منه بسرعة لكني أُجِلُّ هذا الإبداع إكباراً و( مَنْظَرَةً ) أيضاً !- ونقد أدبي ونقد تشكيلي وترجمة الخ الخ.
كتب ادوار عن ديوان إيمان الأول “اتصافات” الصادر عام 1990 في جريدة الحياة اللندنية سنة1991.. وهو الديوان الذي تستطيع أن تجد فيه الآخرين بسهولة ولا تجد إيمان إلا قليلاً، لكنها سرعان ما تظهر بكامل أناقتها ووهجها وألقها الذي سيدوم طويلاً – في العام1995 مع ديوان “ممر معتم يصلح لتعلم الرقص” الصادر عن دار “شرقيات” التي ارتبطت بعد ذلك ومن قبل ذلك بقليل – بالنص الجديد.
كنت في المنتصف بين أسوار الجامعة العالية وبين الشمس الحارقة اللاهبة التي لا ترحم المكونة من الأسئلة الشاقة واهتزازات اليقين والبرد والعطش النفسي، ولم تكن الجامعة تعني لي بالضبط إلا ثلاثة أشخاص مهمومين وقلقين على الدوام، رغم أن الأمل يحدوهم في فهم العالم والتعاطي معه بوعي: الروائي الراحل محمد ربيع، والشاعر والقاص حاتم جعفر، والثالث زائغ النظرات المرتعش الدائم الذي هو أنا.. مَدَانا وأُفُقنا له حدود ضيقة ومتسعة في آنٍ واحد: الكتب، وشباب حزب التجمع الغاضبين من مهادنة الحزب، وأكرم ألفي الشاب ضئيل الحجم الذي كان يقود الحركة الثورية في بني سويف حتى اعتقل في زنزانة واحدة مع الفنان عز الدين نجيب، في اضطرابات قانون الملكية الزراعة، ورسم له بورتريهاً رائعاً في مجلة روزاليوسف علقناه على باب الجامعة ولم يصمد إلا 17 دقيقة بالضبط، قبل أن يمزقه حرس الجامعة.. ووائل توفيق الذي كان يحاول مع رفعت السعيد أن يحصل لنا على دعم لاستمرار نشراتنا التي كنا نقوم بتصويرها وتوزيعها وكان ساعتها يرفض وهو يضحك.
وفي القلب من محاولاتنا المحمومة لالتهام كل ما تقع عليه أعيننا وتدبير الكتب، الممنوعة والمصادرة والغالية بالاستعارة والتصوير، كنا ندرك ثلاثتنا أننا نريد أن نكتب وفقط.. ربيع يصل إلى قناعة بكتابة ساخرة تقلب كل ما هو رسمي ومحترم ومهذب.. وحاتم وأنا بعدما ملأنا (أجندات كاملة) بقصائد متأثرة بالسبعينيين قررنا أن نضع كل هذا في (كرتونة) بعيدة، وأن يكتب كلٌ منا قصائد بلا أي ماضٍ ولا قناعة مسبقة.. هكذا في الهيولى الفني.. يعني يَئِسنا من أنفسنا فقلنا نمسك بقلمٍ حر وأكثر خفة ونرى ماذا سيكتب، بشرط وحيد هو أن نكتب أنفسنا وأجسادنا وحيواتنا نحن، التي نحسها ونشمها ونلمسها.
وهكذا كتبنا قصائد مقشرة، بسيطة، بلا أي أردية ومعاطف وزخارف لغوية.. تشتبك مع تفاصيلنا الصغيرة التي من لحم ودم، بلا أي تجريدات وذهنيات وبهلوانيات شكلية أرهقتنا نحن قبل أي أحد.. ولكن المفارقة أن شجاعتنا وثوريتنا خانتنا بعد عدة محاولات لعرضها على آخرين.. صرنا نخشى أو نخجل أحياناً.. لا مجازات رصينة براقة ولا لغة فخمة ولا كلمات متوهجة (تسند النصوص) ولا إيقاع على الإطلاق.. (ذَكِّرْنِي بآخر مرة يا حاتم ؟ أظن قالوا إنها مجرد خواطر..).. الأوغاد.. إلى أن هلَّت فوق الفَتيَيْنِ شمسان، لمَّا تصادف أن قرأنا في إحدى المجلات عرضاً لديوانين صدرا عن دار شرقيات هما “ثمة موسيقى تنزل السلالم” لعلي منصور و”ممر معتم..” لإيمان مرسال.. كان الأمر بمثابة كوبٍ من النبيذ من على مائدةِ آلهةٍ لا تعرف الكرم.. حيث فوجئنا أن كتابتنا تشبه النماذج المطولة المعروضة في المجلة.. ولم نُكذِّب خبراً وانتظرنا أول شارات النهار ونزلنا القاهرة وتهنا كثيراً حتى عدنا بنسخة من كليهما، التهمناهما ونحن نسير في الشوارع ونصطدم بالبشر والحوائط الوهمية.. وهكذا أحسسنا أن كتاباتنا اكتسبت مشروعية ما وسبباً حقيقياً للوجود بوجود أصدقاء وسِرْبٍ ما، على وجه الدقة.. ورغم أن الاثنيْن ينتميان إلى جيل الثمانينات السابق علينا – الحقيقة أن منصور أكبر في العمر كثيراً وبدأ في النشر مبكراً جداً – وأنهما نشرا قصائد تفعيلية كثيرة، إلا أنهما صارا وردتين في عروة الكتابة الجديدة، ليس فقط بالنسبة لنا وإنما بالنسبة للتسعينيين جميعاً..
(بعد فترة من الكتابة تحررتُ من فكرة التقسيم الجيلي وصرت أتعامل مع كل شاعر على أنه مشروع في حد ذاته، لا يمتلك ألقاً أو إخفاقاً بسبب كونه في حركة ما أو مرحلة عمرية ما أو في تيار أو اتجاه معين، رغم أهمية هذا في إدراك مداخل التجربة.. بل يرجع الأمر في الأساس له هو، لشاعريته وديوانه الكبير الذي يحوي سمت اكتماله وضفاف شواطئه أو على العكس السِكَّةِ الضيقة لمقبرته.. وأصبح كل ما أحكيه وغيره، وكل ما نسعى لمعرفته من نميمة فنية أو حتى نقد رصين، رتوشاً هامة جداً “حول” التجربة وليست هي التجربة.. تلك التي يتكفل بها النص والنص وحده وهذا هو اختباره الدائم والوجودي..) وسأنحرف عامداً عن البهي علي منصور، الذي سار في دربه المميز وكتابة قصائد تندهش من مفارقات الكون والتاريخ والنفوس، وتبحث عن كل ما هو صافٍ وشفاف خلف السطوح إلى أن وصل في أعماله الأخيرة لغايته، وهي مناوشة الروح التى يراها مظلومة ببقائها مدفونةً خلف الجِلْد.
تجربته الروحية العميقة تلك، ومقدماتها الظاهرة منذ البداية، وضعته في موقع “الحكيم” والأخ الأكبر – رغم مرونة نصه وديناميكيته – بالنسبة لنا.. أما إيمان فاحتلت موقع الأخت، الصاحبة التي كانت من سنوات تجلس معنا على نفس (التختة) والتي يمكن أن تجري وتسبقنا وظلها الصغير يسبق ظلنا، فلا نغضب أبداً بل نضحك ونمد لها أيادينا خوفاً من أن يمسها العابر بهوائه الساخن، بينما تراقب هي وتختزن بكل مكر:
“جيد
أن أُعيدَ تأمُّل صور الطفولة
فقد أُزيحُ فكرتي المستقرة
عن أنني كنتُ مشروعاً جميلاً لشخصٍ آخر
أفسَدَتْهُ رهاناتي الناجحة”
تنتمي إيمان لفئة من البشر والمبدعين يتحلون بنفس سمات ورتوش “الأيقونة” أينما حلُّوا وفي أي مرحلة.. كل ديوان يصدر لها نتلقفه ببهجة تليق به.. “المشي أطول وقت ممكن” 1997، “جغرافيا بديلة “2006”، “حتى أتخلى عن فكرة البيوت” 2013 الذي قطَّرت فيه الشعر حتى غيَّر جلدهُ وظهر في أهاب السرد وهيئته وفي ريش الحكي ونسيمِهِ:
“المرأةُ المكتئبة التي تتحرك في المشهد ليست فقط امرأة وليست فقط مكتئبة، إنها تلك المغنية المعتزلة، أنتم تعرفون قصتها، المخبولة“
لما حَصُلَت على الدكتوراة سَعِدْتُ فعلاً، ولما أنجبَت ولداً كنت أقول لكل من أقابله من الأصدقاء (إيمان خَلِّفت..) حتى عندما حدثت أزمة اتهامها بالتطبيع لم أهاجمها وتعاطفت معها رغم خرقها لثابتٍ برَّاق وحقيقي.. نصوص إيمان هي جِلْد جيلنا ونظارته الشمسية ثم نظارته للقراءة.. الجيل المغترب الأبدي:
“(أنا وأصدقائي في عزلة) هو العنوان الذي فتحَ به الله عليّْ“جيل سقوط اليقينيات والحكايات الكبرى وأزمته الحقيقية الكامنة في أن أحداً لم يحنُ عليه تشاؤماً أكثر من أي شئ آخر، لأنه الابن المتولد عن الخراب الملون وأفاعيه، الذي اضطر للغرور والضجيج والادعاء بأنه الأهم بعد الرواد، وكونه لم يتحرر نهائياً كما ظن وادعى، بعدما انزاح المطلق واليقيني والثابت من على كاهله وإنما لم يلقَ إلا الفراغ والواقع بفجاجته.. الجيل الذي كان بارعاً في اختراع موضات من قبيل كتابة الجسد، ونفي الأيدولوجيا، وباترونات التفاصيل الخ الخ لأن المسكين كان يريد عن طريقها أن يحيا أطول، فتلقف حظه الذي أتى به في لحظات التحول الدراماتيكية في العالم وهو خائفٌ وبردانٌ ومتفائلٌ في نفس الوقت، مما جعله مرتبكاً دائماً وحزيناً بدون تصنُّع:
“أنا التي تركتُ بلداً في مكانٍ ما لأتمشى في هذه الغابةِ
أحمل جثةً لم ينتبه لغيابها السِربُ..” 
قصائد إيمان التي تبحث عن رفة عينٍ بسيطة وحرة هي قصائدنا.. تمردها هو بيوت مرايانا المخدوشة.. أسئلتها الوجودية هي جرحنا، ووحدتها هي سِرُّنا.. شجاعتها في البوح هي طموحنا.. حتى النكهة الأيدلوجية السارية في كتابتها تأتي وكأنها تعوض تجريدنا لهذا الجانب.. حكمتها الناقصة دوماً هي حكمة من فوجئ بشعيراته البيض وتعايش معها بسرعة بأن تخلى عن النظر في المرآة واستبدله بالتحديق في كفه.. النوستالجيا الفاضحة تحت تنورتها هي حنيننا المجهض كل يوم:
“(ميت عدلان) قريتي العزيزة الجميلة، وطني الذي يزورني كل ليلة في الكوابيس..”
إيمان بنت الهامش، والعابرة لجيليْن على الأقل، هي أكثر الناس اشمئزازاً من فكرة الهالة والبريق.. وتقول في حواراتها إنها لا تملك مشروعاً ولا تقصد ولا تريد.. ولكن الحقيقة أنها بسبب يقينها هذا كسرت الحواجز بين الشاعر والدور والصديق والصاحب.. نصوصها لا تطمح إلا لصداقةٍ مع قارئٍ أو صاحبٍ أو إنسانٍ بعيدٍ يشبهها:
“لماذا لا تأتي ؟
أشكُّ في حزنكَ
أنت واقفٌ ما زلتَ على قدميكَ
أنيقٌ بلا تحَفُّظ..”
ويبدو لا تزال تنجح في ذلك.

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

قراءة في كتاب: "خرافة الالحاد" للدكتور عمرو شريف


قراءة في كتاب: "خرافة الالحاد" للدكتور عمرو شريف

مقتبس من موقع ناشري. 

د. رواء محمود حسين

لتحميل الكتاب اضغط هنا 



"خرافة الإلحاد" أحد أبرز الكتب التي صدرت مؤخرًا (ط 1، دار الشروق، القاهرة، 1435 ه – 2014م) لمؤلفه الدكتور/ عمرو شريف، أستاذ الجراحة العامة. ولا أبالغ إن قلت إنه كتاب مهم للغاية في مجال مناقشة قضية الإلحاد نقاشًا يستند إلى الدليل العلمي، والمحاججة المنطقية، والاستدلالات العقلانية متوغلاً بعمق إلى جوهر قضية الإلحاد من خلال التوسط بين أكبر الفلاسفة والعلماء في مختلف المجالات المعرفية والعلمية.

يقع الكتاب في ثلاثة أبواب، وأربعة عشر فصلاً. يتناول الكتاب في الفصل الأول (الإلحاد المعاصر) مبتدئًا من الميلاد إلى الفكر المعاصر والفلسفة المعاصرة في مجال الإلحاد، ويدرس متتالية الفكر المادي، الحضارة المادية، ثم الإلحاد. أما الفصل الثاني فيبحث في طبيعة العلم، أي في العصر الحديث، المنهج الاختزالي وسلبياته، مجال العلم وحدوده، العلماء بين الحيادية والتحيز، حاجة العلم إلى الإله. في حين جاء الفصل الثالث بعنوان: "صراع متوهم" ليميز بين العلماء المتدينين والعلماء الملحدين، والفهم القاصر للدين والعلم، واصلاً إلى جوهر الصراع الطبيعي، أي المذهب الطبيعي في مواجهة الدين، والتوافق بين الدين والعلم.



في الباب الثاني الموسوم: "بين الإله والإلحاد" يناقش الفصل الرابع من جملة فصول الكتاب "الكون بين الإله والإلحاد" فيؤرشف لقصة خلق الكون، والانفجار الكوني العظيم، ونظرة الفيزياء إلى الكون، وموقف الملاحدة المعاصرين من الكون، والبرهان الكوني (أو الدليل الكوسمولوجي)، وبرهان الضبط الدقيق، وختم الفصل بنشأة الكون في القرآن الكريم. أما الفصل الخامس فيدرس فيه د/ عمرو شريف الحياة بين الإله والإلحاد، من خلال: ماهية الحياة، والسمات الوجودية للحياة، ونشأة الخلية الحية، وأكذوبة الحتمية الجينية، وأسرار البيولوجيا. أما الفصل السادس فيبحث في التطور الدارويني بين الإله والإلحاد، وذلك من خلال جملة من القضايا المتعلقة بالداروينية، مثل داروين ونظرية التطور، ونقد الداروينية، من خلال سجل الحفريات، وعجز آلية التطور الدارويني. الفصل السابع معني بدراسة التصميم والتطور بين الإله والإلحاد، وذلك عن طريق البحث في ملامح التصميم في عالم الأحياء، نظرية المعلومات، التعقيد غير القابل للاختزال، والتصميم الذكي، والتطوير الإلهي.



الفصل الثامن يبحث في العقل بين الإله والإلحاد، فيدرس مسائل غاية في الأهمية، مثل: المخ والعقل، العقل واللغة، العقل وتذوق الجمال، العقل والمشاعر الروحية، المادية والعقل، العقل ونهاية الفلسفة المادية. الفصل التاسع يبحث أيضًا في مسائل مهمة جدًا: الألوهية – الدين – الأخلاق.



يحمل الباب الثالث عنوانًا مثيرًا: "مستنقع الملاحدة". ويقف الدكتور/ عمرو شريف في المقابل الضدي لريتشارد دوكنز، وآخرين. الباب الرابع موسوم بعنوان جميل للغاية: "مع الله". فيدرس الملاحدة الذين تحولوا للإيمان، مثل: السير أنتوني فلو، وجيفري لانج، وآخرين. ويختم بخطة للخروج من المستنقع، أي مستنقع الإلحاد.



وأختم هذا العرض الموجز للكتاب بكلمة مهمة جدًا للدكتور/ عمرو شريف تلخص قضية الكتاب كلها، يقول: "تعتبر حياة الإنسان رحلة "عبر الزمان"، ويعتبر سفره للسياحة، أو الدراسة، أو العلاج "رحلات عبر المكان"، وتتفاوت هذه الرحلات في دوافعها ومردودها. وتظل "الرحلة إلى الله تعالى" مبتغى معظم البشر، فهي الغاية من الوجود الإنساني (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) (الانشقاق: 6)، وهي رحلة الإنسان من المخلوق إلى الخالق، ومن الموجود إلى الموجِد، ومن عالم الشهادة إلى عالم الغيب، ومن عالم الملك إلى الملكوت والجبروت" (خرافة الإلحاد: ص 413).

الأحد، 14 سبتمبر 2014

السبت، 13 سبتمبر 2014

المكتبة الرقمية.. سند جديد لتجاوز أزمة الكتاب


يقتحم مشروع الكتاب الإلكتروني والرقمي عوالم القراءة في المغرب تدريجيا، رغم محدودية انتشاره حتى الآن. ورغم أن بعض المكتبات التجارية الخاصة عملت على تقديم خدمة الكتاب الإلكتروني والرقمي لقرائها

إلا أن الجهات الرسمية، سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى المؤسسات العمومية، لم تعمل بعد على إنجاز المبادرة التي انطلقت رسميا سنة 2007 خلال مؤتمر عربي انعقد في ليبيا.
تتوجه الجارة الجزائر نحو إنشاء مشروع مكتبة رقمية تضاهي المكتبات العالمية المعروفة. وإذا كان مشروع الانتقال من المكتوب والورقي إلى العالم الرقمي يكتسي أهمية بالغة، فإن المغرب لم يبلور بعد استراتيجية خاصة من أجل اقتحام هذا المجال الواعد، رغم أن أجياله الجديدة انخرطت بقوة في استعمال الأجهزة الإلكترونية، ورغم أن بعض مؤسساته استطاعت أن ترقمن جزءا من أرشيفاتها أو تحصل على وثائق مرقمنة، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي حصلت منذ قرابة سنتين على نسخ ميكروفيلمية لبعض المخطوطات المحفوظة بمكتبة دير الإسكوريال بمدريد.
وكانت الوفود العربية التي شاركت في فعاليات اللقاء السادس لأعضاء الفهرس العربي الموحد، الذي نظم بمكتبة آل سعود بالدار البيضاء خلال شتنبر من العام الماضي قد اعترفت بتخلف العالم العربي، بما في ذلك المغرب، عن الركب العالمي في مجال المكتبات والكتب الرقمية. إذ أشار حينها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، مدير المكتبة المذكورة، إلى أن «إنشاء البنيات المكتبية بكل أصنافها وتمكينها من الموارد المطلوبة لبلورة سياسات تزويد قوية وفعالية، تعد شروطا ضرورية لنشر المعرفة وتشجيع البحث العلمي».
وقد كشف هذا اللقاء أن بوابة المكتبات المغربية لا تتضمن سوى ستة أعضاء هم: مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، الخزانة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالبيضاء، المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، المكتبة الجامعية- جامعة الحسن الثاني (محمد السقاط) بالبيضاء، مكتبة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وأخيرا المكتبة الوسائطية عبد الصمد الكنفاوي. كما كشف أن أغلب محتويات هذه المكتبات لا تتوفر على نسخ إلكترونية أو رقمية، حيث لا تتوفر مكتبة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مثلا، إلا على 4 آلاف كتاب إلكتروني. من جهة ثانية، لا تتضمن المكتبة الرقمية المغربية، التي تظهر موقع المكتبة الوطنية، سوى معلومات عن فهرسة المخطوطات والمطبوعات الحجرية والكتب، الخ، حيث لا يقدم الموقع محتويات الكتب في صيغتها الرقمية.
في هذا السياق، قال عبده حقي، مدير موقع اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة، الذي أشرف على إنجاز العديد من الكتب الإلكترونية، آخرها الأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة، إن مشروع الكتاب الرقمي لازال متأخرا في المغرب. كما اعتبر، في اتصال «أخبار اليوم»، أن المبادرة الأولى انطلقت خلال المؤتمر العربي الأول حول المكتبة الرقمية الذي انعقد في طرابلس الليبية سنة 2007، لكنه أكد أن المبادرة لم تتحقق حتى الآن، مرجعا السبب إلى الربيع العربي الذي انطلق قبل ثلاث سنوات. وأضاف أن الجهات الرسمية، وكذا المؤسسات العمومية والخاصة، لم تفكر بعد في الانخراط في هذا المشروع، رغم أن الكتاب الإلكتروني والرقمي سيتحول إلى سند أساسي بالنسبة إلى القراء خلال سنوات فقط.
وكان الكاتب والناقد سعيد يقطين، قد قال في محاضرة بمؤسسة مسجد الحسن الثاني إن التخلف الحاصل في مجال رقمنة الكتاب سيزيد من تعميق أزمة القراءة في المغرب والعالم العربي. كما أشار إلى أن صنّاع الكتاب مطالبون باستغلال التفاعل الحاصل مع الوسائط التكنولوجية الجديدة من أجل ترويج وانتشار الكتاب، موضحا أن الكتاب لن يكون منسجما مع ذوق العصر ما لم يكن تفاعليا.

http://www.alyaoum24.com/171221.html


الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

تابع الموقع على هاتفك الذكي او جهازك اللوحي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

تَابع الموقع على هاتفك الذكي او جهازك اللوحي ، لمُتَابعة اخر مستجدات الصفحة والموقع على الهواتف الذكية /اندرويد .

حملوا التطبيق وثبتوه .




كيفية تثبيت تطبيق اندرويد؟ تابع من هنا الشرح : 



الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

فتاوي كبار الكتاب والأدباء في مستقبل اللغة العربية pdf

فتاوي كبار الكتاب والأدباء في مستقبل اللغة العربية
فتاوي كبار الكتاب والأدباء في مستقبل اللغة العربية .. نهضة الشرق العربي وموقفه إزاء المدنية الغربية .
هذا الكتاب عن اللغة والتمدن عامة، وعن حال اللغة العربية في العشرينيات من القرن الماضي تحديداً.
كتاب تحدث فيه مجموعة من كبار الأدباء والنقاد والمفكرين من مشارب متنوعة ، عن قدرة اللغة العربية أو عجزها علي
الاستجابة لتحديات العصر العلمية والفكرية عموماً ، وتحدثوا عن قدرتها علي التقاط التحولات التي لحقت نمط العيش.

الكتاب : فتاوي كبار الكتاب والأدباء في مستقبل اللغة العربية
المؤلف : عدد كبير من الأدباء والكتاب
اعداد وتقديم : سعيد بنكراد
السلسلة: كتاب الدوحة
الناشر : وزارة الثقافة والفنون والتراث - قطر
عدد الصفحات : 160
الحجم: 1 م.ب.
معاينة الكتاب: Archive


↓ Download gulfup

↓ Download Archive 
الكتاب بصيغة EPUB














الخميس، 14 أغسطس 2014

التقي برجل يحمل كتابا

التقي برجل يحمل كتابا



بقلم: حمــزة دايــلــي

ابحثي عن رجل يحمل في يديه كتابا، دعي عينيك تنظر في ذلك الزحام الذي يغشى الكون، بينما يحمل الآخرون النقود في جيوبهم، اعرفيه من بين الجميع، تذوقي حركاته التي قد تكون خجولة لكنها نظرات من يعرف نساء الروايات..يعرف لوليتا منذ كانت صغيرة، يستمتع حين ينطق اسمها "لو..لي..تا"، كل حرف يهرب من لسانه يشكل للغة الحب أسماء مستعارة للغرباء ، يبحث عنك في ثياب "مدام بوفاري" الراقية، ولا يمكنه إلا أن يقول كما قال ميلان كونديرا" الحياة هي في مكان آخر".

إذا قابلتِ رجلا يحمل كتابا فلا تتسرعي، دعي خطاك تكون هادئة كما تخطو الكلمات في انسيابها داخل رأسه، اجعليه يعرف أنك تمشين فوق أرض كتب عليها "لا يدخلها إلا الغرباء". ولا تتكلمي إلا بإيماءة من عينيك ، تلك الالتفاتة البسيطة التي تفهمه أنك تحبين رائحة الورق الأصفر ، تحبين تخزين كتب مسروقة في خزانة بالية لتحتوي رجلا عاريا إلا من نفسه، فيحبك كما يجمع جميع البشر على حب نفس الشمس ، لتكون كتاباته عنك كما يتغزل العشاق بالقمر لكنهم لا ينسون أن ينسبوا الضوء لصاحبته الأصلية. ربما لن يذكرك كثيرا في ذاكرته إن جلستي أمامه في حافلة قديمة مهترئة ، لكن سيذكرك في كتابه القادم لأنه شعر بموسيقاك تستفز خجله الداخلي، فالذي يحمل في يده كتابا لا يمكنه أن يتكلم، بل يضع يده فوق قلبه ويقول: "عليكم اللعنة إذ لم تقرؤوا "كراف الخطايا" لعيسى لحيلح ."

 من بعيد يتخيل جسدك المرن فوق صفحات روايته التي فكر كثيرا في كتابتها، مازال يخجل من القلم لكنه يدرك أن القراء هم جمهوريات الله.  يحاول أن يعبث قليلا بخيالك الذي بجانبه، يشعر أن امرأة تتأمل رجلا يحمل كتابا في مدينة تغازل المال والأضواء ، يتكور على نفسه يمسك قدميه بجانب من سرواله البالي، ينظر كثيرا للعتمة التي تخلق ضوءا بينكما . إذا قابلتي رجلا يحمل كتابا فلا تنظري كثيرا من حولك، اجلسي أمامه فسيسرد لك تاريخ أول لقاء ما بين رجل وامرأة، سيقول لك وقتها أنها لم تولد الخطيئة بعد حين التقيا بل ولد كتاب من رحم تواصلهما، فحين مات الحرف الذي يجمع ذكرا وأنثى حلت الخطيئة على البشر من السماء.

أن تجلسي أمام رجل يقرأ إنك أمام رجل يعرف تاريخك الثوري الذي لا يذكره العابرون على التاريخ، كما يعلم دقات الأنثى الحبيسة بداخلك، يحاول أن يبتسم لك ويقول لك: "إنك أمي التي تيتمت مني منذ عقود، إنك رائحة الوطن الذي أصبح هو الأخر ذكرا"

. واعدي رجلا يحمل كتابا، فلا تطلبي رقم هاتفه فهو لم يخلق لذلك، أطلبي منه عنوان الحافلة التي ستقله غدا ليقرأ كتابا جديدا، حينها سيكون للقائكما قداسة الزمان البعيد ، لأنه لا يمكن إلا أن يكون وقتا للحديث عن حياتكما الأخرى غير الموجودة ،لكن يمكن أن تقضى تلك اللحظة الآن فتستغلون كل اللحظات كأنها آخر حافلة يمكن أن تقلكما. التقي برجل يحمل كتابا فإنه سيعدل قليلا من انحناءة نظراته الشهوانية، فتلك النظرة تحمل تأملا في الحروف التي تنثر فوق جسدك، مشكلة كتاب آسر يمكن أن يفتح في أي لحظة فينبثق عنه حب لا يمكن أن نقرأ عنه في كتاب . وحدها نظرة الرجل الذي يحمل كتابا تفتح ألف كتاب
 
مقتبس عن مدونة جهان سمرقند .كل الحقوق محفوظة 

الخميس، 24 أبريل 2014

الله يزيكم فيها حاله

الله يزدكم فيها حاله
من اليوم وصاعدا انا اطالب كل من شارك فى الانتخابات وادلى بصوته لاى كان وحتى من وضع الظرف فارغ ،بحق عين صالح فى التنمية ، لانهم هم خيرة المجتمع والصالحين فيهم ، وهم من لا يتكاسلون عن اداء واجباتهم فحق لهم المطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة ، وان لم يطالبوا بحقوقهم فحق لى ان اقول لهم "الله يزيدكم فيها حالة " فان لم يحصل خيرة المجتمع على حقوقه فكيف يتحصل عليها العصاة الجهلة المخربين الذين تحركهم كل "الاجندات" الاجنبية والمحلية واجندات مواعيد الحب والغرام.
الله يزيدكم فيها حالة
انا كنت انسان صالح اؤدى واجبى الانتخابى ، لكنى لم ارى الحقوق تتجسد على ارض الواقع فقررت السماح فى حقى بعدم القيام بواجبى ، لاننى ايقنت ان كل هذه المهازل هى كذب فى كذب ، فمدير جملة سيدى الرئيس من سنة 2004 كان السيد عبدالمالك سلال وهو نغسه كان وزير الرى والمدير العام للحملة والمنسق الجهوى والاقليمى كان ولا يزال مفكرنا العظيم والاكاديمى الذى لايشق له غبار ،الذى صدعنا فى كل الحملات بقوله لقد تكلمت مع سلال وسلال قال لى وسلال يشكركم ، وسلال يبشركم ، وسلال عليه التحية والاكرام لن ينساكم ومع ذالك لم يكلف نفسه هذا المنسق بالاتصال بهذا الوزير لكى يرى لنا حل فى معضلة القرن "ايصال الماء من الفقارة الى عين صالح بطول 35 كلم مشروع بدأ فى العهدة الاولى ولم يصل حتى الان اكثر من 14 سنة "ربما يقول انه ليس معنى بذالك وانما هى مشكلة اختياركم لمنتخبيكم ، فاقول : الله يزيدكم فيها حاله.
الحقيقة لم اشهد ذالك ولكن حسب ماقيل لى اننى خرجت وانا فى عالم الملكوت لاستفتاء على الاستقلال وخرجت وانا فى عالم الملكوت ايضا للاستفتاء غلى بن بله ، واستمتعت بجمع اوراق "لا" التى تناثرت فى استفتاء الميثاق والدستور واستغربت فى الصفوف الطويلة فى الاستفتاء على الشاذلى رحمه اللهاول مرة وكنت ضمن الصفوف فى الاستفتاء الثانى ومؤطرا فى الثالث وفى تعديل الدستور وفى الانتخابات الملغاةوفى تعديل الدستوروفى الانتخاب على زروال وفى انتخاب بتفليقه،الاول ونائب المنسق فى مديرية الحملة فى الثانية وناشط فى سبيل الولاء ومؤطر فى الثالثة الى ان ادركت ان الواجب لا يقابله حق وانما يقابله المزية والبرامج الخاصة وتسجيل اسمك ضمن الخماسى وانتظر فان لم تدركوا ذالك فاقول الله يزيدكم فيها حاله.
من الان وصاعدا فحق مدينتنا فى رقبتكم يامن انتخبتم لانكم ناس ملاح وصالحين والرئاسة والوزارة الاولى تعرفكم حق المعرفة ، فاعملوا من اجل القرية الكبيرة التى تسمى عين صالح ، وهذا الناس الى كيما انا ما تعطوهم والوا ،الله يزيدكم فيها حاله .
من اليوم البلاد راه فى رقبتكم ...ونتحداكم تطلعونى غالط
اتحداكم ...اتحداكم ...اتحداكم
تطلعونى غالط
...
..
.
ومغ ذالك الله يزيدكم فيها حاله

السبت، 19 أبريل 2014

جاتكم خيبه

جاتكم خيبه

بكل الترسانة من المحليلين وفيلق الجنرالات المتقاعدة التى صدعت رؤوسنا قبل الهمله وفى اثنائها عن الجزائر وانتخاب رئيس للجزائر وكيفية اختيار رئيس للجزائر ومن هو الاصلح لكى يقود الجزائر فى المرحلة القادمة ، بكل الوزراء السابقين الذين لم نرى فيهم خيرا وهم فى الوزارة ،الخير ما داروه وهما فى الحايحيا يديروه وهما بره(الطماع يكتلوا اكذاب ) بكل الصحافيين الى صدعونا برفع الوعى والموضوعية وحرية الراى والتعبير "جاتكم خيبه" لم تستطيعوا فعل شئ ، ولا شئ كل ذالك "من خيبتكم "لانكم لم تنقاشوا برامج ولم تكن الجزائر هدفكم وانما جعلتم من شخص الرئيس برنامجا وكان هدفكم هو اشخاصكم فقط لا غير .ضدعتونا ان الرئيس مريض لا يستطيع الحراك ولما تحرك قلتم لا يستطيع الكلام ولما تكلم قلتم لا يستطيع التمييز ولما وقف لكيرى ولاح "لاز" لكيرى فى حديثه عن العطلة بهتم كما بهت الذى كفر "جاتكم خيبه فى ملافظكم"، اردتم تهييج الشارع فابتدأتم بالسبت ولما ادركتم ان الجزائريين لا يسبتون رضيتم بالجمعة لعل ان يلتقط منظار "هالى" المصليين فتخلط تلفزيونات الفضيلة الجمع وتطلع مظاهرة ضد النظام ،استدعيتم كل المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية للمساعدة لكن للاسف "ربما لانها كانت تعرف خيبتكم افضل منا"لم تفعل شئ "من بكرى نعرف ان هذه المنظمات عميلة للانظمة"ههه "جاتكم خيبه" كنتم قد حضؤتم مقالات حول عدم مشاركة الرئيس فى الانتخابات فجاءكم على كرسى متحرك كاى انسان على كرسى متحرك فجن جنونكم فجعلتم الشعب معاق "جاتكم خيبه" .
رجاءا لا تستخفوا بعقول الناس فالمعاق انسان ككل البشر وخطونا من "ديسكه انتاع الشيخه الزلميت" الانتخابات مزورة يادلالى ، فقد اكل عليها الدهر وشرب ولم تعد تطرب من اليوم الذى تاب فيه البراج ولم تعد تعطى"للطاسا" نشوتها ، اما "السبسى من بكرى ما يرشق الا بالعود" جاتكم خيبه"، متى تدركون ان الشعب "دميسونا من الجزائر ولم يعد يهمه من يكون على رأس النظام فانقسم الى نصفين : نصف يقول فى الكفره ولا فى الحفره وكلما أكثرتم من الهراج ازداد اصرار على اغاظتكم "المهم يطلع لكم لاطونسيون" والنصف الاخر ما على بالوا لابيكم لا بيهم عايش فى ملوكوت الله وعلى بالوا ان الدورو اذا رميته من "الكوبتير" يبقى دورو سواء طاح على وجهوا او على قفاه "جاتكم خيبه"متى تدركون انكم وجهه من اوجه النظام والنظام بللا بيكم سوف يتغيير لا محاله "جاتكم خيبه".
فرجاء كفوا عنا

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

كتاب : باي باي لندن للدكتور غازي القصيبي pdf


الكتاب :  باي باي لندن
المؤلف : غازي القصيبي
عدد الصفحات : 110
 الحجم: 3 م.ب.
النوع :مقالات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمل كتاب
 باي باي لندن د/غازي القصيبي pdf
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





4shared


الخميس، 5 ديسمبر 2013

الاكذوبات الخمس حول الاندرويد

من المؤكد أن أندرويد هو نظام التشغيل الخاص بالأجهزة المحمولة الأكثر إنتشارا في العالم, حيث تعتمد الكثير من الشركات المصنعة للهواتف المحمولة و الحواسيب اللوحية عليه, وهو ما جعله هدفا للعديد من الشائعات و الأكاذيب والإنتقادات التي تكون في غالبيتها غير موثوقة (ضريبة النجاح ربما), وسنحاول في هذا الموضوع التعرف على أكثر 5 أكاذيب إنتشارا حول نظام الأندرويد.

الكذبة الأولى : (أندرويد نظام معقد جدا)
يتعرض أندرويد لإنتقادات كثيرة كونه معقدا حسب أصحاب هذه الإنتقادات وهي أشبه بالإنتقادات التي يواجهها نظام لينكس (بما أنه مبني عليه) والذي تصب صراحة في مصلحة ويندوز الذي يعتبر أكبر سهولة في التحكم.
هذا الإنتقاد غير المؤسس على أي أساس منطقي تنفيه سرعة تعلم الأشخاص كبار السن و غير المتعودين على إستعمال التكنولوجيا للعمل بهذا النظام, حيث يتعلمون بسرعة التحكم في أجهزتهم خصوصا ما تعلق بالممارسات اليومية كالإتصال و إرسال الرسائل النصية أو أخذ الصور و الإستماع للموسيقى.

الكذبة الثانية : (أندرويد يحتاج قاتل التطبيقات المفتوحة task killer )
من بين الكذبات المنتشرة كذالك أن نظام أندرويد يحتاج لبرنامج قاتل التطبيقات المفتوحة من أجل الحفاظ على عمر البطارية وإغلاق هذه التطبيقات من أجل تحسين أداء الجهاز, لكن على العكس أظهرت التجربة أن آثارهذه البرامج يمكن أن تكون ضارة لأداء الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية.
حيث من الأفضل الإعتماد على برامج كـ  BatteryDoctor من أجل الحفاظ على البطارية و إقتصاد الطاقة.

الكذبة الثالتة : (أندرويد عرضة للفيروسات و البرامج الخبيثة)
من الأحكام المسبقة و غير المبنية على أسس حقيقية كذالك هو أن نظام أندرويد أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات و البرامج الضارة و الخبيثة و هو أمر غير صحيح إذ أن أندرويد نظام كجميع الأنظمة وليس هناك ما يجعله أكثر عرضة لذالك, كما أن كون أندرويد برنامج مفتوح المصدر مبني على نظام لينيكس يجعل من السهولة التغلب على هذا المشكل بما أن كل المطورين عبر العالم يساهمون في تحسينه من الجانب الأمني.
لكن من جهة أخرى يجب علينا أن نشير إلى أن سياسة جوجل فيما يتعلق بمتجرها الإلكتروني أو تحميل بعض التطبيقات غير الموثوقة يمكن أن يشكل خطرا على الأجهزة التي تستعمل الأندرويد مما يحتم إستعمال مضاد للفيروسات موثوق.

الكذبة الرابعة : (أندرويد هو نفسه على جميع الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية)
من الأحكام غير الصحيحة و المنتشرة كذالك هو كون الأندرويد هو نفسه على جميع الأجهزة, و الواقع أن هناك الكثير من الطرق من أجل تخصيص واجهة الأندرويد وبالتالي إختلافها من جهاز إلى آخر وأيضا الإيقونات و الرومات كـ CyanogenMod, كما أننا إن تحدثنا عن النظام كما هو حين شراء الجهاز أول مرة فإن كل مصنع (سامسونغ, LG, HTC, ...) يطور (منصات) من أجل إقتراح واجهات متوافقة مع خاصياتهم.

الكذبة الخامسة : (أندرويد أقل "إستقرارا" من الأنظمة الأخرى)
هناك بعض الناس الذين يقولون أن الأندرويد أقل إستقرارا من باقي الأنظمة, هؤلاء غالبا يكونون من المستعملين بشكل كبير لبعض التطبيقات على أندرويد ويتعرضون لمشاكل تقنية كثيرة , لكن يجب علينا أن نعرف بأن الأندرويد ليس دائما هو سبب هذه المشاكل بل إن المشكل قد يكون ناجما عن هذه التطبيقات نفسها أو كذالك قد يكون المشكل ناتجا عن الجهاز نفسه, وبالتالي فهذا الأمر يدخل في إطار الأحكام المسبقة ليس إلا وقد تقع نفس المشاكل و بنفس الوثيرة على أنظمة أخرى (iOS, ويندوز فون, ...).

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

التجارب النووية فى الصحراء الجزائرية

أقدمت فرنسا على إجراء سلسلة من التفجيرات النووية متعددة الطاقات بكل من رڤان (ولاية أدرار) واينكر (ولاية تمنراست) بدأتها باليربوع الأزرق في 13 / 02 / 1960 وختمتها بڤرونا "بجادي" التي أجريت في 16 / 02 / 1966 بإينكر. التفجيرات تراوحت طاقتها بين (3.7 - 127) كليوطن وبلغ عددها 17 تفجيرا، منها أربعة سطحية سميت باليرابيع وقد تم إجراؤها بالعمودية برڤان و13 باطنية أجريت بإينكر.

فرنسا الاستعمارية استباحت حرمة الأرض والإنسان بجرائم لا يمكن نسيانها، لأن آثارها ما تزال ماثلة للعيان، استباحت عذرية الأرض واقترفت جرائم بشعة سعيا منها للانضمام للنادي النووي.

لقد استخدمت أبناء المنطقة رجالا ونساء وبعض الأسرى والمجاهدين وعناصر من اللفيف الأجنبي وحيوانات وحشرات وطيورا وبذور نباتات مختلفة حقول تجارب وتم ربط وصلب الضحايا لساعات مبكرة قبل كل عملية تفجير خاصة منها السطحية، وقبل وإثر كل جريمة يتم إحصاء القرى والضحايا. وكان اختيار فترة أغلب التفجيرات غير سليم لاعتبارات تتعلق بالمناخ في المنطقة، أما النتائج فكانت وماتزال وخيمة بحسب الباحثين والسكان؛ أمراض السرطان والجلد والعيون والتشوهات الخلقية استفحلت وثروة الماشية وواحات النخيل تضررت. والزائر اليوم لمنطقة رڤان يسجل، بلا شك، ملاحظة هامة هي أن الإنتاج الفلاحي ضئيل مقارنة مع باقي مناطق الولاية، كما أنه سيقف على خطورة انتشار أمراض العيون وتراجع الولادات. الأبحاث والدراسات القليلة بخصوص التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية أفادت، أنه ورغم مرور 46 سنة على أول تفجير نووي برڤان إلا أن قطر المنطقة المحيطة بنقطة الصفر (25 ــ 30) كيلومترا لايزال عالي المستوى الإشعاعي ومحظور الدخول إليه. كما أن المجربين الفرنسين كانوا يختارون موقعا بعد آخر لتحاشي مخاطر التعرض للإشعاع الذي تركته التجارب السطحية السابقة، خصوصا وأن فترات التفجيرات كانت متقاربة، والحصيلة أن المساحات التي استهدفها الإشعاع كانت شاسعة وأكبر من المتوقع ومتداخلة التأثيرات. والأخطر جدا، هو أن فرنسا لم تسلّم لحد الآن أي خرائط لمواقع التفجيرات، وكل ما أفلحت فيه هو تحطيم الطريق الموصل لقاعدة "الحمودية" وترك بعض الآليات عرضة لزحف الرمال الملوثة، فضلا عن فقدان بعض إشارات مواقع الخطر بفعل هبوب العواصف وزحف الرمال.

الأبحاث والدراسات ذاتها أشارت إلى أن تجربة مونيك (27 / 02 / 1965) التي أجريت بجبل إينكر كانت الأقوى (127 كليوطن) وأن خبراء إسرائيليون شاركوا في إجراء عدة تفجيرات تنفيذا لاتفاقيات التعاون بين البلدين.


 
وهكذا، اتضح أن اتفاقة إيفيان تضمّنت بنوداً سرية مثيرة للجدل تعطي لفرنسا الحق في استخدام قاعدة المرسى الكبير البحرية والجوية مدة 15 عاما قابلة للتجديد واستخدام سطح وباطن الأرض والمياه الإقليمية والفضاء الجوي للقاعدة مع المناطق المحيطة بها. وتنص بنود الاتفاقية أيضا على استخدام منشآت إينكر ورڤان وحماقير وبشار كمحطات فنية تابعة لتشغيل المنشآت الواقعة خارج هذه المحطات. كما تنص البنود ذاتها على استخدام طرق الاتصال البرقي والتلفزيوني بالجزائر لتربط بنفسها وخاصة هرتزيان (hertezeiennes). وبحسب الدكتور محمد قنطاري، الذي شارك في الملتقيات الوطنية حول التجارب النووية في الصحراء الجزائية والتي احتضنتها أدرار وتمنراست، فإن فرنسا لم تسدد لحد الساعة ديونها للجزائر جراء كراء القواعد العسكرية بالجنوب والغرب، كما نصت على ذلك الاتفاقيات. وتقدر الديون ما بين فترة الاستقلال وتاريخ الجلاء بما يفوق 84 مليار دولار.

ورغم استنكار الجزائر للتجارب النووية الفرنسية بالصحراء وكذا المنظمات (الأسرة الثورة) والجمعيات المحلية والوطنية، إلا أن باريس مصرّة على تجاهل فتح ملف التفجيرات النووية بل وتواصل مراقبة ومتابعة وضع المناطق الملوثة بالمواد المشعة وتغيرات البيئة ورصد الحالة الصحية للسكان حتى التسعينيات من القرن الماضي من خلال بعثات من المتعاونين التقنيين الفرنسيين والأطباء والمهندسين الذين التزمت باريس بإرسالهم في إطار التعاون العلمي والتقني، وقد حرصوا على زيارة المناطق المتضررة من التفجيرات.

ولاشك أن هناك جملة من الحقائق تم رصدها وتسجيلها وإرسالها إلى الهيئات المعنية بمتابعة الملف النووي الفرنسي في الجزائر. أما الهيئات الجزائرية المختصة فلا يعرف عن أنشطتها أي شيء وتحي المنطقة كل عام في (13 / 02) الذكرى دون معرفة كل الحقيقة ورغم عقد عدة ملتقيات وطنية ومحلية توجت كلها ببيانات وتوصيات ذهبت في مهب الريح.

صرخات في أودية مهجورة :

بهدف كشف جرائم فرنسا الاستعمارية في مجال التجارب النووية بالصحراء الجزائرية، تم عقد سلسلة من الندوات والملتقيات الوطنية حول التجارب النووية وفصل الصحراء عن الجزائر بكل من تمنراست وأدرار، شارك فيها أساتذة جامعيون ومجاهدون وسياسيون وإعلاميون وشهود عيان، تم خلالها تقديم عدة دراسات وبحوث حول الجرائم المقترفة بالمنطقة. وقدم الشهود شهادات حيّة حول ما خلفته كل تجربة، خاصة منها السطحية برڤان. وخلصت الملتقيات والندوات، التي عدلت السلطات والمنظمات عن تنظيمها، إلى ضرورة كشف الحقيقة كل الحقيقة حول التفجيرات الـ17 وآثارها على الإنسان والبيئة والحيوان ثم تقديم الاعتذار والتعويضات. وحاول الضحايا وأقاربهم هيكلة أنفسهم ضمن جمعية تعنى بالوصول إلى الحقيقة والدفاع عن حقوقهم. وفعلا تم الإعلان عن تأسيس جمعية 13 فبراير 1960 برڤان، التي حملت على عاتقها تنظيم الاحتفالات السنوية وتجديد المطالبة بالاعتذار والتعويضات. وسعت شخصيات وطنية مثقفة إلى دعم الجمعية وحثّها على التحول من جمعية محلية إلى جمعية وطنية قادرة على التأثير، لكن المساعي تعثرت وبقيت برامج الاحتفالات السنوية تكرر نفسها والمطالب عينها ووصل الأمر بالعديد إلى الإحباط واليأس مع تراجع الأسرة الثورية ونواب البرلمان عن الخوض في الموضوع، وباتت ذكرى"13 / 02"مجرد وعدة سنوية وفرصة لذرف دموع التماسيح ونزهة لطلبة المؤسسات التربوية بمناطق التجارب الخطرة.
المقال عن روسيا اليوم

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

ماذا بعد تعديل الدستور؟

كلما كثر الحديث عن الدستور اجد نفسى افكر فيما بعد الدستور ،  ففى بعض الاحيان اشك اننى اصبحت  من جماعة "حزب خالف تعرف"، وقد يكون .فنحن فى الجزائر قلبنا هرم 'ماسلوا" رأسا على عقب  فحاجتنا الى تقدير الذات اولى من الحاجات الاخرى واخر ما نفكر فيه هو الحاجات الفيسيولوجيه "مخلينها الرزق على ربى "،وهذه الايام انطلق الحديث على تعديل الدستور فى الجزائر ولا ادرى امن الصدفه ان يصادف الحديث على الدستور الحديث على الفساد "الصلاح والطلاح"او اه توجه اختلالات فى تداخل السلطات فى الدستور الحالى وظاهرة االفساد هى من تفرض علينا اعادة النظر فى الدستور ،لكن المتعارف عليه ان يتم الكلام عن الدستور كلما كانت هناك استحقاقات رئاسيه ،ولا ادرى كيف لا تظهر عيوب دساتيرنا الا عند انتخاب الرئيس؟ وبما ان اخر تعديل ارجع السيادة للشعب باعتبار أن السيادة الوطنية ملك للشعب، مما ترك للرئيس ان يترشح مثنى و ثلاث ورباع ، او بقدر  ما يملك من جهد ، فلا ادرى لماذا يتم تعديل الدستور فى هذا الوقت بالذات ،وإذا قمنا بمسح كرونولوجي لظاهرتى الدستور وتعديل الدستور في الجزائر ،يتبادر فى ذهنى سؤال عند اى حديث عن الدستور ، هو ماذا بعد الدستور؟

من المعروف ان اول دستور فى الجزائر بعد  الاستقلال كان فى سنة 1963 وقد تم اقراره باستفتاء عام ، وجاء هذا الدستور بوضع لبنات الدوله الجزائرية الحديثه الخارجه من سيطرت استعمار مدمر طويل ، فاستبشرت الناس خيرا فاقيمت الافراح والليالى الملاح فى كل المدن الجزائرية على الاقل فرحت عين صالح وقتها "كبيرها وصغيرها"، وبعدها جمعت الاموال من الزواليه وبعض الامهات ماتت وهى تتحصر على قلادتها الفضيه التى تبرعت بها للدوله لتتفاجأ بها فى رقبت زوجة المناضل والكلام يطول عن ماجرى باموال الشعب الذى قدمها فى سبيل بناء الدوله، وبعد ما انتهت الفرحه علق العمل بالدستور سنة 1965  يعنى الدستور "بح"، لندخل فى مرحلة جديدة بعنوان ثورة البناء والتشييد والتى تفرعت منها ثلاثة عناوين رئيسيه: الثورة الزراعيه والثوره الصناعيه والثوره الثقافية ، وفى خضم هذه الثورات نسينا الدستور والعمل بالدستور الى ان دخلنا مرحلة "دولة لا تزول بزوال الرجال" (والجزائر وهذا ما اثبتته الايام انها لا تزول بزوال الرجال ولا بزوال المؤسسات ) فكان دستور 1976 وكما دستور 1963 فبعد سنتين توفى الرئيس هوارى بةمدين رحمه الله والذى الى تعتبر وفاته لغز محير لم يكشف عنه النقاب بعد ، ودخلنا فى مرحلة جديده عنوانها من احل حياة افضل ، فاطعمنا البقر و"النعاج" خبر "الباقيط "، وسقيناهم حليب "لحظه" ومن اجل وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب قسمنا "sona" الى "ena" و وضعنا  من سرق اموال التبرعات والجزائر لا تملك سنتيما واحدا على راس كل "ena" ،وللاسف مازال بعض مستنسخيهم الى اليوم على رأس مؤسسات هامة ،فاكلوا  الاخضر واليابس حتى سنة 1986 تاريخ اول تعديل للدستور وكالعاده بعد سنتين تم تعليق العمل بالدستور مرة اخرى بعد احداث اكثوبر1988 الداميه ، بعدها تعديل 1989 دخلت الجزائر بعده فى مرحلة التهريج السياسى من حزب الى مائة حزب ومن نقابه الى نقابات وشهد المسرح السياسى مختلف العروض الاديولوجيه وانتخابات ووانتهابات واننتحابات الى ان تم التعليق العمل بالدستور واقرار حالة الطوارئ بعد سنتين ودخلنا فى مرحله سوداء لا يعرف اهوالها الا من عاشها ، لياتى تعديل 1996 وبعده هذه المرة باربع سنوات رمى اليمين زروال المنشفه ويعلن عن انتخابات مبكره هى الاولى والوحيده فى تاريخ الجزائر ، ويتم انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه رئيسا سنه 1999 ، وعندها اعلمنا ما لم نكن نعلمه جزاه الله خير ان الجزائر يتجكم فيها بارونات السكر والخشب ، وبدأنا نشاهد بروز بعض الاغنياء من لا شئ وكانت الخليقه وال خليفه وبن وبل و و و  الى ان جاء التعديل الجزئى سنه 2008 لنرى اليوم الفساد "هزى" يترنح فى الطرقات واروقة المحاكم وبين رفووف الادارات ، فماذا سيكون بعد التعديل المنتظر ؟ يمكن لكم "تقزنوا"، وقبل ذالك يمكن ان اجيب على سؤال اخى ابو صالح ماذا تقترح اذا طلب منى اثراء الدستور ؟فاقول اريد منهم بعد ان ينتهوا من كتابة كل مايريدون ، ان يضع مادة اخيره او فقره فى اخر ماده من مسودة الدستور ،وهذا متروك لفقهاء القانون الدستورى:
عبارة "الله يستر من بعد"

الأربعاء، 20 مارس 2013

يسبوا المله...وياكلوا كلش

عندما كتبت حاسب بالانتماء قبل ان تطلب حقوق المواطنه اقام البعض الدنيا وان شاء "ما تقعد" مع علمى ان البعض لم يفهم شئ من الموضوع الا اسم بلده ، و تلقت من السب والشتم ممن لا يملكون غيره ، واليوم اردت ان اتكلم فى نفس الموضوع (............).
الملاحظ فى ان صالح انه عند المطالبة بالحقوق لا تجد الا قلة فليله ممن يملكون الاحساس بالانتماء وكان اكثرهم من القرى لانهم حسب راى هم السكان المنتمين حقيقة الى هذه الارض الطيبه فالقرويين من ايقسطن الى الساهله التحتانيه لانجد لهم امتدادات فى مدن اخرى وان وجدت فجلهم فروع ولدت فى القرى ورحلت الى هذه المدن (لا ينفى ان هناك البعض ممن اتوا وسكنوا القرى وهم قلة معروفين وحاكمين سابعهم) عكس عين صالح المدينة التى كانت بمثابة حاسى مسعود وغردايه فى سالف الزمان ، فلت كان اكثرهم من القرى لان اهل القرى اصبحوا لا يثقون بمن يحسبون غلى عين صالح فانزووا على انفسهم وقد قال لى احد هولاء الشباب مرة "انتم ياصحاب عين صالح ما فيكم لامان".وسرد على وقائع عن تجربتهم مع من يسمون انفسهم اصحاب عين صالح .لكن عند الاستفاده من هذه الحقوق تجد الالاف ، فعند المطالبه بالحقوق تكون عين صالح للعين صالحيين وعند الاستفاده تذوب عين صالح فى التديكلت يعنى تصبح عين صالح فى خبر كان(ت) ، ولا عجب فى ذالك .
فعندما تجد شاب او شيخ من مواليد عين صالح وربما ابيه من مواليد عين صالح ويعمل فى عين صالح ويكيل لعين صالح واهلها الاتهامات والسباب صباح مساء وعند الاستفاده من الحقوق تجده هو من يتقدم الصفوف وهو من ينظم "صحبح ان لم تستحى فافعل ماشئت " فمن يكون بربكم ؟ اعلم ان اجابته حينها ان تديكلت كلها ارض واحده ، قكيف وقت الصح لم تكن ارض واحده ؟ وينسى انه كان يقول علنا وفى اكثر من موقع انهم كانو رخاس خائنين هم الى دخلوا فرنسا وكانوا وكانوا.
وعندما نجد شاب او شيخ او امرأه ينعت العين صالحيين بابشع الصفات "حسادين ، ما يخلوا واحد يوقف ، ما يديروا والوا " فبربكم من يكونون هؤلاء؟ ، كنت دائما استمع الى كلام اهل القرى فتجدهم يقولون المرابطين حسادين العرب فيهم وفيهم الزوى فيهم و وو لكن لم اسمعهم يقولون كما يقول المحسوبين على عين صالح ان اصخاب ايقسطن حسادين او ان اصحاب الساهله حسادين لان عندهم انتماء لبلدهم والناس تخطئ وتصيب ولهذا "يعلقوا كل شاه من كراعها" .
فى الفيس بوك عندما تجد واحد كاتب بروفايل طويل عريض وهو مولود فى عين صالح وكابر فى عين صالح وعند الاقامه يكتب فلان بن قلان من اولف او اينغر او او واظن انه لا يعرف من هذه البلدان الا الاسم ومحسوب فى الرخى غلى عين صالح و وقت الضيق او الا فتخار يقول انا من كيت وكيت .فبربكم من يكون؟؟؟.
اعرف ان فى عين صالح رجال وشباب يحبون هذه البلد كحبها لهم ، واعلم ان حياءهم هو ما يمنعهم من التصدى لمثل هؤلاء ، الذين يبقون غرباء وان لبسوا الف عباءه وعباءه وليعلموا ان امنتماءهم السماعى لبلدان لم يعيشوا فيها سوف يسبب عقده لهم ولابناءهم لان هذه البلدان سوف تلفظهم اجلا او عاجلا ولا يجدون الا هذه الارض التى اوتهم وابائهم ولم تبخل عليهم بشئ ولم تتنكر لهم كما يتنكرون اليوم لها .
ونصيحتى لاهل القرى تضامنوا مع ناسكم فى المدينه فهم ابناء عمومتكم واليى "عمر" عين صالح هم فى الاصل اهل القرى ولا تنجروا فى هذا المخطط الذى يريد عزلكم عن بلدكم ويترككم منزوين كل وقريته فعين صالح للجميع ويبنيها الجميع ولا مكان للمتلونين الافافين الكذابين.
وعاشت عين صالح من اقسطن الى البركه ومن الزاويه الى الدغامشه ....والتدبكلت ان شاء الله يديها الواد

الاثنين، 18 مارس 2013

عيد النصر..


فى مثل هذا اليوم 18 مارس 1962 تم التوقيع على وثيقه ايفيان من طرف كريم بلقاسم ولوى جوكس ، وفى مثل هذا اليوم تم اﻻعلان عن وقف اطلاق النار فى كافة انحاء الجزائر من طرف يوسف بن خده عبر اذاعة تونس ابتداءا من تاريخ 19 مارس 1962، وفى مثل هذا اليوم اعطى ديغول لقواته اﻻمر بوقف العمليات القتاليه ،فتاريخ 19 مارس 1962 كان بمثابة حجر الزاويه فى بناء الدوله الجزائرية المستقله ، كما انه انتصار لرجال خاضوا مفاوضات عسيره ونجحوا بفضل اخلاصهم للقضيه وايمانهم اللامحدود بجزائرية الجزائر ، كما كان هذا اليوم تصديق لرؤيا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، واذ نحتفل نحن بهذا اليوم هو لنقل رسالة الثوره التحريريه المجيده للاجيال القادمه الرساله التى خطها المجاهدون بعزمهم وعبقوها بروائح برود رشاشاتهم وامهرها الشهداء بدمائهم الزكيه الطاهره، لكن هل يمكن ان تصدق اﻻجيال اللاحقه اننا كنا مخلصين فى نقل هذه الرساله ؟ وهى اليوم ترى وتسمع انتكاستنا المتتاليه على جميع اﻻصعده  بعد النصر المبين لاسلافنا ماذا نقول لهم عن هزيمتنا فى محاربة الفساد المتفشى شرقا وغربا ؟ماذا نقول لهم عن هزيمتنا فى محاربه اﻻفات اﻻجتماعيه؟ التى قضت عليها فى وقت" الرجال "معركة الجزائر ، ماذا نقول لهم فى هزيمتنا فى تطبيق حد من حدود الله ضد مخلوقات غريبه غرابه افعالهم، واسلافنا قاموا على نداء الله اكبر ،ماذا نقول لهم ونحن ننقل لهم هذه الرساله الطاهره ؟ ام نترك اﻻمر كما جرت العاده فى كل سنه  للمطبلين المزمرين لاى سلطه كانت بنقل الرساله بعد ان يحذفوا المقاطع التى لا تخدم مصالحهم وتغليف ما تبقى بكثير من ورق الهدايا الملون بالقلوب الورديه والحمراء ، وننزوى نحوقل ونستعيذ ونشجب ونندد بصوت غير مسموع ،ماذا نقول لخلفنا ونحن اتلف خلف لاشرف واطهر سلف؟

الثلاثاء، 12 مارس 2013

قيان ام اعيان

اريد ان اقول شيئا تمنيت ان لا اقوله يوما فى عشيرتى واهلى لكن الزعاف يخرج كلش:
بمجرد ان اعلن عن المسيرة المليونيه التى يحلم بها اصحابها سارع بعض ممن يسمون بالاعيان بالبراءة ممن اسموهم بالعاملين باجنده اجنبيه او الذين يريدون ان يقسمون الوطن وفقا لاجنده خاريجيه ونسى هؤلاء ان من كان السببب فى كونهم جزائريين اليوم هم هؤلاء الذين يتبراون منهم فهؤلاء وءاباهم واجدادهم هم من حافظوا على الوحده الوطنيه التى لم تكن تاريخيا موجوده بخروجهم يوم 27 فيفرى 1962 فى مظاهرات عارمه ليثبتوا للرأى العام الدولى ان الصحراء جزائريه ، وربما كانت هذه المسيره المطالبه بوحده الجزائر هى  السبب فيما  عانوه وما يعنوه اليوم  ففكلنا يعرف من يسير الجزائر فعليا "وفرنسا لا تنسى" ، هؤلاء الورقليين هم من جعلوكم جزائريين اليوم فلا تتهموهم بالباطل وقفوا معهم من باب كن مع اخيك ظالما او مظلوما فان كانوا ظالمين وجهوهم وخذوا بيدهم لطريق الحق وان كان مظلومين فهم لم يطلبوا منكم شيئا بل بالعكس فكل الحقوق التى قد يحصلون عليها سوف تعم عليكم تماما مثلما شملتكم هذه الجنسيه التى تطعنون فى من كان السبب فيها..فهم قالوا باﻻمس ان الجزائر واحده موحده ولم يلهثوا بعدها على الحصول بطاقة الشرف التى تمنح من مصالح  المحزن التى يحوزها الكثير منكم ،ولم يقولوا بعدها خرجنا من حكم الرومى ودخلنا فى حكم العربى، و هم ليسوا من الذين يفاخرون بحيازتهم لسيارة ترقيم "RN"، زلم يبكوا حزنا على فراق "دينى " و "رينى"، وميشال . فهم فرحوا عندما تحصلوا على هذا الوطن بوحدته الترابيه وفرحوا عندما تم تاميم المحروقات بل حتى مسعود فرح لما تم تاميم حاسيه مع انه لم يعد اليه او يعوض عنه كما فعل مع الكثير منكم عندما تم تعويضكم عن كل ما  تباهيتم انكم منحتموه ايمانا منكم بالثورات الثلاث مع انه بقى باسمكم وريعه كان يعود لجيوبكم .
اسف فعلا لاننى اومن بدور الاعيان فى الحفاظ على بنية المجتمع فكلما كان المجتمع يتمتع ببنيه اجتماعيه متماسكه وحراك اجتماعى سلس كان مجتمع سليم  والاعيان هم بمثابة الحارث اﻻمين على ذالك.... لكن للاسف ،فالذى تحركه اجنده اجنبيه سواء علم ام لم يعلم هى هذه العيينه  من الاعيان بحيث  جعلوا  كل الفئات فى مجتمعنا فئات مغلقه لا يمكن الوصول اليها وان بلغت اقطار السموات و وضعوا بذالك سدا ضد اى  حراك اجتماعى عمودى الذى يعطى حيويه ونموا وتجدد للمجتمع فتحرك تعلم و"اترفه" ضمن فئتك "يعنى " انت انت يالبشنه" لم نكن نفهم معناها الحقيقى ولكن اليوم اتضح....فاسف ان أقول لكم "حشموا شوى على روحكم" وعلمونا ان الذى لايعرف "يسكت يتعلم" فسكتوا تتعلموا. فهولاء الشباب هم احفاد اؤلئك الذين خرجوا بالامس فن ارادوا ان يصحيحوا خطأ اقتفرفوه بالامس ولا اظنهم اخطاءوا ولا اظن ان مرادهم هو تقسيم هذا الوطن الذين ضحوا من اجل وحدته فليس من حقكم ان تصححوا خطأكم باﻻمس على حسابهم وان رأتم انهم كانوا سببا فى تعاستكم مع كل ما تنعمون به من خيرات فواجهوهم وان كان ليس من طبعكم المواجهة
---------------------------------
  1. قينة - ج ، قيان :
    1 - قينة : أمة ، عبدة . 2 - قينة : مغنية . 3 - قينة : ماشطة . 4 - قينة : آخر فقرة من فقر الظهر .

الأحد، 10 مارس 2013

انا خير منه طلعتنى مدير

اظن الذين  ادركوا سنوات التسعينات يسمعون باضراب خيره اذ من كثرة اﻻضرابات فى ذالك الوقت اصبح  فى معظم المعامل اﻻضراب من اجل اﻻضراب اى اصبح اﻻضراب موضه، وخيره هذه لم لا يعلم هى سكريتره لدى مدير مؤسسه اقتصاديه وكانت المؤسسه تعمل لا باس عليها وموفره لعمالها النقل وبما ان اﻻضرابات اضحت موضه فى ذالك الوقت ولان العمال ليس لهم اى سبب للقيام بالاضراب 'والا ما يتحسبوا رجاله" قاموا باضراب ضد خيره مسكينه وذنب خيره انها سكريتيرة المدير وربما السائق ورئيس الحظيره "يدلقوا "للمدير او لانها كانت العامله الوحيده التى كانت بسبب هندامها وروائحها غير قابله للبهدله كانوا يحجزون لها المقعد اﻻمامى من الحافله لتركب فيه المهم العمال قاموا باضراب لان المقعد الامامى للحافله يخصص لخيره ، ماذكرنى بهذا هذه اﻻيام هى اﻻحتجاجات التى تشهدها مختلف القطاعات ومنها اﻻحتجاج الذى قام به مديرى الثانويات حول تصنبفهم فى رتبة اقل من استاذ رئيسى وقال احدهم كيف لرئيس ان يتقاضى مرتب اقل من مرؤسه "حاسب روحوا بى دى جى" وليس مدير ثانويه مموله من طرف ميزانية الدوله وكأن الاجر يخضع للمسؤوليه وحدها دون اﻻعباء الاخرى المتعلقه بالمنصب ونتعجب لماذا مستوى التعليم متدنى فهذا هو اﻻستاذ بالامس الذى اصبح مديرا اليوم يفكر بهذه الطريقه ولا اظن ان لديه علم بان عامل فى المنشاءات يركب البراغى فى ناطحات السحاب يتقاضى ثلاثه اضعاف ما يتقاضاه وزير خاريجية امريكا او ان حرفى او مستشار لدى شركه كبيره فى العالم يتقاضى اكثر مما يتقاضاه رئيس مدير عام تلك الشركه لانهم هم يقدرون العمل حق قدره ونحن نقدس المسؤوليه حتى العباده وما اعلمه ان تحليل الوظائف وتصنيفها يخضع لمعايير فان من صنف رتبة استاذ رئيسى اكبر من رتبة مدير ثانويه جاء نتيجة النقاط التى تحصلت عليها  كل رتبة ، ولو ان الجزائر والقائمين على التخطيط فى الجزائر كانوا حقانيين  لصنفوا عامل النظافه اكبر من  المدير ولكانت مدننا وشوارعنا نظيفه وبناءتنا نظيفه لكن عندما تصنيف الوظائف يتم حسب اﻻهواء واستغباء الطبقة الضعيفه و مقدرة كل قطاع على الحشد للاحتجاج ضد اى شئ سواء اكان مشروعا او لا فلا عجب ان بقينا نمشى "على ورانا" ولا عجب ان احتج مديرو الثانويات ضد صليحه الاستاذه الرئيسيه مسكينه

السبت، 9 مارس 2013

كلام قهاوى

تجتاح الجزائر هذه الايام موجه من الا حتجاجات مصحوبه ببعض اﻻضرابات تتخللها بعض اعمال الشغب من حين لاخر وعلى هذا الاساس يجذر بعض المختصين فى الارصاد السياسيه من نطور هذه الاحتجاجات مما تؤدى الى كوارث على الحياة السياسيه واﻻجتماعيه ويرجع المختصين ان هذه الاحتجاجات تاتى نتيجة الى الاحتباس السياسى والتلوث الاجتماعى وفساد البيئة السياسيه والاقتصاديه فى المنطقه كما تنبأ بعض المشعوذين السياسيين  بربيع غربى اين يتمتع فيه الناس بالهدوء التام والطمانينه الاجتماعيه (كلام مشعوذين)و كذب المنجمون ولو صدقوا.فى حين يرى محللى المقاهى والساحات ان اﻻحتجاجات تاتى  كنتيجة طبيعيه لغياب العداله الاجتماعيه وعدم التوازن فى تنمية مختلف مناطق الوطن ، ويرون ان الطواهر المصاحبه لهذه الاحتجاجات من اضرابات واعمال عنف سببه ضعف النظام وغيابه احيانا، ويرجع ذالك الى ان النظام يأمن بالشعوذه اكثر مما يعمل باﻻسس العلميه الصحيحه فى تسيير الحكم فبسبب خوفه من نبوءه المشعوذين السياسين ترك الحبل على الغارب ويظهر والله اعلم ان الرقاه من كبار شيوخ الزوايا ممن كان النظام يعتمد عليهم فى تحصينه من الجن البشرى المسمى "المويطنى "لم يعد لهم تاثير كبير على ما يجرى وقد دخل احد هؤلاء الرقاة  فى الموجه بتهجمه على وزارة الشؤون الدينيه .
قديما قالوا اذا عرف السبب بطل العجب وفى عصر الفيس بوك والبال توك والايفون واﻻى باد واليوتوب ومع كل ما سخره ابناء يعقوب، اصبح اذا عرف السبب زاد العجب ، ربما لان مسؤولينا كان الله فى عونهم ليس لديهم الوقت للاطلاع على "التشكام "المجانى المتاح على هذه الفضاءات او انهم يعملون بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" والبينة تحتاج الى ادوات واليات وللاسف اصبحت هى نفسها بحاجه الى تجديد، والدليل وحود مسؤولين فوق العاده وحتى موظفين فوق العاده لا يسالون عما يفعلون وهم يسالون ، لكن الواقع يقول انهم لايطالعون هذا التشكام المجانى لان معظم مواقعهم لا تعمل او غير محيينه منذ انشاءها .وانشأها كان فقط خلق عمل لمهندس فى اﻻعلام الالى تم توظيفه ولم يجدوا له ما يعمل فطلبوا منه عمل موقع بسكربيت رخيص او انه باعه لهم عن طريق احد اصدقاءه ، المهم ان الشكامه التى يقدمها المواطن المسكين عبر هذه القنوات العصريه لا تضر ولا تنفع والنظام مازال متسكا بالقنوات القديمه للشكامه موظف فوق العاده فى كل قطاع يوصل ما يروق له ويتستر على من يقدم امتيازات اوسع.
من وقت للاخر يظهر علينا مختص فى اﻻرصاد السياسيه يحذرنا من المؤامرات الداخليه والخارجيه التى تحاك ضد المنطقه والناحيه والجهة ، وربات البيوت تعلم انه متى وجدت المصلحه وجدت المؤامره لكن هؤلاء المختصين وان كان ظاهر حديثهم التحذير فان الهدف هو التخويف من جهنم قادمه لا تبقى ولاتذر وان النار التى يجترق بها المواطن الان هى جنه فردوس مقارنه بالمجهول الاتى لكن المواطن يعلم انهم لا يستطيعون ان يبدلوا له جلده كلما احترق مما يعنى ان المجهول المحذر منه قد يكون ارحم لانه يعجل فى موتهم افضل من بقائهم على هذا الصفيح الساخن .
اذا كانت الاحتجاجات التى تشهذها الجزائر نتيجة طبيعيه للحاله اﻻجتماعيه التى يعيشها المواطن الا ان اﻻحتجاجات فى الجنوب اصبح ينظر لها من طرف المختصين فى اﻻرصاد السياسى والمشعوذين السياسيين بمنظور اخر فمنهم من يرى انها ارهاصات للتفكك الترابى ومنهم من يرى انها مؤمرات يقف وراءها من له اطماع تاريخيه فى الصحراء الجزائريه فى حين ان اﻻحتجاجات فى منطقة القبائل والتى اتخذت اكثر من  عنوان ومنها ما كان من اجل التفكك الترابى للجزائر بل حتى انهم عملوا على انشاء دوله الكترونيه يستطيع  القبائلى استخراج بطاقة التعريف وجواز االسفر الخاص بالدوله اﻻمازيغيه بل وصلت الى طبع النقود كانت عاديه وتدخل فى الجراك الطبيعى للمطالبه بجقوقهم كجزائريين ، مما يدل ان الشك فى وطنيه ابناء الجنوب متجذر فى عقول الكثير ممن بيدهم الحل والعقد وان تاخر التنميه فى المناطق الجنوبيه كان مقصودا وان التارقى والميزابى والزناتى والريغى والحشانى والشلحى وما علمنا وما لم نعلم ليسوا بامازيغ هم ايضا او ان كل ما يأتى من الصحراء باستثناء البترول والغاز له قراءه ثانيه وان كان احتجاج عن انقطاع الكهرباء والماء فى الصيف الصحراوى.
عندما يطالب محتاجون يسكنون على ضفاف متيجه بالعمل تعدل اﻻوامر و المراسيم بتعليمات ومناشير من اجل التكفل بانشغالاتهم وعندما يطالب شباب الجنوب بالعمل تتكفل اعلى سلطه فى البلاد وتدعوهم الى التوجه للعمل فى الفلاحه فى الوقت الذى يشتكى الفلاحين فى متيجه من عدم وجود عمال لجنى المجصول ومستعدين لدفع اجرة اعلى مما تدفعه مصالح الوظيفة العموميه لعمالها حتى ظنناه يدعونا الى الفلاحة فى المزرعة السعيده ،وهذا يعنى انه عندما نطالب بالسكن سوف يدعونا لبناء اﻻهرامات وعندما يطالب" جارى حمو "بجامعه يدعوه الى سيف المعرفه وهكذا دواليك حتى نجد انفسنا نعيش فى "السكند لايف".
 فى موجة اﻻحتجاجات (كما اراها انا على اﻻقل ) كثرة زيارات المسؤولين والمحسوبين الى هذه مناطق الجنوب حتى ان صحيفة الشروق عنونه احد مواضيعها عن زياره لووفود برلمانيه "بانزال وفود برلمانيه الى الجنوب" وهذا يعنى ان احتجاجاتنا على منصب عساس وعون امن و شيفور وعامل بسيط كان بمثابة اعلان حرب على من كان ولا زال يشكك فى وطنيتنا وانه علينا ان نرقص ونغنى وان نكون عامل جمالى مضاف للصور السياحيه واننا والرسوم الملونه الموجوده على جدران الجبال سواء وما يفرقنا عنها الا القابليه للتحريك من عدمها وان لا نتعدى ذالك واﻻ فانزال يله انزال.
والزعفان خلص قهوته والى جلسة اخرى والى شرب قهوه يخلصها
08/03/2013
====