ليس إنسانا" من لم يتوقف يوما" في أثناء عمره الطويل ليسأل نفسه .. من أين والى أين وما الحكاية، وماذا بعد الموت. أينتهي كل شيء الى تراب .. أيكون عبثا" وهزلا أم أنها قصة سوف تتعدد فصولها؟"
هكذا يستهل الكاتب البداية، بداية تدفع القارئ حقا" الى التوقف لحظة مع نفسه ليسألها: من أين والى أين. وكل ما قرأ أكثر، وتمعن في المعاني أكثر، يجد نفسه في حيرة أكبر، ويجد الفكرة متعبة مرهقة مشوقة، تتراوح بين الأضداد، بين الحركة والسكون، المادة والروح
، العبودية والألوهية، فتتركه النهاية لاهثا" متعطشا" لمعرفة المزيد.
يحلل الكاتب بعض القضايا من التراث الصوفي مستعرضا" أشعار بعض الصوفيين مثل ابن عربي وأبو العزائم، ويصطحب القارئ في رحلة الى الأعماق، رحلة تخرجنا من قيود الزمان والمكان، لنجد أن وراء كل معنى معاني، وكل آية آيات. رياضة روحية مرهقة، قد تشعر في بعض الفصول أنها قد تزيد عن حدود المعقول والمقبول، وقد تقود ممارسها الى المغالاة في التزهد، وفي هذا إفراط يخرج بالإسلام عن جوهره كدين وسط واعتدال. كما أنها عند بعض الصوفيين، قد تصل هذه الحالة الى درجة تشبه السكرة، فتشعره بتوحده مع الإله وتدفعه الى تقمص الذات الإلهية.
العلم الصوفي علم عميق جدا"، لا يمكننا المرور عليه بسرعة، ولا يمكننا أيضا" التسليم بكل ما جاء فيه، ولكن كما وضح الكاتب في النهاية، فهو "تراث يحتاج الى قراءة انتقائية تزن كل حرف فيه بميزان الشريعة، وتعرضه على ضوء الكتاب والسنة والعقيدة السليمة حتى لا نجاوزها قيد شعرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق