قصة مدينتين (1859) هي العمل الثاني من عملين روائيين تاريخيين كتبهما تشارلز ديكنز. وككثير من قصصه، كتبت قصة مدينتين بالأصل وبيعت كأجزاء، جزء واحد كل مرة، والكتاب يعتمد اعتماداً أقل على الشخصية فاهتمامها كان على إثارة الحكاية التي تتطور. وقد وضعت في لندن وباريس في زمن الانتفاضة الاجتماعية الكبرى للثورة الفرنسية (1789-1799)، بما في هذه الفترة الرهيبة بين أبريل 1793 ويوليو 1794 حين مات 40.000 إنساناً، ويبين الكتاب أسباب الثورة وتأثيراتها على حياة الناس اليومية. وتفاصيل الكتاب التاريخية موضوعه على أساس العمل العظيم لصديق تشارلز ديكنز، ثوماس كارليل: الثورة الفرنسية، وقد قام ديكنز نفسه بعدة رحلات إلى باريس، وزار مواقع الثورة التاريخية الباقية. وقد كانت بريطانيا في زمن ديكنز أقل استقراراً بكثير مما هي اليوم، وكان كثير من الناس يشعرون بأن انتفاضة شعبية ضد الطبقات الأغنى خطر قائم باستمرار. لذلك اهتموا اهتماماً عظيماً بالدروس التي سيتعلمونها من التجربة الفرنسية. وتروي القصة أيضاُ الحكاية الأكثر خصوصية لـ سيدمي كارتون، وقراره النهائي أن يضع خير ألآخرين أمام شعوره الطبيعي في حفظ الذات. وقد أصبحت القطعة في نهاية الكتاب التي يوضح فيها قراره أحد أشهر القطع في الأدب الإنجليزي. حجز دكتور مانيت، وهو طبيب فرنسي، في سجن الباستيل الرهيب لسنين عديدة. وقد وجدته ابنته لوسي والسيد لوري، اللذان ذهبا إلى باريس في البحث عنه، نصف مخبول. فيأخذانه عائدين إلى لندن، حيث تتحسن صحته وذاكرته تدريجياً. وبعد خمس سنوات، يحاكم الفرنسي تشارلز دارني في لندن بتهم تجسس. ويطلق سراحه، لأنه جزئياً شبيه جداً في المظهر من المحامي سيدني كارتون، وهذا الشبه يصبح حتى أهم فيما بعد في القصة. ويقع كلا من دارني وكارتون في حب لوسي. في الوقت نفسه، تندلع الثورة في فرنسا. ويضطر دارني أن يعرض حياته للخطر بعودته إلى هناك ليساعد جابي الضرائب، جابيل وتحلق لوسي وأبوها دكتور مانيت بـ دارني، فتدركهما الأحداث المثيرة التي تلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق