مقتطفات من الرواية :
لقد ارسلت شاباً واحداً إلى غرفة الإعدام بالغاز في هانتشفيل . ولم أرسل إلى هناك احداً قبله ولا بعده . كنت أنا من قام باعتقاله وبالشهادة ضده . وقد ذهبت إلى سجنه وقمت بزيارته مرتين او ثلاث , بل ثلاث مرات على وجه الدقة .
أما الزيارة الثالثة فقد كانت يوم تم تنفيذ حكم الإعدام به . لم يكن حضوري إلى هناك يومذاك إلزامياً , لكننى ذهبت ومن المؤكد أننى لم أكن اريد ذلك
كان الجاني قد أقدم على قتل فتاة فى الرابعة عشرة من عمرها . وإننى أستطيع القول الآن إنه لم تكن بي رغبة قوية للقيام بزيارته , عداك عن القيام بحضور تنفيذ حكم الإعدام به , لكننى فى كل حال فعلت ذلك
قالت الصحف يومها إن للجريمة دوافع غرامية وانفعالية , لكنه كان قد أخبرني أنه لم يكن فى الأمر عشق ولا أنفعال . لقد قام بمواعدة تلك الفتاة رغم من حداثة سنها . وكان هو يومها فى التاسعة عشرة من عمره . وقد قال لي انه كان يخطط لقتل شخصاً ما منذ مدة لا يتذكر مداها . وذكر لي أنه إذا أفلت من السجن فإنه لابد له من العودة لتكرار جريمته من جديد . كما قال إنه يعرف أنه ذاهب إلى جهنم .
سمعت هذا الكلام بأذني ومن فمه مباشرة . ولم أدر ما يمكننى الاستنتاج من كل ذلك . بل من المؤكد أنني لم أدر . لقد دار فى خلدى أننى لم ألتق شخصاً فى مثل حاله أبداً . الأمر الذي جعلني إخال أنه يمثل نوعاً جديداً من البشر مستقلاً بذاته . لقد راقبتهم وهم يوقومون بتقييده إلى كرسي الإعدام , ويغلقون عليه الباب خلفهم . وربما يكون بدا عليه بعض التوتر بينما هم يقومون بعمل ذلك , لكن ذلك كان أقصي ما بدا منه . وإنى لأعتقد حقاً أنه كان على يقين من أنه سيطأ عتبة جهنم بعد خمسة عشرة دقيقة . إنى متاكد من اعتقادي هذا . وقد قلبت هذه الفكرة كثيراً في ذهني . لم يكن هذا الفتي من النوع الذى يصعب التواصل معه . كان يخاطبنى بلفب العمدة . لكننى لم أكن أدرى بأى لقب أخاطبه . ماذا تقول لرجل يعترف أنه لا روح له ؟ ومالذى .......
بيانات الرواية :
الأسم : الكبار لا وطن لهم
تأليف : كورماك مكارثي
ترجمة : حليم نسيب نصر
الناشر : دار الكتاب العربي
الحجم : 7 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق