خمس قصص ذات أبعاد اجتماعية وسياسية، تدور أحداثها حول محورين؛ المحور الأول: سياسي، ويتضح ذلك في قصة «شريف أفندي»؛ حيث نرى ضياع آماله في الإصلاح، وفي القصة الثانية يستعرض الريحاني بقاء الفوارق الاجتماعية حتى بعد الثورة، ويتجلى هذا في قصة «سجن عبد الحميد
مقتطفات من قصة شريف أفندى :
شاهدته على الرصيف وهو يقصد إلى إحدى شركت البواخر ليبتاع تذكرة للسفر إلى مصر , وكدت أنكره مع أني اجتمعت به مرارا بباريس , إلا انه كان يلبس الطربوش هناك , وقد اعتاض الآن عنه ببرنيطة من الجوخ اللين شدها فوق حاجبيه , وأخفى ناظريه بنظارات زرقاء كبيرة حتى كاد يبدو مقنعاَ , ولكن عذوبة الصوت التي يمتاز بها أشرف الترك نمت عليه .
كان اجتماعنا الأخير منذ عام بباريس وقد جلسنا حول مائدة فى قهوة " يدش " نتحدث عن الانقلاب العثماني , فشيدنا دولاَ من الخيال , وبنينا قصوراً فى الهواء , وكان هو يشرح نظرياته منفعلاً ! وقد أناط كبير آماله بالثورة , فاتخذ منها الأساس لأمة تركية جديدة , شديدة البأس , حديثة الأسباب فى المدنية والعمرات , لها من سالف مجدها ونشاط أبنائها اليوم ما يمكنها من استرجاع منزلتها الرفيعة بين الأمم العظيمة الراقية .
وقد أطلعني يومئذ على برقية جاءته من بعض أصحابه في الآستانة يطلبون منه العودة إليها , فغادر عاصمة الفرنسيس ميمما عاصمة بلاده , وقاعدة مجد أجداده , ةقبد بعيد وصوله وظيفة عالية فى الدولة , فبرهن فيها على صدق الوطنية والاعتدال , إلا أن أعماله ذهبت سدىً , لأن جنود دول البلقان كانت يومئذ على أبوب الىستانة , وكان الخلل مستعصياً فى العاصمة , بل كانت الفوضي ضاربة فيها أطنابها , فاستقال وعاد إلى بلاد الغربة وهو لا يزال يرجو الخير من نهضة الاتحاديين .
وها هو ذا في الآستانة ثانية وكأنى به قد اعاد الكرة فى سبيل أحلامه الوطنية فأخفق ثانية سعيه , بل قضي على آماله كلها فبات واليأس يباري فى نفسه الاضطراب.
المحتويات :
- شريف أفندي
- نبوخذنصر
- عبد الحميد في سجن الآستانة
- أكليل العار
- بقضاء وقدر
معلومات الكتاب :
الأسم : سجل التوبة
تأليف : أمين الريحاني
الناشر : كلمات
الحجم : 312 كيلو بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق