يبرز هذا الكتاب غنى التراث الاسماعيلي السياسي والديني والفكري العام. وتغطي موضوعاته الفترات التاريخية ما قبل الفاطميين. والفاطمية والنزارية من التاريخ الاسماعيلي. وكذلك علاقة قرامطة البحرين بالفاطميين. كما يتطرق إلى العقيدة الكوزمولوجية للاسماعيليين وتراثهم التعليمي وتطور الفقه في الزمن الفاطيمي ويبحث في أصول الحركة الاسماعلية النزارية ونظرة السلاجقة الى النزاريين الاوائل ويلقي نظرة جديدة على الانتماءات الدينية لنصيرالدين الطوسي وتراث الجنان عند الاسماعليين الهنود الخوجا وهو كتاب لا غنى عنه لكل باحث في التراث الاسلامي والعربي المتعدد الجوانب
مقتطفات من الكتاب
ظهر الاسماعيليون وهم جماعة شيعية مسلمة ذات شأن على مسرح التاريخ اثر وفاة الامام جعفر الصادق في العام 148 ه – 765 م .
وكان هذا الامام العلوي الذي في زمنه تمكن العباسيون من الاطاحة بالأمويين وتنصيب سلالتهم الخاصة في الخلافة قد نجح في تثبيت دعائم الشيعية على أسس من المسالمة والاستكانة وطبقا لشخصيتها المتميزة بصورة فرعها الأمامي الذي يشكل الموروث المشترك لكل الاسماعيليين والاثني عشريين . غير أن خلافة الامام الصادق أصبحت موضع نزاع بين أولاده وكانت النتيجة أن أنقسم أتباعه من الشيعة الامامية الى عدد من الجماعات المنفصلة ومن هؤلاء الاسماعيليون الأوائل .
وأرسى الاسماعيليون الأوائل الأسس لجماعة اسماعيلية وحركة متميزة غير ان فترة الاسماعيلية المبكرة وهي التي امتدت حتى تأسيس الخلافة الفاطمية تبقى موضوعا غامضا والسبب في ذلك هو أن حفنة من النصوص الاسماعيلية الصحيحة وحسب هي ما وصلنا من تلك التكوينية من التاريخ الاسماعيلي في الوقت الذي بقيت فيه المصادر الأخرى غير الاسماعيلية معادية عموما للاسماعيليين ومع ذلك فان فهمنا للاسماعيلية المبكرة قد تحسن وتطور بشكل كبير خلال العقود الماضية بفضل نتائج الدراسات الحديثة في هذا المضمار ولا سيما س . م شتيرن " 1920 – 1969 " وولفيرد مادلونغ .
وهناك اتفاق عام بين الدارسين الاسماعيليين الآن حول أن خطأ من القادة المركزيين المتحدرين من جعفر الصادق قد عملوا سرا خلال تلك الفترة المبكرة الغامضة من عدة مراكز قيادية على تنظيم حركة شيعية ثورية مناوئة للعباسيين الذين كانوا في أعين الشيعة , قد اغتصبوا الحقوق الشرعية " للأسرة العلوية " في زعامة الأمة الاسلامية وبدأت هذه الحركة وهي التي سميت " بالدعوة " أو " الدعوة الهادية " من قبل أتباعها من الاسماعيليين الأوائل بدأت تحقق نجاحا بشكل خاص منذ حوالي منتصف القرن الثالث الهجري – التاسع الميلادي .
عندما بدأت أعداد كثيرة من الدعاة نشاطاتها في العراق وفارس وشرقي شبه الجزيرة العربية واليمن , وكان هؤلاء الدعاة يدعون المسلمين الى ولاية الامام المهدي الاسماعيلي الذي كان سيخلصهم من مظالم النظام القائم كما أن حكمه سيؤذن بعودة الخلافة الى العلويين المخلوعين منها وهم القادة الحقيقيون الذين ينتمون الى أسرة النبي أي أهل البيت .
وتوج انتصار الاسماعيلية المبكرة باقامة الخلافة الفاطمية عام 297-909 في شمال افريقيا عندما تم تنصيب الامام الاسماعيلي في تلك الآونة في منصب جديد كان الأول من نوعه أي الخلافة الشيعية ولم يكن الا قبل ذلك بعقد واحد أي في العام 286 – 899 عندما انقسمت الحركة الموحدة حتى ذلك التاريخ للاسماعيلية الى فرعين متنافسين اثنين الاسماعيليين الفاطميين والقرامطة .
وذلك حول مسالة ذات أهمية قصوى هي مسألة الامامة وقد أسس القرامطة المنشقون الذين لم يعترفوا بعبد الله " عبد الله " المهدي " ت 322- 914 " ولا بخلفائه من السلالة الفاطمية أئمة لهم .
دولة خاصة بهم في البحرين شرقي شبه الجزيرة العربية وتهددوا العالم الاسلامي بالخطر قرابة قرنين من الزمن وبلغت أعمال النهب لقرامطة البحرين ذروتها بحصارهم لمكة في موسم الحج عام 317-930 وقامت المؤسسة السنية وهي التي كانت على استعداد دائم للنيل من سمعة الاسماعيليين والتشهير بهم باستغلال أفعال التدمير والتخريب لقرامطة البحرين وتضخيمها لتنال من مجمل الحركة الاسماعيلية مدعية أيضا أن قادة القرامطة كانوا يتلقون أوامرهم سرا من الأئمة الخلفاء الفاطميين وفي الحقيقة فان حربا مطمنة بين الفاطميين والقرامطة كانت قد نشبت في أعقاب احتلال الفاطميين لمصر عام 358-969 .
بيانات الكتاب
تأليف : فرهاد دفترى
الترجمة : سيف الدين القصير
الناشر : دار الساقي للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 332 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق