مقتطفات من الكتاب
كلمة أولى ..
لا تسأل طبيبا ولا عالما ولا باحثا .. إن كان حقا أنك لم تعد تشكو من صداع في الرأس أو تشنج في الأمعاء أو ثقل في المعدة .. مادام هذا شعورك فكن سعيدا .. لا تسال أحدا إن كنت تنهض من نومك بعد ساعة فتحس كأنك نمت أربعا وعشرين ساعة .. لا تحسد نفسك إن وجدت نورا قد فجر من جنبك ومن عينيك .. لا أحد إن وجدت انك لا تمشي على الأرض وإنما فوقها .. لا تسال أحدا إن كان ثوبك الأبيض ليس إلا ريشا تطير به .. إن كان إلا مظلة واقية هبطت من السماء الى ما فوق الأرض .. لا تسأل أحدا إن كنت لا تتعب من الجلوس على الرخام وتسجد على التراب بين عدد من الأحذية والشباشب , فلا تشعر بتعب ولا تضيق برائحة – فذلك فضل الله عليك .. أنك لاتتعب إذا أكلت وإذا شربت وإذا ركعت وإذا سجدت وإذا نمت وحتى إذا نسيت أن تفسح لرأسك مكانا بين الجزم ونسيت أن تنفض التراب عن جبهتك ..لا تحسد نفسك على هذه النعمة .. فأنت في حالة من الاستشفاء .. من العلاج الروحي .. من الصفاء من النقاء من البهاء .. فهذا هو الهدف من طريقك الطويل , والغاية من سعيك الى الله ورسول الله ..
أسندت ظهري الى أحد الأعمدة ووجدتني قد نمت نوما عميقا . كيف ؟ أن شيئا من ذلك أ, بعض ذلك لم يحدث لي من قبل .. وظننت أن هذه مرة لا تعود .. وفي اليوم التالي جئت وأسندت ظهري الى الرخام ومددت ساقي على الرخام ووضعت يدي على الرخام وجاء النوم ثوبا من البلاستيك الحريري يمنع عني جفاف الأرض وبرودة الجو وكأنني جنين في بطن أم .. وكأنني ولدت من جديد .. خاليا طاهرا مطهرا .. كيف ؟ لا أسأل ولكنها الراحة النفسية والسعادة العقلية والميلاد الجديد .. كيف ؟ لا يهمني أن أعرف . ولكن هذا ما حدث .. كيف تم التشخيص والعلاج في لحظة واحدة ؟ كيف تسرب كل ألم كل وجع كل قلق كل خوف .. كيف الشعور بالأمان والإيمان .. كيف أحسست بأن عفوا قد صدر كيف سمعت هذا الحكم القاطع النهائي يتردد في خلاياي .. كيف أنني محمول على أكتاف ملايين ملايين الخلايا تتظاهر وتهتف : مبروك يا حاج .. براءة ! .
كلام من سم !
الشحاذون ضاقت بهم الأرصفة الضيقة , ولا مكان لهم في الشوارع بعد أ، ازدحمت بالسيارات والعربات .. ولذلك هاجروا بملابس الإحرام الى السعودية والمسجد الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ..
وخرجت من تحت ملابس الإحرام الأيدي المدربة تتسول وتسرق وهكذا أصبحت الظاهرة السيئة عارا مصريا . وتعالت صرخات المصريين وغيرهم يتساءلون عن (فائض) التسول الذي أصبحت مصر تصدره الى جانب المدرسين والأطباء والمهندسين والعمال !
ويجب ألا نضع رؤوسنا في الأوراق أو في الرمال .
ولذلك لم أغضب مما كتبته صحيفة ديلي ميل في 25 إبريل الماضي بمناسبة زيارة الأميرة الحزينة ديانا الى مصر .. قالت الصحيفة إن الأهرامات العظيمة (رهينة) في أيدي الشحاذين الذين يهاجمون السياح حتى أصبح من الصعب على أي سائح أن يرى أي شيء أو يلتقط صورة لأي اثر .. ثم أنهم يطالبونك بالفلوس ومن المستحيل أن تتمكن لحظة واحدة من النظر الى الجبال الثلاثة الكبرى التي هي من صنع الإنسان .
بيانات الكتاب
الاسم : ثم ضاع الطريق
تأليف : أنيس منصور
الناشر : دار الكتب الحديثة
عدد الصفحات : 172 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل كتاب ثم ضاع الطريق
كلمة أولى ..
أسندت ظهري الى أحد الأعمدة ووجدتني قد نمت نوما عميقا . كيف ؟ أن شيئا من ذلك أ, بعض ذلك لم يحدث لي من قبل .. وظننت أن هذه مرة لا تعود .. وفي اليوم التالي جئت وأسندت ظهري الى الرخام ومددت ساقي على الرخام ووضعت يدي على الرخام وجاء النوم ثوبا من البلاستيك الحريري يمنع عني جفاف الأرض وبرودة الجو وكأنني جنين في بطن أم .. وكأنني ولدت من جديد .. خاليا طاهرا مطهرا .. كيف ؟ لا أسأل ولكنها الراحة النفسية والسعادة العقلية والميلاد الجديد .. كيف ؟ لا يهمني أن أعرف . ولكن هذا ما حدث .. كيف تم التشخيص والعلاج في لحظة واحدة ؟ كيف تسرب كل ألم كل وجع كل قلق كل خوف .. كيف الشعور بالأمان والإيمان .. كيف أحسست بأن عفوا قد صدر كيف سمعت هذا الحكم القاطع النهائي يتردد في خلاياي .. كيف أنني محمول على أكتاف ملايين ملايين الخلايا تتظاهر وتهتف : مبروك يا حاج .. براءة ! .
كلام من سم !
الشحاذون ضاقت بهم الأرصفة الضيقة , ولا مكان لهم في الشوارع بعد أ، ازدحمت بالسيارات والعربات .. ولذلك هاجروا بملابس الإحرام الى السعودية والمسجد الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ..
وخرجت من تحت ملابس الإحرام الأيدي المدربة تتسول وتسرق وهكذا أصبحت الظاهرة السيئة عارا مصريا . وتعالت صرخات المصريين وغيرهم يتساءلون عن (فائض) التسول الذي أصبحت مصر تصدره الى جانب المدرسين والأطباء والمهندسين والعمال !
ويجب ألا نضع رؤوسنا في الأوراق أو في الرمال .
بيانات الكتاب
الاسم : ثم ضاع الطريق
تأليف : أنيس منصور
الناشر : دار الكتب الحديثة
عدد الصفحات : 172 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل كتاب ثم ضاع الطريق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق