الجمعة، 25 يوليو 2014

لغز الحياة لــ مصطفى محمود


لغز الحياة... كلما تتوافر المعلومات بتقدم العلم وأدواته ،كلما تحير العقل البشري أمام هذه المعجزة. عن هذا اللغز قام الدكتور (مصطفى محمود) بتأليف هذا الكتاب فبدأ بشكل الحياة قبل ملايين السنين التى كانت تخلو من الضعف والشيخوخة ولا تعتمد على التزاوج والتلاقح.. لينتقل بعدها إلى تطور الحياة بعد الشجرة المحرمة ورحلتها مع الفناء. تتنوع ايضا موضوعات الكتاب لتشمل نظرية داروين ونظريات فرويد والقنبلة الذرية ولغات الحيوانات والحشرات وغيرها من ألغاز العلم والحياة التى يقدمها المؤلف بأسلوب مميز ومضمون خاص يحمل نظرة جديدة إلى العالم من حولنا

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الحقيقة أكثر ادهاشا من السحر والخيال والمعجزة انها هي نفسها المعجزة ...
ان خروجي من بطن التمساح حيا وابتلاعي سكينا واخراجي للشمس من كمي ... ليست معجزات انها بهلوانيات وخوارق للنظام والمعجزة الحقيقية لا تكون في خرق النظام وانما المعجزة الحقيقية هي في احلال النظام .
ان شروق الشمس من الشرق كل يوم ومنذ ملايين ملايين السنين ودورانها في فلك واحد من الشرق الى الغرب في دقة ونظام أكثر اعجازا من خروجها من كمي مرة وخروجها من تحت ابطي مرة أخرى .
ان معجزة الكون في انضباطه بقوانين محكمة دقيقة ..
لغز الحياة  لــ مصطفى محمود ان معجزته هي في حلول النظام والترتيب في كتلته المهوشة العمياء من المادة وانتظامها في تواليف وتراكيب هندسية جميلة .
ان الحاوي الذي يمزق المنديل الى عشرات القصاصات ثم يعيده الى صورته الأولى أمام عينيك قد يدهشك ولكن الحياة تقدم كل يوم في بساطة وتواضع ما هو أكثر اعجازا من هذه اللعبة .
ان الاسفنج الذي تمزقه الدوامات البحرية والأسماك المتوحشة ألف قطعة وقطعة .. ما تلبث كل قطعة فيه أن تسبح مع الماء وتنمو اسفنجا جديدا كاملا .
وأنت لن تستطيع أن تتصور الى أي مدى يستطيع حيوان الاسفنج أن يتحمل التمزق .. ولكن البروفسور ويلسون أستاذ علم الحيوان قام باجراء تجربة بديعة .. مزق فيها الاسفنج فتافيت صغيرة بابرة ثم طرقه بشدة بمطرقة ثم طحنه وهرسه وعصره في قماش دقيق الثقوب .. ثقوبه أدق من ثقوب المنخل ومن النخالة التي سقطت بعد هذا التمزق والهرس والطحن الرهيب استطاع الاسفنج أن يتخلق من جديد ... من كل نقطة .. ومن كل ذرة ... وينمو الى صورته السوية وكأن لا شيء حدث ...
هذه حقيقة ولكنها في ذات الوقت معجزة أكثر اعجازا من سحر الساحر الذي مزق المنديل ألف قطعة ثم اعاده منديلا من جديد .
وقد كنت دائما أشعر بأن في طبيعة الحياة على بساطتها سرا عميقا ولغزا معجزا ... يستحق التأمل الطويل والبحث المتصل .
كانت الحياة دائما تشغلني .
هذه القدرة الخارقة في الحياة على أن تعبئ نفسها وتحارب قوى التمزق وتحافظ على تماسكها ووحدتها في مواجهة ظروف تبعثرها وتشتتها في كل لحظة .. هذه القدرة دائما تدلني على أن جوهر الحياة واحد بالرغم من تعدد الكائنات الحية وتنوعها ... جوهر واحد لا يقبل التقسيم ولا التجزئة جوهر مبثوث في كل جزء وفي كل بضعة بروتوبلازم بحيث يصبح كل جزء قادرا على أن يصبح كاملا .
ان السكين التي قطعت الاسفنج لم تستطع أن تقطع جوهر الحياة فيه , لأن الحياة شيء بسيط كالصفة منبثة في كل الأجزاء الحية ... شيء لا يقبل القسمة .
وما حدث في الاسفنج يحدث في كثير من النباتات ... كثير من النباتات تنمو بالتقليم أي قلامة تقطع منها وتزرع .. تنمو وتستحدث لها بنية جديدة وتعيد تخلق كل الأجزاء التي تنقصها وفي هذا ما يدل على أن كل جزء من النبات يحتوي بطريقة ما على كل تفاصيل النبات مطبوعة ف باطنه تماما كما يحتوي الجنين على صورة الانسان بكامل أعضائه باطنة في خلاياه .
اذا قطعت قلامة من شجرة صفصاف وزرعتها فانها ما تلبث أن تنمو شجرة كاملة يخرج الجذر من طرف القلامة السفلى وتخرج الفروع من الطرف العلوي واذا قلبت القلامة عاليها سافلها خرجت الجذور من تحت والفروع من فوق .

بيانات الكتاب

الاسم : لغز الحياة 
تأليف : مصطفى محمود 
الناشر : دار اخبار اليوم
عدد الصفحات : 100 صفحة
الحجم : 26 ميجا بايت
تحميل كتاب لغز الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق