يجد القارئ نفسه أمام علم لنيكوس كازنتزاكي ليس كزوربا والإغواء الأخير والأخوة الأعداء وتقرير إلى إلجريكو والمسيح يصلب من جديد وغيرها... يجد نفسه هذه المرة أمام عمل من نوع خاص؛ هو عمل نسجه كازنتزاكي في عزلته الأخيرة، خيطاً خيطاً، على غرار بعض الكائنات التي تبكر فجراً من أجل اصطياد ما تجود به الدنيا وتلهف إليه الروح... هذا العمل المختلف والرائع هو حياته التي أرادها كما عاشها وعاشها أيضاً كما أرادها لأنه يرفض كل ما هو مختلف عما رسمه لنفسه من مبادئ ورغبات وسلوك، ورؤية للعالم قبل كل شيء.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
لا يستطيع قارئ هذا الكتاب أن يخرج سليما من " عدوى " ما , وحتى اذا كان هذا القارئ من غير المتحمسين لأعمال نيكوس كازنتزاكي و " المسيح يصلب من جديد " وغيرها فانه يجد نفسه هذه المرة أمام عمل من نوع خاص هو عمل نسجه كازنتزاكي في عزلته الأثيرة خيطا خيطا على غرار بعض الكائنات التي تبكر فجرا من أجل اصطياد ما تجود به الدنيا وتتلهف اليه الروح .
هذا العمل المختلف والرائع هو حياته التي أرادها كما عاشها , وعاشها أيضا كما أرادها لأنه كان يرفض كل ما هو مختلف عما رسمه لنفسه من مبادئ ورغبات وسلوك ورؤية للعالم قبل كل شيء .
تلك الرؤية التي لم تقتصر على الارث الاغريقي وسير عظماء اليونان بل اغتنت أيضا منذ البدء برؤى اشراقية متأتية من تأثر كازنتزاكي العارم بفريدريك نيتشه , وهنري برغسون " وقد تتلمذ على يديه ف باريس " والتصوف البيزنطي والاسلامي لذلك نجد قاموسه اللغوي غنيا بمفردات ومصطلحات مثل الروح , الجسد في ثنائيتهما الأبدية وكذلك الوثبة الخلاقة " أو الوثوب الخلاق " ولحظة الحدس الاشراقي والأحاسيس بمختلف معادلاتها اللغوية الممكنة والكائن الأسمى المتفوق ..الخ .
لكن ذلك لم يمنع كازنتزاكي من النهل انطلاقا من روح الشعب المعذبة في جزيرته " كريت " كما في أرجاء العالم معتبرا أن الروح السامية تلعب دور " المحامي " الذي يرافع أمام محكمة الكون ودفاعا عن عامة الناس وقضاياهم النبيلة غير أن ذلك الدفاع يثري الروح بدورها لأنها كما في " زوربا " تقارع فلسفة أخرى , هي فلسفة العيش التي يرسمها رجل من عامة الشعب يدعى زوربا وسوف نجده في هذا الكتاب رجلا من لحم ودم عبر رسائله , متابعا لعبته العبثية هربا من العجز والشيخوخة " لم أتزوج الا من باب المزاح السيدة زوجتي توفيت , وحسنا فعلت , لا أخشى الموت ولا أخشى أخطر عناصر الطبيعة حتى اذا جاء ذنب نيزك ليضربنا ويحولنا الى سلاطة طماطم .. الشيخوخة تخيفني وأجد نفسي تحت رحمة قرار عائلي يأمرني بمراقبة وحش طفل صغير حتى لا يحرق نفسه حتى لا يسقط حتى لا يتعلم الرذالات "
ذلك ما يكتبه في رسالة الى كازنتزاكي بعد هجرته الى مناجم أخرى في صربيا بحثا عن المال الذي " يستر "به شيخوخته .
وليس الشخوص وحدهم هم الذين يتقاطعون في حياة كازنتزاكي وأعماله كما لاحظنا مع زوربا بل هناك اللغة أيضا , اذ أن بعض المقاطع غي رسائله تتشابه والكثير من المقاطع في مؤلفاته ولا سيما " الأوديسة " التي ظلت ترافقه طيلة حياته " كمشروع عمر " وفي وعي كازنتزاكي أنها رؤية معاصرة ل " عوليس " بعد حوالي ثلاثين قرنا من تحركه في الأوديسة الأولى , أي " أوديسة " هوميروس .
وقد جاءت " أوديسة " كازنتزاكي في 33333 بيتا شعريا معتمدة وزنا مبتكرا .
أيتها الشمس يا مشرقي الكبير يا قبعة تفكيري الذهبية , تتملكني رغبة في اللعب ما دمت تعيشين وأعيش أيضا كي نبهج قلبينا هذه الأرض طيبة وهي تلائمنا .
بيانات الكتاب
الاسم : المنشق نيكوس كازانتزاكي
تأليف : ايلينى كازنتزاكى
الترجمة : محمد على
الناشر : دار الآداب
عدد الصفحات : 553 صفحة
الحجم : 12 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
هذا العمل المختلف والرائع هو حياته التي أرادها كما عاشها , وعاشها أيضا كما أرادها لأنه كان يرفض كل ما هو مختلف عما رسمه لنفسه من مبادئ ورغبات وسلوك ورؤية للعالم قبل كل شيء .
تلك الرؤية التي لم تقتصر على الارث الاغريقي وسير عظماء اليونان بل اغتنت أيضا منذ البدء برؤى اشراقية متأتية من تأثر كازنتزاكي العارم بفريدريك نيتشه , وهنري برغسون " وقد تتلمذ على يديه ف باريس " والتصوف البيزنطي والاسلامي لذلك نجد قاموسه اللغوي غنيا بمفردات ومصطلحات مثل الروح , الجسد في ثنائيتهما الأبدية وكذلك الوثبة الخلاقة " أو الوثوب الخلاق " ولحظة الحدس الاشراقي والأحاسيس بمختلف معادلاتها اللغوية الممكنة والكائن الأسمى المتفوق ..الخ .
لكن ذلك لم يمنع كازنتزاكي من النهل انطلاقا من روح الشعب المعذبة في جزيرته " كريت " كما في أرجاء العالم معتبرا أن الروح السامية تلعب دور " المحامي " الذي يرافع أمام محكمة الكون ودفاعا عن عامة الناس وقضاياهم النبيلة غير أن ذلك الدفاع يثري الروح بدورها لأنها كما في " زوربا " تقارع فلسفة أخرى , هي فلسفة العيش التي يرسمها رجل من عامة الشعب يدعى زوربا وسوف نجده في هذا الكتاب رجلا من لحم ودم عبر رسائله , متابعا لعبته العبثية هربا من العجز والشيخوخة " لم أتزوج الا من باب المزاح السيدة زوجتي توفيت , وحسنا فعلت , لا أخشى الموت ولا أخشى أخطر عناصر الطبيعة حتى اذا جاء ذنب نيزك ليضربنا ويحولنا الى سلاطة طماطم .. الشيخوخة تخيفني وأجد نفسي تحت رحمة قرار عائلي يأمرني بمراقبة وحش طفل صغير حتى لا يحرق نفسه حتى لا يسقط حتى لا يتعلم الرذالات "
ذلك ما يكتبه في رسالة الى كازنتزاكي بعد هجرته الى مناجم أخرى في صربيا بحثا عن المال الذي " يستر "به شيخوخته .
وقد جاءت " أوديسة " كازنتزاكي في 33333 بيتا شعريا معتمدة وزنا مبتكرا .
أيتها الشمس يا مشرقي الكبير يا قبعة تفكيري الذهبية , تتملكني رغبة في اللعب ما دمت تعيشين وأعيش أيضا كي نبهج قلبينا هذه الأرض طيبة وهي تلائمنا .
بيانات الكتاب
الاسم : المنشق نيكوس كازانتزاكي
تأليف : ايلينى كازنتزاكى
الترجمة : محمد على
الناشر : دار الآداب
عدد الصفحات : 553 صفحة
الحجم : 12 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق