تتجوّل عبر مقالات قصيرة لا تزيد عن 3 صفحات خلال لقطات
تلتقطها انامل د / احمد من الحياة وواقع المجتمع المصري
قرأت بعضها قبلا والباقي كان جديدا
ظريفة ومنوّعة وصادقه
ومضحكة لكنّه ضحك يحمل في طيّاته ألما ع واقعنا :))
أكثر ماراقني :
* بلا تحيز :
بريجيت لفظة روسية تعني محاولة تقويم العصا المثنية بحيث تنحني الي الناحية الاخري
وهذا مايحدث احيانا فالحرص ع العدل وعدم التحيز قد يدفع الناس لاقسي انواع الظلم
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
أبوه كان معلما في ذات المدرسة ومنذ اليوم الأول عرف صاحبنا أنه شخص غير عادي وأنه متميز بين باقي الطلاب كان أبوه يمر على الفصل في أثناء الدرس ليحيي زميله هذا أو ذاك , ثم يشير لابنه ويقول :
" هو ابنك كما أنه ابني .. أريد أن تلقنه درسا وأن تحطم دماغه اذا اقتضى الأمر ! "
فيهز الزميل رأسه أن سمعا وطاعة , هكذا كان طلاب الصف يخطئون في هجاء كلمة " استثنائي" أو ضرب 316 في 789 .. يتلقون اللوم جميعا لكنه هو بالذات يتلقى علقة ساخنة يقول له المعلم وهو يلوي أذنه حتى ليوشك على اقتلاعها من مكانها :
" أبوك طلب منا أن نعاقبك بقسوة .. وأنا بهذا أقدم له خدمة " كان أول درس تعلمه هو أن الحرص على العدل وعدم التحيز قد يدفع الناس لأقسى أنواع الظلم ! ولكم تمنى لو عومل كزملائه في الصف الذين ليس لهم آباء في نفس المدرسة .
كان يتشاجر مع زميله الطفل فيسدد له كلمة ويرد زميله بمثلها هنا يهرع الصبي الىخر الى أبي صاحبنا يشكو له ابنه الذي ضربه ..
يكون رد فعل الأب عنيفا جدا ويعاقبه بقسوة كي يبرهن على أنه ليس متحيزا ..
أما عندما يوجه أحد المعلمين سؤالا صعبا للصف فانه يختص صاحبنا به دون سواه , " كيف لا تعرف الاجابة ؟ .. أنت ابن الأستاذ " فلان " ولابد أنك تعرف "
فلا تمر ساعة حتى يكون أبوه قد عرف الخبر .. ابنك لا يعرف اعراب " قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل " هكذا يكون عقابه في البيت مرعبا لأنه جلب العار على أبيه .
عندما كبر صاحبنا صار كاتبا متوسط الشهرة والنجاح , تعرف على ناقد أدبي شهير وصارت بينهما صداقة حميمة كان الأدباء الآخرون يرون الاثنين معا طيلة الوقت فيصيحون في خبث :
" يا لك من محظوظ ! .. يمكنك أن تنشر قائمة المشتريات الخاصة ببيتك أو فاتورة الكهرباء ولسوف يشيد بها هذا الناقد في كل المحافل الأدبية " .
كتب روايته الأولى التي شعر بأنها جيدة ونشرها ..
عندما فتح مجلة مخصصة للنقد الأدبي , وجد مقالا عن الرواية كتبه صديقه الناقد يبدأ بالكلمات التالية :
" برغم صداقتي القوية مع الأديب الشاب " فلان " فان هذا يجب ألا يمنع المرء من أن يكون صريحا وأن يراعي ضميره الأدبي "
ثم انهال بالشتائم على الرواية وكاتبها الذي هو , اما مجنون أو هو لم يحصل على الشهادة الابتدائية بعد .
الحبكة مفككة واللغة ركيكا والشخصيات سطحية .. الرواية مملة وسخيفة وخالية من الأصالة ... الخ .
لم يعتقد صاحبنا قط أنه تولستوي , لكنه لم يعتقد كذلك أن الرواية بهذا السوء , التفسير الوحيد الممكن هو " عقدة العدالة " اياها يريد الناقد أن يثبت أن صداقتهما لم تمنعه من أن يكون عادلا وربما قاسيا كذلك .. لو لم يكونا صديقين لحاكم الرواية بتساهل أكثر ولراقت له كذلك ...
بيانات الكتاب
الاسم : ضحكات كئيبة
تأليف : احمد خالد توفيق
الناشر : سبارك للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 245 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
تلتقطها انامل د / احمد من الحياة وواقع المجتمع المصري
قرأت بعضها قبلا والباقي كان جديدا
ظريفة ومنوّعة وصادقه
ومضحكة لكنّه ضحك يحمل في طيّاته ألما ع واقعنا :))
* بلا تحيز :
بريجيت لفظة روسية تعني محاولة تقويم العصا المثنية بحيث تنحني الي الناحية الاخري
وهذا مايحدث احيانا فالحرص ع العدل وعدم التحيز قد يدفع الناس لاقسي انواع الظلم
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
أبوه كان معلما في ذات المدرسة ومنذ اليوم الأول عرف صاحبنا أنه شخص غير عادي وأنه متميز بين باقي الطلاب كان أبوه يمر على الفصل في أثناء الدرس ليحيي زميله هذا أو ذاك , ثم يشير لابنه ويقول :
" هو ابنك كما أنه ابني .. أريد أن تلقنه درسا وأن تحطم دماغه اذا اقتضى الأمر ! "
فيهز الزميل رأسه أن سمعا وطاعة , هكذا كان طلاب الصف يخطئون في هجاء كلمة " استثنائي" أو ضرب 316 في 789 .. يتلقون اللوم جميعا لكنه هو بالذات يتلقى علقة ساخنة يقول له المعلم وهو يلوي أذنه حتى ليوشك على اقتلاعها من مكانها :
" أبوك طلب منا أن نعاقبك بقسوة .. وأنا بهذا أقدم له خدمة " كان أول درس تعلمه هو أن الحرص على العدل وعدم التحيز قد يدفع الناس لأقسى أنواع الظلم ! ولكم تمنى لو عومل كزملائه في الصف الذين ليس لهم آباء في نفس المدرسة .
كان يتشاجر مع زميله الطفل فيسدد له كلمة ويرد زميله بمثلها هنا يهرع الصبي الىخر الى أبي صاحبنا يشكو له ابنه الذي ضربه ..
يكون رد فعل الأب عنيفا جدا ويعاقبه بقسوة كي يبرهن على أنه ليس متحيزا ..
أما عندما يوجه أحد المعلمين سؤالا صعبا للصف فانه يختص صاحبنا به دون سواه , " كيف لا تعرف الاجابة ؟ .. أنت ابن الأستاذ " فلان " ولابد أنك تعرف "
فلا تمر ساعة حتى يكون أبوه قد عرف الخبر .. ابنك لا يعرف اعراب " قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل " هكذا يكون عقابه في البيت مرعبا لأنه جلب العار على أبيه .
عندما كبر صاحبنا صار كاتبا متوسط الشهرة والنجاح , تعرف على ناقد أدبي شهير وصارت بينهما صداقة حميمة كان الأدباء الآخرون يرون الاثنين معا طيلة الوقت فيصيحون في خبث :
" يا لك من محظوظ ! .. يمكنك أن تنشر قائمة المشتريات الخاصة ببيتك أو فاتورة الكهرباء ولسوف يشيد بها هذا الناقد في كل المحافل الأدبية " .
كتب روايته الأولى التي شعر بأنها جيدة ونشرها ..
عندما فتح مجلة مخصصة للنقد الأدبي , وجد مقالا عن الرواية كتبه صديقه الناقد يبدأ بالكلمات التالية :
" برغم صداقتي القوية مع الأديب الشاب " فلان " فان هذا يجب ألا يمنع المرء من أن يكون صريحا وأن يراعي ضميره الأدبي "
ثم انهال بالشتائم على الرواية وكاتبها الذي هو , اما مجنون أو هو لم يحصل على الشهادة الابتدائية بعد .
لم يعتقد صاحبنا قط أنه تولستوي , لكنه لم يعتقد كذلك أن الرواية بهذا السوء , التفسير الوحيد الممكن هو " عقدة العدالة " اياها يريد الناقد أن يثبت أن صداقتهما لم تمنعه من أن يكون عادلا وربما قاسيا كذلك .. لو لم يكونا صديقين لحاكم الرواية بتساهل أكثر ولراقت له كذلك ...
بيانات الكتاب
الاسم : ضحكات كئيبة
تأليف : احمد خالد توفيق
الناشر : سبارك للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 245 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق