الخميس، 24 يوليو 2014

المكتبة في الليل لــ ألبرتو مانغويل

بصرف النظر عن الأدب وعلم اللاهوت، فإن قلة يمكنهم الشك بأن الميزة الرئيسية لكوننا هي افتقاره للمعنى، والهدف الواضح. غير أننا، وبتفاؤل محير، ماضون في حشد كل قصاصة ورق من المعلومات التي يمكننا جمعها في لفائف وكتب وأقراص كمبيوتر، في رف بعد رف من المكتبة، سواء كانت مادية، وهمية، أو غير ذلك، وعلى نحو مثير للشفقة، بهدف إضفاء شكل من الإحساس والنظام على العالم، بينما نحن نعي جيداً، مهما أردنا أن نصدق العكس، بأن مسعانا للأسف مآله الفشل.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
" كان عندي دائما هذا المزاج المتلون " وان كان متفاوتا " , ومثل كلب صيد هائج ينبح على كل طير يراه تاركا لعبته , لاحقت كل شيء عدا ما هو مهم ويمكنني أن أتذمر بحق " فمن هو في كل مكان هو ليس في أي مكان " ...
ذلك أنني مع الافتقار الى منهج جيد قرأت كثيرا من الكتب دون نتائج تذكر , اذ عثرت بارتباك تام على عدد كبير من مؤلفين في مكتبتنا دون فائدة مع الافتقار الى النظام والفن والذاكرة والبصيرة " . روبرت برتن , تشريح السوداوية
نقطة البداية , هي سؤال .
المكتبة في الليل لــ ألبرتو مانغويل بصرف النظر عن الأدب وعلم اللاهوت فان قلة يمكنهم الشك بأن الميزة الرئيسية لكوننا هي افتقار للمعنى والهدف الواضح غير أننا وبتفاؤل محير ماضون في حشد كل قصاصة ورق من المعلومات التي يمكننا جمعها في لفائف وكتب وأقراص كومبيوتر في رف بعد رف من المكتبة , سواء كانت مادية وهمية أو غير ذلك وعلى نحو مثير للشفقة بهدف اضفاء شكل من الاحساس والنظام على العالم بينما نحن نعي جيدا مهما أردنا أن نصدق العكس بأن مسعانا للأسف مآل الفشل .
لم اذن نفعل ذلك ؟ بالرغم من معرفتي منذ البداية بأن السؤال سيبقى على الأرجح دون جواب , فقد بدا لي البحث جديرا بالعناء كرمى للبحث نفسه .
بما أن اهتمامنا بالسرد الدقيق للتواريخ والأسماء أقل من ولعنا اللامحدود بالتجميع فقد قررت أن أبدأ بالكتابة , لا كي أصنف تاريخا آخر للمكتبات أو أضيف مجلدا آخر للمجموعة الواسعة بشكل مرعب في علم المكتبات بل كي أسجل فقط وقائع دهشتي . " لا بد أنه أمر ملهم ومثير للمشاعر معا " .
كتب روبرت لويس ستيفنسون قبل قرن " حين لا يكف عرقنا عن بذل الجهود في حقل فيه النجاح معدوم " .
كانت المكتبات مكتبتي الخاصة أو تلك العامة التي أشارك فيها جموع القراء , تبدو لي دائما أمكنة مجنونة على نحو ممتع وبقدر ما تسعفني الذاكرة كنت مفتونا بمنطقها الشائك الذي يفيد بأن العقل " ان لم يكن الفت " يحكم الترتيب المتنافر للكتب .
أحس بمتعة المغامرة حين أفقد نفسي وسط الأكداس المكتظة مؤمنا بشكل خرافي بأن الهرمية الراسخة للحروف والأرقام ستقودني ذات يوم لغاية موعودة , كانت الكتب ولزمن طويل أدوات للفنون الالهية " مكتبة كبيرة " يقول نورثروب فراي متأملا , في واحد من دفاتر مذكراته العديدة " تنطوي حقا على موهبة في كل من اللغات والفعاليات الواسعة من الاتصال التخاطري " .
في ظل مثل هذا الوهم المتناغم قضيت نصف قرن بجمع الكتب , وبكرم لا حد له قدمت لي كتبي كل أنواع الاشراقات دون أن تسأل شيئا بالمقابل .
" مكتبتي " كتب بتراركا الى صديق له " ليست مجموعة جاهلة حتى لو كانت تنتمي الى شخص جاهل " مثل كتب بتراركا , كتبي تعرف أكثر مني الى حد لا متناه وانني حتى ممتن منها لأنها تجيز حضوري بينها .
أحيانا أشعر بأني أسيء استخدام هذا الامتياز , حب المكتبات مثل أكثر المحبات ينبغي أن يكتسب بالتعلم ما من أحد يخطو أول مرة داخل غرفة مليئة بالكتب وبامكانه أن يعرف بالغريزة كيف يتصرف , ماذا يتوقع ما الذي سيناله وما هو المتاح ؟ قد يتملك المرء الرعب بسبب الفوضى والاتساع والصمت والمراقبة والتذكير الساخر بأن الانسان لا يعرف كل شيء وتتملكه بقايا من احاسيس غامرة تظل لصيقة به , حتى بعد أن تغدو الطقوس والتقاليد معروفة وتتكشف معالم الجغرافيا وتصبح الأقوام المتوحشة أليفة .
في طيش فتوتي , حين كان أصدقائي يحلمون بمآثر بطولية في حقول الهندسة والقانون والمال والسياسة كان حلمي أن أصبح أمين مكتبة لكن الكسل والولع الذي لا يكبح بالسفر قررا شيئا آخر .
بيانات الكتاب
الاسم : المكتبة في الليل
تأليف : ألبرتو مانغويل
الترجمة : عباس المفرجي
الناشر : دار المدى
عدد الصفحات : 270 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
تحميل كتاب المكتبة في الليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق