كتابٌ جمع فيه الإمام ابن الجوزي أحداثاً حقيقيةً و قعت بالفعل لبعض الحمقي و المغفلين ، من قبيل الترويح عن النفوس و للتحذير من أمثال هؤلاء الحمقى. ـ
مقتطفات من الكتاب
ابن الجوزي
508 _ 597 هـ
1114 _ 1201 م
هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ الملقب جمال الدين الحافظ .
و " الجوزي " نسبة الى محلة في البصرة تسمى محلة الجوز أو مشرعة الجوز .
ولد في بغداد سنة 508 هـ - 1114 م وتوفي والده وهو طفل فاعتنى به خاله أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي وعلمه جميع الفنون المعروفة في عصره , وكان من أساتذته الأديب أبو منصور الجواليقي , والمحدث ابن الطبر الحريري والعالم بالقراءات أبو منصور محمد بن خيرون وغيرهم كثير .
كان شغوفا بتحصيل العلم وكان يقوم برحلات طويلة في سبيل ذلك يقول في كتابه " صيد الخاطر " :
" كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث وأقعد على نهر عيش فلا أقدر على أكلها الا عند المساء فكلما أكلت لقمة شربت عليها وعين همتي لا ترى الا لذة تحصيل العلم " .
وتوفي ابن الجوزي ليلة الجمعة ثاني عشر رمضان سنة 597 _ 1201 م ببغداد ودفن فيها بباب حرب في يوم مشهود اذ ازدحم الناس لتشييعه الى مثواه الأخير فغلقت الأسواق وأفطر بعضهم لشدة الزحام والحر , لم يصل الى حفرته عند قبر الامام أحمد بن حنبل الى وقت صلاة الجمعة .
كان ابن الجوزي علامة عصره وامام وقته في الحديث وصناعة الوعظ , صنف في فنون تناولت جميع علوم عصره وكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئا كثيرا والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا : " انه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل " .
ويقال انه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شيء كثير وأوصى ان يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته , ففعل ذلك فكفت وفضل منها .
كان ابن الجوزي يضن بوقته اذ يرى أن العمر شرف يجب أن يصان من الضياع وها هو يقول :
" رأيت خلقا كثيرين يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة فلما رأيت الزمان أشرف شيء كرهت ذلك , وبقيت معهم بين أمرين ان أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف وان تقبلته منهم ضاع الزمان فصرت أدافع اللقاء جهدي فاذا غلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ثم أعددت أعملا لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد " الورق " وبري الأقلام وحزم الدفاتر فان هذه الأشياء لا بد منها ولا تحتاج الى فكر وحضور قلب فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي نسأل الله أن يعرفنا شرف أوقات العمر " .
بيانات الكتاب
تأليف : عبد الرحمن بن الجوزي
الناشر : دار الفكر العربي للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 206 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق