الأحد، 27 يوليو 2014

أكل العيش لــ مصطفى محمود

اريد لحظة انفعال .. لحظة حب .. لحظة دهشة ..لحظة معرفة .. لحظة تجعل لحياتى معنى .. إن حياتى من أجل أكل العيش لا معنى لها ، لانها مجرد استمرار
هذه هى مقدمة الكتاب، يقدم فيها الكاتب ملخص لقصصه السبع، وشخصياته المتعدد، والتى تبدو شخصا واحدة من نسج بيئة الخمسينيات، ذو أوجه متعددة. تجتمع الشخصيات على اختلافها على تلك النظرة الرافضة الناقمة على حياتها، ومتطلعة إلى حياة أفضل بعيد عن مجرد الاستمرار كما يسمية الكاتب.
مقتطفات من الكتاب
الإنسان يعلو على الإنسان
دراسة نقدية
المتناهي في الصغر والمتناهي في الكبر , هذان هما المداران اللذان يدور في فلكهما أدب مصطفى محمود , بل وفكر مصطفى محمود . المتناهي في الصغر هو البداية الأولى للحياة , والمتناهي في الكبر هو النهاية الأخيرة للكون , وفيما بين الحدين يقع الإنسان , قمة التطور في الحياة , ومحور الوعي في الكون .
على أنه المتناهي في الصغر لا قيمة له في طبيعته وإنما قيمته في معناه , وكان المتناهي في الكبر لا أهمية له في ذاته وإنما أهميته فيما وراءه من معنى , فالأميبا الحية أو الجرم السماوي كلاهما إن دلا على شيء فإنما يدلان على الإنسان وإن كانت لهما أهمية أكل العيش لــ مصطفى محمود فمن خلال الإنسان . وإذا كان " الميكروسكوب " هو وسيلتنا في إدراك المتناهي في الصغر وكان " التلسكوب " وهو أداتنا في إدراك المتناهي في الكبر , فإن الوعي أو البصيرة النافذة هي سبيل الوصول الى الإنسان .. الجامع بين المتناهيين في الصغر وفي الكبر . وكما يحتوي الإنسان في داخله على هذين البعدين , يحتوي الوعي كذلك على بعدين آخرين , يحتوي على " العقل " و " الشعور " , فعند مصطفى محمود أن الوعي هو سبيل الوصول الى المعرفة , وليست هي المعرفة التلقائية التي تتم بدون معاناة بل هي عملية شاقة قوامها فاعلية العقل ونشاطه , وقوامها العمليات الذهنية بما تنطوي عليه من تدليل واستدلال . وعلى ذلك فالوعي عند مصطفى محمود أعلى من العقل وليس أدنى منه ,أو هو على الأصح معرفة فائقة للعقل تسمو على كل لون من ألوان النظر الاستدلالي الخالص , أو على حد قول الفيلسوف هنري برجسون : " إن الوعي ليس إلا ضربا عاليا من التفكير " . وليس معنى هذا أن الوعي هو الشعور , وإنما الوعي شيء آخر , فالشعور مقصور على التقاط المعطيات وإيرادها في تياره , أما الوعي فقادر على تعقل هذه المعطيات , ومع ذلك لا يمكننا أن نفصل بين الوعي والشعور , أو أن نباعد بينهما , لأن كلا منهما لا ينفصل عن الآخر , ولا يمكن أن يفهم في استقلال عنه , فليس الوعي عند مصطفى محمود مغايرا للشعور , بل هو مجانس له , وليس أدنى بل هو أعلى , أو هو على حد قول وليم جيمس : " إدراك فائق للشعور " .
من فوق هاتين الركيزتين المحوريتين , الوعي والإنسان , الوعي كأداة للمعرفة , والإنسان كموضوع للمعرفة , انطلق مصطفى محمود في كتبه وكتاباته سواء الفلسفي منها على مستوى التفكير , أو الأدبي على مستوى التعبير .
وهو لم ينطلق انطلاقة أي كاتب تقليدي يقول ما عنده , ثم يستدير ليقول ما عند الآخرين , وإنما انطلق بإمكانيته الفنية الهائلة التي جمع فيها إحساس الأديب وإدراك الفيلسوف , ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري جديد , فيه عمق الفكرة ودفئ العبارة , فيه البصر الذي يوحي بالبصيرة
بيانات الكتاب
الاسم : أكل العيش
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار العودة
عدد الصفحات : 67 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب أكل العيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق