يتصدر الكتاب مجموعة من الإضاءات التي تمهد لمحتواه, وهذه العبارات بمثابة ملخص للأفكار الواردة فيه. يحتوي على مجموعة من القصص ( الواقعية والخيالية) كحكاية الحكيم كونفوشيوس والمرأة والنمر , فكرة ابن خلدون, ورؤية براتراند راسل.
مقتطفات من الكتاب
قصة الحكيم كونفوشيوس والمرأة والنمر
تقول القصة : ان " كونفوشيوس " مر على مقربة من جبل " تاي " فأبصر امرأة تقف الى جانب أحد القبور وتبكي بمرارة وحرقة فسارع المعلم اليها , وبعث تلميذه " تسي – لو " يسألها : انك لتبكين يا امرأة وكأنك احتملت من الأحزان فوق الأحزان .
فردت المرأة تقول : وكذلك الأمر فقد قتل نمر من قبل والد زوجي في هذا الموقع وقد قتل زوجي أيضا وها هو ولدي قد مات الميتة نفسها أيضا .
فقال المعلم : ولماذا ... لماذا لم تتركوا هذا المكان ؟ فردت المرأة : ليست هنا حكومة ظالمة .
فقال المعلم آنذاك تذكروا قولها يا أولادي : ان الحكومة الظالمة أشد فظاعة من النمر . نعم ان الحياة في غابة أفضل من الحياة في مجتمع من دون قانون .
ويعقب الفيلسوف البريطاني " برتراند راسل " في كتابه " السلطان " على هذه الواقعة للتأكد من كون الحكومة أقل فظاعة من النمر فيرى أن مشكلة ترويض السلطان موضوع قديم : وظن الطاويون أنها مشكلة لا تحل فنصحوا بالفوضوية ... وجرب العالم الحكم العسكري المطلق والثيوقراطي والملكية الوراثية وحكم القلة والنظام الديموقراطي وحكم القديسين ويدل كل هذا على أن مشكلتنا لم تحل بعد .
ويذكر امام عبد الفتاح امام تجربة اجتماعية رهيبة في كتابه " الطاغية " أن العادة جرت في بلاد فارس قديما عندما يموت الملك أن يترك الناس خمسة أيام بغير ملك وبغير قانون حيث تعم الفوضى والاضطراب جميع أنحاء البلاد وكأن الهدف من وراء ذلك هو أنه وبنهاية هذه الأيام الخمسة وبعد أن يصل السلب والنهب والاغتصاب الى أقصى مدى فان من يبقى منهم على قيد الحياة بعد هذه الفوضى الطاحنة سوف يكون لديهم ولاء حقيقي وصادق للملك الجديد اذ تكون التجربة قد علمتهم مدى رعب الحالة التي يكون عليها المجتمع اذا غابت السلطة السياسية .
ويرى " راسل " أن الدولة يمكن أن تمارس ضغطها الساحق في صور شتى كما في علاقتنا بالحيوانات سواء بتعليق الخاروف بحبل وشده بعنف وهو السلطان العاري أو عندما يلحق الحمار الجزرة مقتنعا أن مصلحته في أن يفعل ما نريد أو الحيوانات التي تتقن التمثيل وسطا بين هذين الصنفين أو بصورة مغايرة كما في قطعان الأغنام عندما نريد حملها الى البواخر فنجر قائد القطيع بالقوة فلا تلبث حيوانات القطيع الأخرى أن تسير وراءه راضية مختارة .
وحسب " راسل " فان : حالة الخاروف تتمثل في سلطان الشرطة والقوات العسكرية وتمثل حالة الحمار والجزرة سلطان الدعاية .
وتظهر الحيوانات الممثلة قوة التعليم فتؤدي الجماهير التحية للقائد البطل .
أما القطيع الذي يتبع قائده المقهور على ارادته فيتمثل في السياسات الحزبية عندما يكون زعيم الحزب أو قائده موثوقا الى زمرة من الناس .
ويرى " راسل " أن المخلوقات البشرية لابد لها من أن تعيش على نحو جماعي ولكن رغباتها خلافا لرغبات النحل تبقى فردية ومن هنا تنشأ المتاعب والحاجة الماسة الى قيام حكومة .
وعند هذا الخيار الموجع بين " فوضى الغابة " و " طغيان الدولة " ولدت الحكومات ولكن مع عدم التكافؤ في السلطان " اذ ان من يملكون أكثره يستخدمونه لتحقيق رغباتهم التي تتعارض مع رغبات المواطنين العاديين وهكذا فان الطغيان والفوضى يتشابهان في نتائجهما المدمرة " .
أو كما قال " أفلاطون " في كتابه " الجمهورية " : " ان عقيدتي وقصة " كونفوشيوس " مع المرأة تفتح الباب لفهم سيكولوجية الطغيان .
بيانات الكتاب
الاسم : رسالة في الاستبداد
تأليف : خالص جلبي
الناشر : مركز الناقد الثقافي
عدد الصفحات : 98 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب رسالة في الاستبداد
مقتطفات من الكتاب
قصة الحكيم كونفوشيوس والمرأة والنمر
فردت المرأة تقول : وكذلك الأمر فقد قتل نمر من قبل والد زوجي في هذا الموقع وقد قتل زوجي أيضا وها هو ولدي قد مات الميتة نفسها أيضا .
فقال المعلم : ولماذا ... لماذا لم تتركوا هذا المكان ؟ فردت المرأة : ليست هنا حكومة ظالمة .
فقال المعلم آنذاك تذكروا قولها يا أولادي : ان الحكومة الظالمة أشد فظاعة من النمر . نعم ان الحياة في غابة أفضل من الحياة في مجتمع من دون قانون .
ويعقب الفيلسوف البريطاني " برتراند راسل " في كتابه " السلطان " على هذه الواقعة للتأكد من كون الحكومة أقل فظاعة من النمر فيرى أن مشكلة ترويض السلطان موضوع قديم : وظن الطاويون أنها مشكلة لا تحل فنصحوا بالفوضوية ... وجرب العالم الحكم العسكري المطلق والثيوقراطي والملكية الوراثية وحكم القلة والنظام الديموقراطي وحكم القديسين ويدل كل هذا على أن مشكلتنا لم تحل بعد .
ويذكر امام عبد الفتاح امام تجربة اجتماعية رهيبة في كتابه " الطاغية " أن العادة جرت في بلاد فارس قديما عندما يموت الملك أن يترك الناس خمسة أيام بغير ملك وبغير قانون حيث تعم الفوضى والاضطراب جميع أنحاء البلاد وكأن الهدف من وراء ذلك هو أنه وبنهاية هذه الأيام الخمسة وبعد أن يصل السلب والنهب والاغتصاب الى أقصى مدى فان من يبقى منهم على قيد الحياة بعد هذه الفوضى الطاحنة سوف يكون لديهم ولاء حقيقي وصادق للملك الجديد اذ تكون التجربة قد علمتهم مدى رعب الحالة التي يكون عليها المجتمع اذا غابت السلطة السياسية .
ويرى " راسل " أن الدولة يمكن أن تمارس ضغطها الساحق في صور شتى كما في علاقتنا بالحيوانات سواء بتعليق الخاروف بحبل وشده بعنف وهو السلطان العاري أو عندما يلحق الحمار الجزرة مقتنعا أن مصلحته في أن يفعل ما نريد أو الحيوانات التي تتقن التمثيل وسطا بين هذين الصنفين أو بصورة مغايرة كما في قطعان الأغنام عندما نريد حملها الى البواخر فنجر قائد القطيع بالقوة فلا تلبث حيوانات القطيع الأخرى أن تسير وراءه راضية مختارة .
وحسب " راسل " فان : حالة الخاروف تتمثل في سلطان الشرطة والقوات العسكرية وتمثل حالة الحمار والجزرة سلطان الدعاية .
وتظهر الحيوانات الممثلة قوة التعليم فتؤدي الجماهير التحية للقائد البطل .
أما القطيع الذي يتبع قائده المقهور على ارادته فيتمثل في السياسات الحزبية عندما يكون زعيم الحزب أو قائده موثوقا الى زمرة من الناس .
وعند هذا الخيار الموجع بين " فوضى الغابة " و " طغيان الدولة " ولدت الحكومات ولكن مع عدم التكافؤ في السلطان " اذ ان من يملكون أكثره يستخدمونه لتحقيق رغباتهم التي تتعارض مع رغبات المواطنين العاديين وهكذا فان الطغيان والفوضى يتشابهان في نتائجهما المدمرة " .
أو كما قال " أفلاطون " في كتابه " الجمهورية " : " ان عقيدتي وقصة " كونفوشيوس " مع المرأة تفتح الباب لفهم سيكولوجية الطغيان .
بيانات الكتاب
الاسم : رسالة في الاستبداد
تأليف : خالص جلبي
الناشر : مركز الناقد الثقافي
عدد الصفحات : 98 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب رسالة في الاستبداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق