كتاب قصير ويحمل بعض الفائدة
الشريعة تتكون من 282 مادة باقية حتى الان ويعتقد انها كانت اكثر من 300 مادة كتبت على مسلة كبيرة اسطوانية الشكل موجودة اليوم في متحف اللوفر بباريس وهي مكتوبة باللغة البابلية
بعض المفاهيم التي كانت جديدة عليي خلال قرائتي للكتاب
أن شريعة جمورابي ليست هي أقدم الشرائع فهناك قبلها مثل شريعة لبت عشتار ولكن على ما يبدو أن شريعة حمورابي كانت شاملة لمختلف جوانب الحياة وأكثر تنظيما
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
بقلم : الأب سهيل قاشا
عاش الانسان قرونا عديدة تحت وطأة العرف والتقليد البدائيين قبل أن يعرف الكتابة والتدوين وحينما راحت يراعه تتقن الكتابة صار بالتدوين وخاصة حينما بدأ يعيش تحت نظام حكم معين في ظل فجر السلالات ونظام دويلات المدن وما تبعها حيث أفرزت لنا شرائع عدة , منها : شريعة أورنمو وشريعة لبت عشتار وشريعة ايشنونا وشريعة أوركاجينا أو تحت نظام الدولة الموحدة أو الامبراطورية التي بلغ بها الانسان العراقي القديم أسمى مراتب التشريع وأفضل بنود للقانون وراح الملك حمورابي " 1793 – 1750 " يصنع لشعبه ودولته نظاما تشريعيا موحدا كان خلاصة الشرائع التي سبقته حتى أضحى معينا لشعوب وملوك عديدين كالآشوريين والعبرانيين والحثيين ومنهم النبي الذي سن لشعبه شريعة ذات أصول عامة تعتبر من الشرائع السامية التي تركها الانسان الى جانب أخواتها من الشرائع السابقة أو اللاحقة قبل تحريفها وتحويرها .
يعتبر حمورابي من أعاظم ملوك العراق القديم فقد انصرف في أولى سنوات حكمه الى الاصلاحات الداخلية وترفيه حالة السكان المعاشية واقامة المشاريع وذلك لكسب رضا الناس ومحبتهم ثم انصرف الى اصلاح الجهاز الاداري والقضاء على الرشوات ورفع المظالم وتثبيت الأسعار والاهتمام بحفر الترع واقامة السدود وتقوية الجيش وكل ذلك لأجل تثبيت العدل .
ان شريعة حمورابي كما يبدو من مواردها هي عبارة عن جمع منقح لمواد الشرائع التي سبقتها اذ أن حمورابي قد حذف من مواد الشرائع السابقة ما كان لا يتفق وطبيعة العصر الذي يعيش فيه وأضاف الى شريعته مواد اقتضتها مصلحة الدولة آنذاك ولا سيما القوانين الصارمة الخاصة بعقوبة الموت والقصاص بالمثل لأن القوانين السومرية كانت تتجنب مبدأ القصاص وترجح التعويض والغرامة المادية .
سجل حمورابي هذه القوانين على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود طولها 225 سم وقطرها 60 سنم وهي أسطوانية الشكل وقد وجدت في مدينة سوسة عاصمة عيلام أثناء حفريات البعثة التنقيبية الفرنسية " 1901 – 1902 " وموجودة الىن في متحف اللوفر بباريس .
رتبت مواد شريعة حمورابي في أربعة وأربعين حقلا وكتبت باللغة البابلية على غرار شريعة لبت عشتار وبالخط المسماري تحتوي المسلة على 282 مادة , ومن المرجح أنها كانت تزيد على 300 مادة .
وكان قد نقلها الى مدينة سوسة الملك العيلامي " شتروك ناخونتي " الذي غزا بابل حوالي سنة 1171 قبل الميلاد , وقد محا عددا من الأسطر ليسجل مكانها على ما يبدو اسمه ولكن اللعنات التي تحويها خاتمة الشريعة بخصوص من يغير في نصوصها قد منعت الملك المذكور على ما يرجح من تدوين اسمه .
في القسم الأعلى من المسلة نحن بارز يمثل الاله شماس اله الشمس جالسا على عرشه يسلم بيده اليمنى الملك حمورابي الواقف أمامه بخشوع أدوات القياس ليتسنى له بواسطة القياس الدقيقة اعمار البلاد وتثبيت الملكية .
بدأ حمورابي قوانينه بمقدمة على غرار مقدمات شريعتي ورنمو ولبت عشتار ولكنهما كما قلنا سابقا – قد كتبت بكثير من التفصيل اذ انها قد ذكرت أعمال حمورابي في جميع المدن التي خضعت لسلطانه من الخليج العربي حتى أقصى الحدود الشمالية كما أنه قد أطرى في تمجيد آلهة هذه المدن وتعظيمها اضافة الى تأكيدهه البالغ على شرعية قوانينه وانها ما قننت الا لتساعد على توطيد العدل واحقاق الحق وهداية الحكام والولادة في تطبيق الأحكام على الناس وأخيرا ختم قوانينه بخاتمة طويلة كتبت بنفس الأسلوب التي كتب بها المقدمة وفيها يذكر جميع ما قام به من الأعمال وطلب من جميع آلهة البلاد افناء كل من لا يعمل بهذه القوانين ومن يحاول طمسها وتخريبها أو اضافة اسمه عليها .
بيانات الكتاب
الاسم : شريعة حمورابي
تأليف : محمودالامين
الناشر : دار الوراق
عدد الصفحات : 74 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
الشريعة تتكون من 282 مادة باقية حتى الان ويعتقد انها كانت اكثر من 300 مادة كتبت على مسلة كبيرة اسطوانية الشكل موجودة اليوم في متحف اللوفر بباريس وهي مكتوبة باللغة البابلية
بعض المفاهيم التي كانت جديدة عليي خلال قرائتي للكتاب
أن شريعة جمورابي ليست هي أقدم الشرائع فهناك قبلها مثل شريعة لبت عشتار ولكن على ما يبدو أن شريعة حمورابي كانت شاملة لمختلف جوانب الحياة وأكثر تنظيما
مقتطفات من الكتاب
بقلم : الأب سهيل قاشا
عاش الانسان قرونا عديدة تحت وطأة العرف والتقليد البدائيين قبل أن يعرف الكتابة والتدوين وحينما راحت يراعه تتقن الكتابة صار بالتدوين وخاصة حينما بدأ يعيش تحت نظام حكم معين في ظل فجر السلالات ونظام دويلات المدن وما تبعها حيث أفرزت لنا شرائع عدة , منها : شريعة أورنمو وشريعة لبت عشتار وشريعة ايشنونا وشريعة أوركاجينا أو تحت نظام الدولة الموحدة أو الامبراطورية التي بلغ بها الانسان العراقي القديم أسمى مراتب التشريع وأفضل بنود للقانون وراح الملك حمورابي " 1793 – 1750 " يصنع لشعبه ودولته نظاما تشريعيا موحدا كان خلاصة الشرائع التي سبقته حتى أضحى معينا لشعوب وملوك عديدين كالآشوريين والعبرانيين والحثيين ومنهم النبي الذي سن لشعبه شريعة ذات أصول عامة تعتبر من الشرائع السامية التي تركها الانسان الى جانب أخواتها من الشرائع السابقة أو اللاحقة قبل تحريفها وتحويرها .
يعتبر حمورابي من أعاظم ملوك العراق القديم فقد انصرف في أولى سنوات حكمه الى الاصلاحات الداخلية وترفيه حالة السكان المعاشية واقامة المشاريع وذلك لكسب رضا الناس ومحبتهم ثم انصرف الى اصلاح الجهاز الاداري والقضاء على الرشوات ورفع المظالم وتثبيت الأسعار والاهتمام بحفر الترع واقامة السدود وتقوية الجيش وكل ذلك لأجل تثبيت العدل .
ان شريعة حمورابي كما يبدو من مواردها هي عبارة عن جمع منقح لمواد الشرائع التي سبقتها اذ أن حمورابي قد حذف من مواد الشرائع السابقة ما كان لا يتفق وطبيعة العصر الذي يعيش فيه وأضاف الى شريعته مواد اقتضتها مصلحة الدولة آنذاك ولا سيما القوانين الصارمة الخاصة بعقوبة الموت والقصاص بالمثل لأن القوانين السومرية كانت تتجنب مبدأ القصاص وترجح التعويض والغرامة المادية .
سجل حمورابي هذه القوانين على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود طولها 225 سم وقطرها 60 سنم وهي أسطوانية الشكل وقد وجدت في مدينة سوسة عاصمة عيلام أثناء حفريات البعثة التنقيبية الفرنسية " 1901 – 1902 " وموجودة الىن في متحف اللوفر بباريس .
رتبت مواد شريعة حمورابي في أربعة وأربعين حقلا وكتبت باللغة البابلية على غرار شريعة لبت عشتار وبالخط المسماري تحتوي المسلة على 282 مادة , ومن المرجح أنها كانت تزيد على 300 مادة .
وكان قد نقلها الى مدينة سوسة الملك العيلامي " شتروك ناخونتي " الذي غزا بابل حوالي سنة 1171 قبل الميلاد , وقد محا عددا من الأسطر ليسجل مكانها على ما يبدو اسمه ولكن اللعنات التي تحويها خاتمة الشريعة بخصوص من يغير في نصوصها قد منعت الملك المذكور على ما يرجح من تدوين اسمه .
في القسم الأعلى من المسلة نحن بارز يمثل الاله شماس اله الشمس جالسا على عرشه يسلم بيده اليمنى الملك حمورابي الواقف أمامه بخشوع أدوات القياس ليتسنى له بواسطة القياس الدقيقة اعمار البلاد وتثبيت الملكية .
بيانات الكتاب
الاسم : شريعة حمورابي
تأليف : محمودالامين
الناشر : دار الوراق
عدد الصفحات : 74 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق