كتاب يركز على فكرة أساسية مفادها أن التوحيد لن يتم بمعناه الحقيقي فقط بالتركيز على محاربة البدع من عبادة القبور والشركيات وغيرها، بل بإقامة القسط والعدل.. لن يقوم التوحيد بلا عدل، ولا يقوم العدل بدون ولاية الأمة ولا تتم ولاية الأمة إلل بإقلمة الشورى..! حيث تكون الأمة بمجموعها معصومة ، فلا يمكن لحاكم أو سلطان فرد أو فئة أن تكون هي المعصومة من الخطأ وهي فوق القانون!
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الثورة التوحيدية
لقد جاء الاسلام تحريرا للانسان والجماعات واستقبلته البشرية محررا من سجن الامبراطوريات والدول القومية .
لقد حول الاسلام الدين نفسه من وسيلة تقييد للشعوب واستعباد لها أو من أفيون لها الى وسيلة لتجاوز هذه الامبراطوريات ونماذجها .
ان من أهم نتائج الاسلام وأكثرها حسما رؤية الله كسلطة عليا ولا نهائية والمقر الحقيقي لكل المثل العليا ومن ثم حرمان حكومات القوة الى الأبد من امكانية بناء الشرعية .
لقد جمع الاسلام جميع الأديان رسالة المسيح في التبشير والخلاص عن طريق الايمان ورسالة موسى بدعوة المؤمنين الى القتال والشهادة في سبيل تحرير الانسان من العبودية والطغيان , لقد جاء الاسلام بالثورة التوحيدية لتدخل الانسانية في عصر جديد .
وبه انهار مفهوم العبودية للدولة أو للسلطة أو للفرد , ولد الانسان الروح الفرد الحر من أي قيد حتى من السلطة الدينية وبذلك لم تعد هناك حاجة الى وجود سلطة كهنوتية في الاسلام , لقد وجد الناس في توحيد الاسلام تكريما للانسان يتجاوز تكريم سلطة الملك وغيره لعل فرادة الاسلام تكمن في أن الاسلام ليس دعوة تبشيرية بل حركة اجتماعية سياسية وبها حدد الاسلام شكل الثورة التاريخية الكبرى ولعله السبب الرئيس في انتصاره الكاسح وتدميره المعنوي القوي لكل أشكال العبودية كما هي في الدولة الساسانية والبيزنطية .
انهما طابعاه الاستثنائي والفطري بعيدا عن غرق أهل الكتاب في اللغة والمذهبية من جهة وبعيدا عن سيطة الدولة وهيمنتها ونظامها من جهة أخرى .
بعد النبوة المحمدية أصبح كل انسان منارة في ذاته وكل مصادرة لهذا الاستحقاق هي توقيف لهذه الحرية واعادة لهذه العبودية عبودية الطغيان الدولوي القديم , لقد وجدنا في الاسلام ما لم نجد في غيره وجدنا فيه تكريما للانسان بذاته , بعقله ووجدانه وتفكيره ثم جاءت بعد ذلك " السلطة القهرية " لتوظيف الدين في السياسة من أجل التغطية على سلطتها القهرية .
لقد كان التماهي مع الدين الاسلامي هو سبيل السلطة القهرية الوحيد لبناء قداسة الدولة بل تصنيمها ومطابقة شرع الله وقانون الدولة أو مذهب المجتهد , لقد كان استخدام الدين لاضفاء الشرعية على سلطة فقدت كل مقومات الشرعية تماما وفي كل نشاطاتها .
لقد تم الاستيلاء على الشريعة الاسلامية تماما ولم تترك الدولة للمجتمع الا ما يتعلق بطابعه الروحي المحض وبعده الانساني , لقد تقهقر تاريخ السياسة الاسلامية من نموذج العدل الالهي المجسد في النبوة الى نموذج الملك العضوض .
المحتويات
أولا : الثورة التوحيدية
ثانيا : ويلات التسلط الأوروبي
موضوع الدراسة
الفصل الأول : دلائل القيم الكبرى وأدلتها
الفصل الثاني : الملامح التاريخية والتراثية لبداية سلطة التغلب
الفصل الثالث : التيارات الاسلامية المعاصرة ومواقفها في الاصلاح السياسي
الفصل الرابع : تجديد الخطاب السياسي
بيانات الكتاب
الاسم : صحوة التوحيد - دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
تأليف : محمد العبد الكريم
الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات : 168 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب صحوة التوحيد - دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
الثورة التوحيدية
لقد حول الاسلام الدين نفسه من وسيلة تقييد للشعوب واستعباد لها أو من أفيون لها الى وسيلة لتجاوز هذه الامبراطوريات ونماذجها .
ان من أهم نتائج الاسلام وأكثرها حسما رؤية الله كسلطة عليا ولا نهائية والمقر الحقيقي لكل المثل العليا ومن ثم حرمان حكومات القوة الى الأبد من امكانية بناء الشرعية .
لقد جمع الاسلام جميع الأديان رسالة المسيح في التبشير والخلاص عن طريق الايمان ورسالة موسى بدعوة المؤمنين الى القتال والشهادة في سبيل تحرير الانسان من العبودية والطغيان , لقد جاء الاسلام بالثورة التوحيدية لتدخل الانسانية في عصر جديد .
وبه انهار مفهوم العبودية للدولة أو للسلطة أو للفرد , ولد الانسان الروح الفرد الحر من أي قيد حتى من السلطة الدينية وبذلك لم تعد هناك حاجة الى وجود سلطة كهنوتية في الاسلام , لقد وجد الناس في توحيد الاسلام تكريما للانسان يتجاوز تكريم سلطة الملك وغيره لعل فرادة الاسلام تكمن في أن الاسلام ليس دعوة تبشيرية بل حركة اجتماعية سياسية وبها حدد الاسلام شكل الثورة التاريخية الكبرى ولعله السبب الرئيس في انتصاره الكاسح وتدميره المعنوي القوي لكل أشكال العبودية كما هي في الدولة الساسانية والبيزنطية .
انهما طابعاه الاستثنائي والفطري بعيدا عن غرق أهل الكتاب في اللغة والمذهبية من جهة وبعيدا عن سيطة الدولة وهيمنتها ونظامها من جهة أخرى .
بعد النبوة المحمدية أصبح كل انسان منارة في ذاته وكل مصادرة لهذا الاستحقاق هي توقيف لهذه الحرية واعادة لهذه العبودية عبودية الطغيان الدولوي القديم , لقد وجدنا في الاسلام ما لم نجد في غيره وجدنا فيه تكريما للانسان بذاته , بعقله ووجدانه وتفكيره ثم جاءت بعد ذلك " السلطة القهرية " لتوظيف الدين في السياسة من أجل التغطية على سلطتها القهرية .
لقد كان التماهي مع الدين الاسلامي هو سبيل السلطة القهرية الوحيد لبناء قداسة الدولة بل تصنيمها ومطابقة شرع الله وقانون الدولة أو مذهب المجتهد , لقد كان استخدام الدين لاضفاء الشرعية على سلطة فقدت كل مقومات الشرعية تماما وفي كل نشاطاتها .
لقد تم الاستيلاء على الشريعة الاسلامية تماما ولم تترك الدولة للمجتمع الا ما يتعلق بطابعه الروحي المحض وبعده الانساني , لقد تقهقر تاريخ السياسة الاسلامية من نموذج العدل الالهي المجسد في النبوة الى نموذج الملك العضوض .
المحتويات
أولا : الثورة التوحيدية
ثانيا : ويلات التسلط الأوروبي
الفصل الأول : دلائل القيم الكبرى وأدلتها
الفصل الثاني : الملامح التاريخية والتراثية لبداية سلطة التغلب
الفصل الثالث : التيارات الاسلامية المعاصرة ومواقفها في الاصلاح السياسي
الفصل الرابع : تجديد الخطاب السياسي
بيانات الكتاب
الاسم : صحوة التوحيد - دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
تأليف : محمد العبد الكريم
الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات : 168 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
تحميل كتاب صحوة التوحيد - دراسة في أزمة الخطاب السياسي الإسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق