كتيّب الدكتور عزمي بشارة "في الثورة والقابلية للثورة"، هو دراسة في ميدان الفكر السياسي الذي يهدف إلى صوغ نظرية نقديَّة تتصدّى لتعريف مصطلح الثّورة تعريفًا علميًّا معاصرًا، وتأصيله في الفكر العربي. ولهذه الغاية عاد الكاتب إلى كلمة "ثورة" كما وردت في المصادر التاريخية العربية، فلاحظ أنّ العرب لم يستخدموا كلمة "ثورة" بالمعنى الذي تحمله هذه الكلمة في عصرنا الرّاهن، بل استخدموا كلمات من قبيل "خروج" و"فتنة"، فكان يُقال "خروج القرامطة" أو "فتنة الزّنج"
مقتطفات من الكتاب
في مفهوم الثورة
يقول أرسطو كتابه " السياسة " ان أنماط الحكم كلها معرضة للثورة بما فيها نمطا الحكم الأساسيان وهما : الأوليغاركية والديمقراطية وكذلك ما يسميه نظام الحكم المتوازن أو الدستوري أو الارستقراطي والمصطلحات الثلاثة تكاد تكون عنده مترادفات ورأى أرسطو أن في الأوليغاركية والديمقراطية عناصر من العدالة ولكن كلا منهما يصبح معرضا لخطر الثورة عندما لا يتلاءم نصيب الحكام أو الشعب من الحكم مع تصورهم المسبق عنه .
ولا بد من أن نضيف الى استخدام أرسطو مفهوم " التصور المسبق " هذا أننا أصبحنا نعرف أيضا أنه التصور الذي أدى اليه النظام القائم نفسه .
ويقسم أرسطو الثورات الى نوعين : نوع يؤدي الى تغيير الدستور القائم فينتقل من نظام حكم الى نظام آخر ونوع يغير الحكام في اطار بنية القائم , وربما يكون هذا التقسيم الأرسطي أساس التمييزات المعاصرة التي سوف نتطرق اليها لاحقا بين الثورة من جهة أولى وبين الاصلاح والانقلاب من جهة ثانية ويشار هنا الى أن أرسطو يعتبر الانتقال من نظام الى آخر عملية دائرية أو متكررات شبه حتمية وهي بهذا المعنى لا تؤدي الى جديد أي ليست جزءا من عملية تطور وتقدم تبدو الديمقراطية لدى أرسطو أقل تعرضا للثورات من الأوليغاركية لأن الصراعات أو النزاعات في الحكم الأوليغاركي قد تكون بين الشعب والطبقة الحاكمة نفسها .
أما في الديمقراطية فان النزاع الممكن هو مع الطبقة الحاكمة فحسب ولا يوجد صراع يذكر داخل الشعب نفسه وهو تصوير غريب لواقع مختلف فأرسطو يسلم طبعا بالتجانس على مستوى هوية الشعب في حالة الديمقراطية , ما يذكرنا بأن ديمقراطية ال " بولس " اليونانية لم تكن سوى ديمقراطية أهلية .
ولكنه يعود فيجعل الفروق على مستوى ما يسميه بالعرق أحد أسباب الصراع عندما تتعدد الأعراق في الدولة الواحدة ويذكر أمثلة عدة من تاريخ المدن والمستوطنات اليونانية على شواطئ شرق المتوسط .
تقوم الجماهير بالثورات في ظل الأوليغاركية عندما تتملكها فكرة أنها لا تعامل بشكل عادل , وتتملكها الفكرة لأن لديها شعورا مسبقا بأنها متساوية ويفترض بالتالي أن يعامل أفرادها كأفراد متساوين بينما ينتفض الوجهاء أو النبلاء في الديمقراطيات لأن لديهم شعورا بأنهم متميزون في حين أنهم يحوزون حصة مساوية لمن يتفوقون عليهم بالفضيلة والأهلية ويبرز فيي الحالتين شرط هو افتراض أن التساوي بين البشر في اطار جماعة محددة يبرر المساواة وان عدم التساوي يدحضها ويحرك افتراض التساوي السعي لاقامة نظام ديمقراطي أو يدفع للقبول بنظام ديمقراطي قائم .
المحتويات
في مفهوم الثورة
الخروج والتغلب ليس نظرية في الثورة
مفردة " ثورة "
ثورة , انقلاب , اصلاح
الجدة والتجديد
الحرية والثورة
في الحالة الثورية أو القابلية للثورة
الثورة كحالة قابلة للانتشار
الثورة الديمقراطية والأيديولوجية
بيانات الكتاب
تأليف : عزمى بشارة
الناشر : المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
عدد الصفحات : 107 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق