الجمعة، 18 يوليو 2014

علي الطنطاوي وأعلام عصره لــ رائد السمهوري


في هذا الكتاب صفحات لعل كثيرا ً من جيل اليوم لم يطلع عليها وفيه صورة عن طريقة النقد في عهود النهضة الحديثة أو ما اصطلح على تسميته بأنه عصر الرواد
وفيه كذلك صورة من شخصية الأديب الراحل الأستاذ علي الطنطاوي رحمة الله بأسلوبه السهل وعاطفته الجياشة وبنقده اللين حينا ً والقاسي أحيانا ً وسخريته اللاذعة وحسه الفكاهي

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى اخوانه المرسلين وعلى الآمرين بالقسط من الناس وبعد :
هذا الكتاب ثمرة من ثمرات الدراسة التي قدمتها عن الشيخ عل الطنطاوي " رحمه الله " لنيل درجة الماجستير في عام 2006م .
وهي بعنوان : " علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنقد " ومن يتفرغ لدراسة ما يجد أن أفكارا ثانوية تتفرع عن الفكرة الأساسية التي بنى عليها دراسته فينجب مشروعه " الأم " مشروعات صغارا تتصل به وتنتمي اليه .
علي الطنطاوي وأعلام عصره لقد كان من خطتي في البحث الذي قدمته لنيل درجة الماجستير أن أفرد بابا للحديث عمن أبدى الطنطاوي آراءه النقدية فيهم من الأدباء فأتناول ذلك تناولا " أكاديميا " غير أني رأيت أني ان ضمنته الرسالة فستطول جدا لذا اقتطعت لأضع فيها ما أحتاجه من ذلك علي سبيل التدليل والتعليل والاستشهاد ثم انقدح في ذهني أن أفرد كتابا لهذا الشأن لا يتناول هذا الأمر تناولا " أكاديميا " بقدر ما يتناوله تناولا " أدبيا " وأن أوسع مجال القول فيه , فلا يقتصر على من نقدهم الطنطاوي نقدا أدبيا فقط بل يشمل من قامت بينه وبينهم علاقة سواء أكانت هذه العلاقة صداقة أم خصومة .


لذا فهو كتاب سهل مما يقرأ في صالات الانتظار في المشافي – نسأل الله لنا ولكم العافية من كل داء والدوائر الحكومية – نسأل الله لنا ولكم السلامة أو بعد وجبات الطعام الثقيلة – نسأل الله لنا ولكم العافية أو في انتظار الدور عند الحلاق اذ يطقطق بالمقص – نسأل الله لنا ولكم الهناء والنعيم أو لاستجلاب النوم عند الأرق – رزقنا الله واياكم الراحة أو في انتظار الفرج أو انتظار أي شيء آخر اعتمدت في هذا الكتاب أكثر ما اعتمدت على مجرد السرد وحاولت أن أضفي عليه لباسا أدبيا فيه لذة وفائدة وان كنت قد عرضت رأيي النقدي في بعض الأمور وكشفت فيه عن أمور جديدة في حياة الطنطاوي ففيه مقلات من أدبه تنشر لأول مرة وفيه جوانب من علاقاته مع بعض الأدباء تخفى على أكثر قراء هذه الأيام وها أنت تقرأ الجانب الأكبر من المعركة الأدبية التي قامت بين سيد قطب ومن معه من مناصري العقاد من جهة ومحمود شاكر وعلي الطنطاوي ومن معهما من مناصري الرافعي من جهة وها أنت تقرأ للمرة الأولى ما كتبه الطنطاوي في صديقه أنور العطار اثر جفوة كانت بينهما وها أنت تقرأ للمرة الأولى أيضا ما كتبه الطنطاوي في اسعاف النشاشيبي قبل أن يصبحا صديقين وها أنت تطلع على أسلوب الطنطاوي في النقد الذي كان يجري على تلك الأيام مما وصفه الطنطاوي بقوله : " كان عند الطبقة التي قبلنا من الأدباء مثل المصارعة الحرة ليا ( أي لويا ) للأيدي وخلعا للأكتاف وكسرا للأصابع نطحا وبطحا ورفسا وعضا ورفعا وخفضا وكل ما تصنع الوحوش المتقاتلة في الغاب وما لا تصنعه الوحوش حتى ان الواحد ليرفع الآخر في الهواء ويداه ممدودتان ثم يلقي به على الأرض فيختلط طوله بالعرض وكنت " ولا فخر " من أقدر أصحابي ومن هم في طبقتي في هذا وكنت أشدهم على الخصم وأكثرهم احتمالا من الخصم على أنني ما كنت أضرب وأهرب بل أقف مقيم الصلب مبديا صفحة الصدر قد شددت عضلاتي أدعوه ليضربني خمسا أو ستا فلا أتزلزل ولا أتزعزع وأضربه واحدة فيخر منها للوجه ولليدين .
ثم قلبت صفحة جديدة وفتحت صفحة جديدة وارادو – وان لم يحققوا ما أرادوا أن يكون النقد كما قالوا موضوعيا ناعما ليس فيه لكم ولا لطم ولا رفس ولكنه شيء كالعناق والتقبيل ومس الأيدي الناعمة وتربيت على الأكتاف اللينة أو أن يغمض الناقد عينيه ان لم يكن ذا خبرة بهذا الفن ويلوح بذراعيه ويضرب بلا قصد لا يبالي أن تقع يده كأنه لا يفكر برأسه الذي بين كتفيه بل بابهاميه اللذين في قدميه فيخرج من المعركة محطما سواء في ذلك أكانت المعركة له أو كانت عليه " .

بيانات الكتاب



الاسم : علي الطنطاوي وأعلام عصره
تأليف : رائد السمهوري
الناشر : دار مدارك
عدد الصفحات : 230 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت

تحميل كتاب علي الطنطاوي وأعلام عصره


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق