في هذا الكتاب صفحات لعل كثيرا ً من جيل اليوم لم يطلع عليها وفيه صورة عن طريقة النقد في عهود النهضة الحديثة أو ما اصطلح على تسميته بأنه عصر الرواد
وفيه كذلك صورة من شخصية الأديب الراحل الأستاذ علي الطنطاوي رحمة الله بأسلوبه السهل وعاطفته الجياشة وبنقده اللين حينا ً والقاسي أحيانا ً وسخريته اللاذعة وحسه الفكاهي
مقتطفات من الكتاب
مقدمةالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى اخوانه المرسلين وعلى الآمرين بالقسط من الناس وبعد :
هذا الكتاب ثمرة من ثمرات الدراسة التي قدمتها عن الشيخ عل الطنطاوي " رحمه الله " لنيل درجة الماجستير في عام 2006م .
وهي بعنوان : " علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنقد " ومن يتفرغ لدراسة ما يجد أن أفكارا ثانوية تتفرع عن الفكرة الأساسية التي بنى عليها دراسته فينجب مشروعه " الأم " مشروعات صغارا تتصل به وتنتمي اليه .
لقد كان من خطتي في البحث الذي قدمته لنيل درجة الماجستير أن أفرد بابا للحديث عمن أبدى الطنطاوي آراءه النقدية فيهم من الأدباء فأتناول ذلك تناولا " أكاديميا " غير أني رأيت أني ان ضمنته الرسالة فستطول جدا لذا اقتطعت لأضع فيها ما أحتاجه من ذلك علي سبيل التدليل والتعليل والاستشهاد ثم انقدح في ذهني أن أفرد كتابا لهذا الشأن لا يتناول هذا الأمر تناولا " أكاديميا " بقدر ما يتناوله تناولا " أدبيا " وأن أوسع مجال القول فيه , فلا يقتصر على من نقدهم الطنطاوي نقدا أدبيا فقط بل يشمل من قامت بينه وبينهم علاقة سواء أكانت هذه العلاقة صداقة أم خصومة .
ثم قلبت صفحة جديدة وفتحت صفحة جديدة وارادو – وان لم يحققوا ما أرادوا أن يكون النقد كما قالوا موضوعيا ناعما ليس فيه لكم ولا لطم ولا رفس ولكنه شيء كالعناق والتقبيل ومس الأيدي الناعمة وتربيت على الأكتاف اللينة أو أن يغمض الناقد عينيه ان لم يكن ذا خبرة بهذا الفن ويلوح بذراعيه ويضرب بلا قصد لا يبالي أن تقع يده كأنه لا يفكر برأسه الذي بين كتفيه بل بابهاميه اللذين في قدميه فيخرج من المعركة محطما سواء في ذلك أكانت المعركة له أو كانت عليه " .
بيانات الكتاب
تأليف : رائد السمهوري
الناشر : دار مدارك
عدد الصفحات : 230 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق