مقتطفات من الكتاب
مقدمةالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين وبعد :
فان مما يبعث على التفاؤل ما نشاهده ونسمعه اليوم من تشوق الى التجديد والتغيير على الصعيد الشخصي حيث صارت كلمة " تغيير " من أكثر الكلمات تداولا وانتشارا كما أن هناك مئات الدورات التدريبية التي تحفز على التغيير وتقدم الأفكار والأساليب التي تساعد على جعله جزءا من حياة كل شاب وشابة وان اغتباطي بهذه الروح ينبع من ايماني بأن فكرة التغيير فكرة ثورية حيث ان من الممكن أن يسيطر اليأس والجمود على أمة بأكملها قرونا عدة كما حدث لأمة الاسلام وقد لمس بعض من قرأ بتمعن الكتاب الجليل " مقدمة ابن خلدون " سيطرة التوصيف على طرح ابن خلدون عوضا عن اقتراح الحلول وفتح آفاق جديدة للتغيير والاصلاح نحن نعرف أن الانسان يتأثر الى حد بعيد بمحيطه وأوضاعه وبما يمر به ظروف وهذا ثابت لا مراء فيه ولكن القرآن الكريم يعلمنا أن الانسان هو مركز الوجود وأن كل شيء يمكن أن يصلح بصلاحه كما أن كل شيء يمكن أن يفسد بفساده ويخبرنا كذلك أن مشيئة الله سبحانه قد مضت بأن يديم فضله ونعماءه على عباده ما لم يجحدوها وما لم يعرضوا عن هديه ويعصوا أمره ونجد هذا جليا في قوله تعالى : " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وقوله " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وقوله " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " .
ان ما بحوزتنا من معطيات ومقدرات يشبه ما لدينا من مال فنحن نشتري به الكثير من الأشياء في بلد رخيص جدا وقد لا نستطيع أن نشتري به سوى القليل في بلد غال جدا انه يتمتع بقيمة نسبية متغيرة ومن المهم أن نكون على وعي بذلك .
ان التجربة الانسانية تعلمنا أنه لابد من دفع ثمن شيء ما : فاما أن ندفع ثمن التغيير أو ندفع ثمن عدم التغيير فالطالب الكسول مثلا اذا وجد نفسه في مدرسة جادة جدا فان عليه حتى ينجح أن يبذل جهدا كبيرا وأن يحرم نفسه من بعض المتع واذا لم يفعل عليه أن يتحمل نتائج بقائه على حاله من خلال الرسوب وربما الطرد من المدرسة ولا ريب أن ثمة فرقا كبيرا بين الحالتين .
مسألة التغيير ليست من المسائل اليسيرة والسهلة فهي تحتاج من البصيرة والرؤية على مقدار ما تحتاجه من الادارة والعزيمة ومن المهم في هذا السياق أن ندرك أننا لا نستطيع الحصول على كل ما نريد كما أن الحصول على كل ما نريده لا يكون دائما في مصلحتنا وهذا يتطلب منا أمرين : الأول هو ادراك حدود امكاناتنا على نحو حسن فابن الخمسين لا يستطيع أن يلعب مع فريق عالمي لكرة القدم وابن الستين لا يستطيع أن يحفظ الشعر كما يحفظه ابن العشرين ...
الثاني : هو جعل ما نسعى اليه دائما في نطاق المشروع والمعتدل وحين نقع في الحيرة أو نشعر بقصر النظر فان علينا الالتجاء الى الله تعالى والاستعانة به ثم الرضا بما يقسمه لنا من خير ونجاح .
انني في هذه الرسالة سأحاول جهدي في كسر المعادلة الصعبة من خلال تقديم الأفكار الراقية والعميقة والعملية في أسلوب سهل يستوعبه الشباب من غير كثير عناء .
بيانات الكتاب
تأليف : عبد الكريم بكار
الناشر : دار وجوه للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 88 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق