الجمعة، 18 يوليو 2014

جنة الإخوان لــ سامح فايز


فى إحدى المرات أوقفته فى الطريق وطرحت عليه هذا السؤال الذى طالما آلمني: لماذا يدير وجهه كلما رآني ولا يرد سلامي؟ وبعد ضغط أخبرنى أننى تركت الجماعة وبهذا قطعت كل الصلات، قلت له: غير أنك أستاذي الأول ولك أدين بالفضل، فبادرني قائلا: كنت أكذبهم فيما قالوا لي عنك إلا أنك خيبت ظني، سألت: ماذا قيل عنى ؟ قال: أخبروني أنك لن تستمر فى تلك الجماعة ولن يكون لك شأن معنا .

مقتطفات من الكتاب



مقدمة
تقديم عاد ليحكي
سامح فايز شاب من شباب مصر , حين تراه ستدرك لماذا نجحت الثورة في الاطاحة بمبارك ستدرك أن هناك جيلا لم يقبل الثوابت التي تربت عليها أجيال عديدة فقرر أن يثور على النمط الاستبدادي الذي عاش وعشش في العقول والأفئدة , لم يخش هذا الجيل شيئا لم يبك على مكتسبات أو مصالح لم يفكر في التزلف للحاكم كي يحصل على عقد عمل أو سكن , لأنه لا يوجد من الأصل عمل أو سكن ولأن الحرية عند هذا الجيل أثمن من الأشياء التي ظللنا نراها وكأنها الدنيا الحرية التي لم نعرفها تاق لها هؤلاء الشباب ومن أجل الحرية ذهب الى الموت بارادته , كتب شهادة وفاته ولم يقبل أن يكتب عقد زواجه في ظل الاستبداد ذهب للشهادة في سبيل الحرية كما كنا نذهب لدور السينما , نجح هؤلاء الشباب فيما فشلنا فيه .
جنة الإخوان ولأن سامح فايز فوق أنه مصري كان اخوانيا منذ طفولته الا أن طبيعته الفتية الثائرة وقفت حجر عثرة أمام عسكرته وتحويله الى " انسان آلي " يدار بالريموت كونترول , لذلك كان يجب أن يثور على صور الاستبداد التي تحكمت في الجماعة باسم الدين , كان يجب أن يثور على عسكرة الجماعة وتحويلها الى فرقة شبيهة بفرق الأمن المركزي دخل سامح الى الاخوان قبل أن يستقيم عوده وينضج تفكيره وبدأت رحلة تحويله من انسان الى أداة الى آلة تساوم بها الجماعة وتشهرها في وجه خصومها , تهادن بها النظام حينا وتهدده حينا آخر ولكن سامح قرأ قول الله سبحانه وتعالى : " اقرأ " ومن القراءة كانت المعرفة , تلك المعرفة التي كانت وسيلة سيدنا آدم وهو يلج طريقه على الأرض فقد علمه الله الأسماء كلها , والأسماء هنا كانت هي معرفة الشيء وطبيعته وكنهه , وقد فعل سامح فايز مثل جده الأكبر آدم عليه السلام حاول أن يتعلم الأسماء كلها فعرف الحرية والكرامة والانسانية والثورة والوسطية والاعتدال والفهم فتنوعت معارفه واطلع على ثقافات مختلفة من شتى البقاع الفكرية فكان عصيا على الاستخدام عصيا على البرمجة المقيتة .
لم يكن سامح فايز في رحلته الاخوانية سهلا طيعا ولكنهم كانوا يظنونه شابا مشاغبا مزعجا وكان مرد هذا الظن أنه كثير السؤال !
كثير الاستفهام وهذه أشياء تقدح في اخوانيته فكان أن تسلق سور الجماعة ونظر الى العالم الذي كان يظنه عالم الأشباح فاذا به عالم من لحم ودم , حياة انسانية بكل معانيها غاب عنها وغابت عنه , عرف وقتها أنه كان يعيش في عالم الأشباح فقرر أن يقفز من فوق سور الجماعة وول هاربا لا يلوي على شيء فقط قرر أن يكون مصريا خالصا يختلط اسلامه مع مصريته فيصبح مصريا سائغا لا مثيل له وحين ترك عوالمه الأولى وانضم الى العالم الحقيقي قرر أن يكتب تجربته لم يقصد سامح من كتابة تجربته ذما ولا تجريحا في الجماعة فقد كان بينه وبينهم نسب انساني وصهر مشاعري من بين الاخوان شيخه الذي يحترمه وصديقه الذي رافقه كان بينهم الكلمة المقدسة لدى المصريين وهي " العيش والملح " سامح فايز لم يترك حبه القديم لهم .
فمازال يحبهم ويترنم حينا بصوته الجميل المطرب بأبيات الشعر :
نقل فؤادك ما استطعت من الهوى ما الحب الا للحبيب الأول
ولكن هل يمنع الحب الانسان أن يكتب تجربته الانسانية ؟ التجارب الانسانية هي التي ترتقي بالبشرية وبغيرها نكون جمادا لا يستطيع أن يحرك شيئا ولفقدنا الدفء والتواصل . ولما استطعنا أن نكتشف أخطاءنا ونصحح مسارنا ومصائرنا .

بيانات الكتاب



الاسم : سامج فايز
تأليف : جنة الإخوان 
الناشر : دار التنوير
عدد الصفحات : 204 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب جنة الإخوان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق