الجمعة، 18 يوليو 2014

حكاية اسمها غازي القصيبي لــ كمال عبد القادر


أعتقد أنني وُلدت في بيئة غير سعيدة...
كثير من الناس يعتقد أنني إنسان اجتماعي وأحب الأضواء... لكنني أشعر عكس ذلك تماماً... تغلب عليَّ رغبة شديدة بالانطواء...وإنني أتهيب لقاء أناس لا أعرفهم، لدرجة تصل إلى حد الخجل
الآن، ولأول مرة أقول ذلك بهذا الوضوح... لازلت إلى اليوم، لا أشعر بالراحة عند ملاقاة جمهور كبير، ولا أستمتع قط بأي نشاطات اجتماعية...إنها عملية لا تسعدني!!
بمثل هذا البوح – وبأكثر منه - يطلعك الأستاذ كمال عبد القادر على زوايا لم ترَ الشمس لشخصية تربعت عن جدارة في وجدان الكثيرين ممن عاشروها، وهي وإن فاجأتك، فإنها لن تُشبع نهمك لمعرفة المزيد عن حكاية جميلة عنوانها غازي القص

مقتطفات من الكتاب

مقدمة
عام 1986 م , سافرت بمعية الأستاذ المؤرخ محمد حسين زيدان يرحمه الله الى البحرين ليلقي محاضرة في جامعة الخليج , بدعوة من معالي الأخ الدكتور محمود سفر , رئيس الجامعة آنذاك الذي أصبح فيما بعد وزيرا للحج وكان معالي الدكتور غازي القصيبي سفيرا للمملكة في المنامة بعد أن أعفي من منصبه كوزير للصحة وكان صدى اعفائه كبيرا جدا , حيث واكبته قصيدته الشهيرة " الرسالة الأخيرة من المتنبي الى سيف الدولة " ونشرت في جريدة الجزيرة ولأول مرة تنشر قصيدة بتوقيع الشاعر ويقول مطلعها :
بيني وبينك ألف واش ينعب
فالام أسهب في الغناء وأطنب
حكاية اسمها وحين وصلنا الى المنامة عن طريق جسر الملك فهد نزلنا في فندق الدبلومات ولحق بنا الأستاذ الكاتب الرقيق السيد عبد الله الجفري يرحمه الله في اليوم التالي الذي دعانا فيه الدكتور محمود سفر الى الغداء في بيته الذي كان يسكنه وهو جناح في فندق من الفنادق الكبيرة في المنامة ولم يكن الدكتور غازي معنا ثم دعانا الدكتور غازي القصيبي احتفاء وترحيبا بالأستاذ الزيدان الى الغداء في اليوم الذي يليه , وهو اليوم الذي سيلقي الزيدان محاضرته مساء وكان هذا اللقاء هو الأول الذي جمعني بالقصيبي ودعانا للعشاء في اليوم التالي ولكن في السفارة السعودية في المنامة واستأذن د . غازي من الزيدان أن يزوره في الفندق قبل عشاء السفارة ورحب الأخير به .
وبالفعل وصل الدكتور غازي الى الفندق بعد المغرب مباشرة وجلسنا في جناح الأستاذ الزيدان تناولنا أطراف الحديث ومن ضمن الحوار كانت قصة اعفائه من وزارة الصحة حينها , اتصل السائق الذي كان يرافقنا من قبل الجامعة وسألني : هل سنذهب الى السفارة معه أم مع الدكتور غازي ؟ فاستأذنت الأستاذ الزيدان وعلى الفور أجاب الدكتور غازي أننا سنذهب الى السفارة في سيارته بل أصر على ذلك .


أعتقد أن سبب اصراره هو أنه يريد أراد أن يبدي أقصى درجات الترحيب بالأستاذ الزيدان وبالفعل ركبنا السيارة وكان الدكتور غازي لا يتحدث على الاطلاق أثناء الطريق كأنه منصت لحديث الزيدان والزيدان حين يتكلم لا يضاهيه أحد في قدرته على سرد المعلومات وبالذات التاريخية وكيفية ربطها بالواقع .
كما أنه كان معروفا بقدرته على الارتجال ولغة عربية فصيحة دون أن يلحن في القول أو يقع في خطأ لغوي على الاطلاق لأنه كان متمكنا منها بطريقة مذهلة بل انه يتمتع بأسلوب خاص به في كيفية الالقاء دون أن يقرأ لأنه في أواخر عمره كان قد ضعف نظره بشكل كبير وكنت أقول له " ليه ماتلبس نظارة يا أستاذ ؟ "
فيجيبني " ايش تسوي الصاعقة في البيت الخربان ..!!"
دلالة على أنه لم يعد هناك أمل لأن يرى بوضوح حتى لو وضع النظارة وعلى رغم أنه كان يضع نظارة الا أنها على حد تعبيره لا تقدم الا القليل وربما تؤخره .
ولضعف نظره كان يملي علي مقالاته كما أملى علي آخر كتبه المنشورة " ذكريات العهود الثلاثة " وشرفني بكتابة مقدمته اضافة الى مقدمة كتبها الأستاذ السيد عبد الله الجفري وهناك كتاب أملاه علي عنوانه " فقه التاريخ " لكنه مات قبل أن ننتهي منه ولا أدري هل نشر أم لا ؟
وعلى حد علمي أنه لم ينشر وهو بالمناسبة كتاب جدا جميل ورائع في كيفية جديدة لقراءة التاريخ .

بيانات الكتاب



الاسم : حكاية اسمها غازي القصيبي
تأليف : كمال عبد القادر
الناشر : دار مدارك للنشر
عدد الصفحات : 92 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب حكاية اسمها غازي القصيبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق