الجمعة، 18 يوليو 2014

خريف الغضب لــ محمد حسنين هيكل


أتمنى أن يكون واضحا أن موضوع "خريف الغضب" كان - كما هو ظاهر من كل صفحة فيه - محاولة لشرح الأسباب التى أدت إلى اغتيال الرئيس السادات وبالتالى فهو ليس سيرة لحياته ولا لدوره السياسى ولو قصدته كسيرة لرجل لاختلف تناولى للموضوع . كان السؤال المحدد الذى حاول الإجابة عليه هو : " لماذا جاءت النهاية على هذا النحو؟" واختصرت المراحل كلها إلى موضوعى وأخذت من المراحل ما كان لازما للموضوع وإلا اختلفت السعى عن القصد

مقتطفات من الكتاب



مقدمة
هذا الكتاب أثار عاصفة من الجدل لم تتوقف منذ يوم صدور الطبعة الأولى منه – وحتى الآن .
ولقد كانت لهذه العاصفة أسباب توقعت بعضها مسبقا , وبعضها لم أتوقعه ولا يزال فيها مايثير استغرابي حتى هذه اللحظة !!
أبدأ أولا بما توقعته :
1خريف الغضب . توقعت أن يثير الكتاب جدلا لأن موضوعه ساخن , التركيز بالدرجة الأولى فيه على مجمل الملابسات والظروف التي أدت الى اغتيال الرئيس " أنور السادات " يرحمه الله .
والتوقيت الذي صدرت فيه الطبعة الأولى منه باللغة الانجليزية في لندن وباللغة العربية في بيروت هو منتصف سنة 1983 – أي أن مشهد العنف الدامي الذي وقع على منصة العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981 – لم يكن بعيدا عن الذاكرة ولا حتى العيون .
2 . توقعت أن يثير الكتاب جدلا لأن شبكة المصالح التي يمسها الموضوع ويقترب منها تناوله – شبكة واسعة لها خطوطها بالطول وبالعرض في كافة مجالات الحياة المصرية فالرئيس " السادات " لم يمش وحده على الطريق من يوم توليه الرئاسة الى يوم اغتياله وانما مشى معه كثيرون , بل أن بعضهم سبقوه على الطريق حين زينوا له ثماره وهونوا عليه أخطاره وحين استحالت المسالك تركوه وحده وبقوا هم !
3 . وتوقعت أن يثير الكتاب جدلا لأن الموضوع على علاقة بقوى عربية ودولية لها أهدافها المستمرة فوق مصائر الأفراد , ولقد تحقق لهذه القوى بعض هدفها عندما جرى الانفتاح في مصر بالطريقة التي جرى بها ابتداء من سنة 1974 وما تلاه , وعندما استحكمت القطيعة من العالم العربي وعندما اتجهت سياسة مصر الدولية الى زاوية حادة مبالغة في حدتها وبالطبع فقد كان متصورا أن تتخوف هذه القوى العربية والدولية من أي اقتراب يحاول النفاذ الى ما وراء الصورة الظاهرة لمأساة المنصة .
ذلك توقعته مسبقا كما قلت , وانتظرت نتيجة له أن يثور جدل انتقل بعد ذلك الى ما لم أتوقعه :
1 . لم أتوقع حجم الانفعال الذي قوبل به الكتاب , انتظرت الريح وبدت لي العاصفة بعيدة لكن الذي وقع كان عكس ما انتظرت وما بدا لي فقد انفجرت العاصفة بغير تمهيد وكان على أن أدرك متأخرا أن قوانين الحركة السياسية لا تتطابق بالضبط مع قوانين الحركة العلمية .
وفي حين أن قوانين الحركة العلمية تقول أن كل فعل له رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الاتجاه – فان قوانين الحركة السياسية تقول بشيء آخر .
تقول قوانين الحركة السياسية أن ردود الأفعال لا تقاس بالأفعال ذاتها وانما تقاس بالمصالح القائمة أو الكامنة وراءها !
2 . لم أتوقع أن يمنع الكتاب في مصر قبل أن تصل نسخة واحدة منه الى مصر وبالتالي يصبح أي حكم عليه مسنودا بأساس بدلا من ذلك جرى التذرع بفقرات من فصل حاولت فيه أن أتحدث عن العوامل النفسية التي أثرت على شخصية الرئيس " السادات " عند الجذور .
وهكذا فان ما كان متاحا للحكم على الكتاب لم يكن مجتزءا فقط وانما كان منزوعا عن سياقه ومع ذلك فان " فقهاء السلطان " أفتوا قبل أن يتبينوا !
3 . ولم أتوقع أسلوب التعامل مع الكتاب في مصر على النحو الذي تم به فقد صودر الكتاب ولم يصادر في نفس اللحظة .
أقصد أنه صودر عمليا ولم يصادر رسميا – أي أن المصادرة تمت شفوي ودون قرار مكتوب .
وحين تفضل بعض المحامين فرفعوا بالحق العام قضية أمام مجلس الدولة وجد مستشار المجلس المكلف بالنظر فيها أنه أمام موقف غريب : كتاب محبوس وقرار بالحبس لا اثر له على الورق !

بيانات الكتاب



الاسم : خريف الغضب
تأليف : محمد حسنين هيكل
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
عدد الصفحات : 472 صفحة
الحجم : 16 ميجا بايت

تحميل كتاب خريف الغضب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق