يتناول الكتاب في جزئيه تاريخ تطور العلم وحياة العلماء في الغرب على مدى خمسة قرون منذ عام 1543 وحتى مطلع الألفية الثالثة، متناولاً الصراع بين التقاليد المجتمعية والنظرة الرافضة للتغيير والتجديد.
مقتطفات من الكتاب
الثورة الداروينية
شهد القرن التاسع عشر كثيرا من التطورات الدرامية في العلم لكن أهمها من دون أدنى شك فيما يتعلق بفهم مكان البشرية في الكون " والفكرة الأهم قاطبة في كل العلم " هي نظرية الانتخاب الطبيعي التي قدمت لأول مرة تفسيرا علميا لحقيقة التطور ويقترن اسم تشارلز داروين دائما وأبدا بفكرة الانتخاب الطبيعي وذلك عن حق وجدارة ولكن ثمة اسمين آخرين هما تشارلز لييل وألفريد رسل والاس جديران بأن يقفا الى جانبيه في وسط مسرح التطورية .
تشارلز لييل حياته
تشارلز لييل سليل أسرة ميسورة ولكن تاريخ الثروة لا يكاد يتجاوز جيلين اذ بدأت أصلا مع جده ويدعى أيضا تشارلز لييل المولود في فورفارشاير في اسكوتلندا العام 1734 وهذا المدعو تشارلز لييل ابن مزارع ولكن بعد وفاة أبيه تتلمذ على يدي كاتب حسابات قبل أن يلتحق بالأسطول الملكي في العام 1756 باعتباره جنديا بحريا صاحب بنية جسدية قوية وساعده تدربه السابق على أن يشغل على التوالي وظائف كاتب أو سكرتير الكابتن ثم مساعد مدفعجي وأخيرا ضابط صف بحري وهي الخطوة الأولى على الطريق ليعمل ضابطا ولكن لم يكن ليصبح نلسون آخر واشتغل في العام 1766 ضابطا مسؤولا عن الشؤون المالية على متن سفينة صاحبة الجلالة الملكة السفينة رومني وسوف يقدر المعجبون بهوراتيو هورنبلور وروايات باتريك أوبرين ما هيأته وظيفة المسؤول عن الشؤون المالية من الفرص لأكثر الناس أمانة لكي يعمروا جيوبهم ذلك أم المسؤول عن الشؤون المالية مسؤول عن شراء الامدادات والتموين اللازم للسفينة التي يبيعها مقابل ربح للأسطول وتمادى الجد لييل الى أبعد من ذلك بأن ارتبط بمشروع تجاري لتزويد سفن الأسطول باحتياجاتها في موانئ شمال أمريكا وفي العام 1767 تزوج بماري بيل وهي فتاة من ضاحية كورنوال في انجلترا وأنجبت له في العام 1769 " في لندن " تشارلز لييل آخر أصبح فيما بعد أبا لعالم الجيولوجيا وبحلول العام 1778 عمل تشارلز لييل الأكبر سكرتيرا للأدميرال جون بايرون وضابطا مسؤولا عن الشؤون المالية لسفينة القيادة , سفينة صاحية الجلالة الملكة برنسيس رويال ونتيجة للجهد الذي بذله أسطول بايرون ضد الفرنسيين في أثناء حرب الاستقلال الأمريكية " اذ ان مساعدة الأسطول الفرنسي لقضية الثوار كان لها دور من شأنه أن يضمن خسارة البريطانيين لتلك الحرب " تلقى لييل قدرا هائلا من المال هدية له وأضاف هذا المبلغ الى ما حققه من مكاسب أخرى في العام 1782 أي بعد ثلاث سنوات من تقاعده عن العمل في الأسطول وأصبح في امكانه شراء اقطاعيات في اسكوتلندا تصل مساحتها الى 5 آلاف فندان علاوة على بيت رائع في كينوردي في فورفارشاير " واسمها الآن أنغوس " وتلقى ابنه تعليما جيدا يليق بمقام ومكانة لييل الكبير المتعاظمة وقضى زهاء العام في جامعة سانت أندروز قبل أن ينتقل الى بيترهاوس في كامبريدج العام 1787 . وتعلم تشارلز لييل الثاني تعليما جيدا " تخرج في الجامعة العام 1791 ثم درس القانون في لندن " وقام بأسفار عديدة بما في ذلك رحلة سياحية طويلة طاف خلالها بأنحاء أوروبا في العام 1792 حيث زار في أثناء رحلته هذه باريس وهي في معمعة الثورة وأصبح في العام 1794 زميلا في بيتر هاوس وتمثل هذه الزمالة علاقة مفيدة لكل محام طموح .
غير أن لندن ظلت مقره الأساسي الى ان توفي أبوه في يناير 1796 وهو في الثانية والستين من العمر ولم يعد تشارلز لييل الثاني بحاجة الآن الى ممارسة مهنة المحاماة وبعد عام تزوج بالآنسة فرانسيس سميث وانتقل الى كينوردي حيث أنجب تشارلز لييل الجيولوجي يوم 14 نوفمبر 1797 .
بيانات الكتاب
تأليف : جون غريبين
الترجمة : شوقي جلال
الناشر : عالم المعرفة
عدد الصفحات : 388 صفحة
الحجم : 12 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق