كتاب ممتع يتناول فلسفة الديانة البوذية لدى أهل التبت ونظرتهم للبادما سمباهافا كقديس وكمبدأ كوني وأسماءه وطريقة معيشته التي يقتبسون منها أصول طريقتهم وسيكولوجية البوذي. كما عرّف الكثير من الجوانب والأساسيات والطرق بطريقة رائعة.
مقتطفات من الكتاب
بادسا سمباهافا والمادية الروحانية
ان الموضوع الذي نحن بصدد تناوله هو موضوع صعب صعوبة غير عادية ومن الجائز أن بعض الناس سوف يصيبهم الارتباك بصفة غير عادية أيضا .
وأن بعض الناس ربما يستخلصون منه بعض الشيء ولسوف نناقش موضوع المعلم الروحي رينبوكي , أو كما يسميه الغرب غالبا بادما سمباهافا ولسوف ننتناول طبيعته والأساليب المختلفة التي طورها من خلال عمله مع تلامذته وذلك الموضوع دقيق جدا وبعض جوانبه تتسم بالصعوبة الشديدة اذا ما تمت صياغتها في كلمات .
وأنقسم ألا ينظر أي امرئ الى هذه المحاولة من جانبي بمثابة عرض محدد لبادما سمباهافا .
وبادئ ذي بدء فاننا نحتاج الى تقديم أساس لماهية بادما سمباهافا , وكيف يتواءم مع البودهارما " أي التعاليم البوذية " على وجه العموم وكيف لقى ذلك الاعجاب من جانب أهل التبت على وجه الخصوص .
لقد كان بادما سمباهافا مدرسا هنديا وهو الذي جلب التعاليم البوذية بكاملها الى التبت وقد ظل مصدر الالهام بالنسبة لنا حتى الآن هنا في الغرب لقد ورثنا تعاليمه ولهذه النقطة من وجهة النظر فانني أعتقد أنه يمكن القول بأن بادما سمباهافا لا يزال حيا وطيبا .
انني أفترض أن أفضل السبل لطرح شخصية بادما سمباهافا على الناس من أصحاب النظرة الغربية أو الفكر – المسيحي هو أن نقول انه قديس وسوف نمضي الى مناقشة عمق حكمته وأسلوب الحياة الذي جاء به , وأسلوبه الماهر في الارتباط مع تلامذته .
ان التلاميذ الذين كان عليه أن يتعامل معهم من أهل التبت كانوا أفظاظا بشكل غير عادي وغير مثقفين ولقد وجهت اليه الدعوة للقدوم الى التبت لكن أهل التبت أظهروا مقدرة ضئيلة لفهم كيفية استقبال والترحيب بمعلم روحي عظيم جاء اليهم من جانب آخر من العالم . لقد كانوا على اصرار وعناد كما كانوا في حقيقة الأمر أفظاظا غير مصقولين وكانوا يمثلون كل أنواع العقبات لأنشطة بادما سباهافا في التبت .
وعلى أية حال فان هذه العقبات لم تنشأ من جانب أهل التبت وحدهم وانما نشأت أيضا لعوامل الاختلاف في المناخ والبيئة والوضع الاجتماعي ككل .
وبكيفية ما فان وضع بادما سمباهافا كان شديد الشبه بوضعنا هنا فالأمريكيون يتسمون بكرم الضيافة ولكن على الجانب الآخر فان هناك جانبا خشنا في الثقافة الأمريكية أما من الناحية الروحانية فان الثقافة الأمريكية لا تفضى الى ظهور شعاع النور أو ترحب تماما بمثل هذه الاتجاهات .
لذلك فهناك وجه للتشابه هنا , وفي ظل هذا التشابه فان أهل التبت يكونون بمثابة الأمريكيين أما بادما سمباهافا فيكون هو نفسه .
وقبل الولوج الى التفاصيل فيما يتعلق بحياة سمباهافا وتعاليمه فانني أعتقد أنه من المناسب مناقشة فكرة قديس بالنسبة للتقاليد البوذية ان فكرة القديس في التقاليد المسيحية تتضمن التناقض الى حد ما .
فبالنسبة للتقاليد المسيحية فانه يجري النظر الى القديس بوجه عام على أنه الشخص الذي له علاقة مباشرة بالله والذي تهزه نشوة كاملة باتصاله بالألوهية وأنه لديه القدرة أن يظهر تأكيدات معينة للنشر .
بيانات الكتاب
تأليف : تشوجيام ترونجبا
الترجمة : فوزى درويش
الناشر : مكتبة مدبولي
عدد الصفحات : 192رصفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق