مقتطفات من الكتاب
مقدمةلم يكن عجبا أن يعنى بأمر الحب والجمال , عالم أديب حجة في اللغة والتاريخ وغيرهما من العلوم والفنون واشتهر الى ذلك بالتزام الوقار والمحافظة على التقاليد الدينية والاجتماعية هو المغفور له العلامة " أحمد تيمور باشا " صاحب هذا الكتاب .
فمن قبل ذلك بمئات السنين عنى بأمر الحب والمحبين كثير من أكابر العلماء والأدباء وذوي المكانة الرفيعة والكلمة الموقرة المطاعة في شؤون الدين وشؤون الدنيا على السواء .
وتعرضت كتب أخرى كثيرة لهذا الموضوع الشائق منها كتاب " روضة المحبين ونزهة المشتاقين " للعلامة الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية المتوفي سنة 751 هـ .
والمستقرئ لتواريخ الأمم والشعوب قديمها وحديثها وكبيرها وصغيرها لا بد واجد أنها كلها دون استثناء تشترك في معرفة الحب ومعاناته وفي تقدير أهميته في حياة الفرد والمجتمع ثم هو الى جانب ذلك لن يفوته أن يلحظ أن " الحب والجمال عند العرب " لهما مقام أسمى ومنزلة أعظم , فاذا هو التمس أسباب هذا ودواعيه فما أيسر أن يتبينها فيما توافر للعرب في بيئتهم الخاصة من فطرة سليمة واحساس مرهف ومن تذوق دقيق واع لما يحيط بهم من روائع الجمال وبدائعه متمثلة في مناظر صحرائهم بما اشتملت عليه أرضها من رمال وتلال وجبال مختلفة الألوان وبما اشتملت عليه سماؤها من غيوم ونجوم تسحر العيون والألباب .
فاذا أضيف الى ذلك ما امتاز العرب به من كثرة الترحال والانتقال انتجاعا للرزق ومن فصاحة اللسان والجنان والقدرة على التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم بصدق واخلاص فهذان برهانان آخران على أنهم خلقوا ليكونوا أحق بالحب وأهله وأقدر على حمل تبعاته وأصدق تصويرا وتعبيرا عنه .
وقد تغنى بجمال الحب وحب الجمال فطاحل الشعراء العرب منذ عصر الجاهلية ولم تخل من الحديث عن ذلك أو الاستهلال به أكثر القصائد الكبرى التي قدسها العرب الجاهليون وعلقوها على الكعبة تشريفا لأصحابها وتقديرا لبلاغتها فيما أكد كثير من الرواة .
وفي أشهر هذه " المعلقات " يقول امرؤ القيس بن حجر الكندي :
أفاطم : مهلا بعض هذا التدلل وان كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل ؟
ويفتتح الحارث بن حلزة اليشكري معلقته بقوله في حبيبته " أسماء " :
بيانات الكتاب
تأليف : احمد تيمور
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : صفحة
الحجم : ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق