"أي شيء غير مستحيل هو ممكن!" بهذه العبارة يبدأ ميشيو كاكو كتابه الممتع الذي يأخذنا خلاله في رحلة نستكشف فيها تلك المناطق الرمادية الأكثر إثارة في الفيزياء. صنف كاكو التقانات المسحيلة في الفيزياء إلى ثلاث أصناف: الصنف الأول هو تقانات مستحيلة اليوم، لكنها لا تناقض القوانين المعروفة في الفيزياء، ومن ثم فهي ممكنة في هذا القرن أو ربما بشكل معدل في القرن الذي يليه، وهي تشمل النقل الفوري البعيد ومحركات مضاد المادة والتخاطر عن بُعد والتحريك بأثير الدماغ والاحتجاب عن الرؤية،
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
" اذا لم تبد الفكرة من البداية عبثية فلا أمل فيها " ألبرت آينشتاين
مذ كنت طفلا شغفت دوما بهذه الأسئلة وكالعديد من الفيزيائيين بينما كنت أنمو كنت شغوفا بامكانية السفر عبر الزمان وبالمسدسات الشعاعية وبحقول القوة والأكوان المتوازية وما يشبهها كان السحر والأسطورة والخيال العلمي كلها مجال ألعاب ضخما لمخيلتي الخصبة وهكذا بدأت قصة حبي للمستحيل التي استمرت العمر كله .
أتذكر مشاهدة اعادة مسلسل " فلاش غوردون " القديم على التلفاز كنت ألتصق كل يوم سبت بجهاز التلفاز مشدودا الى مغامرات فلاش والدكتور زاركوف وديل أردن وآلاتهم المدهشة ذات التقانة المستقبلية : سفن صاروخية دروع لا مرئية مسدسات شعاعية ومدن فضائية لم أتخلف أسبوعا واحدا لقد فتح البرنامج عالما جديدا لي . تحمست لفكرة السفر يوما كالصاروخ الى كوكب غريب واكتشاف تضاريسه الغريبة ولأنني انجذبت الى عالم هذه الاختراعات الرائعة علمت أن مصيري الشخصي قد ارتبط بطريقة ما بعجائب العلم التي وعد بها هذا المسلسل .
وكما تبين لي بعدها لم أكن الوحيد في ذلك لقد أصبح العديد من العلماء المتميزين مهتمين لأول مرة بالعلم من خلال تعرضهم للخيال العلمي كان الفلكي العظيم ادوين هوبل مسحورا بأعمال جول فيرن ونتيجة لقراءة قصصه تخلى عن مهنة واعدة في الحقوق وعصى رغبات والده ليبدأ مهنة في العلم .
وأصبح في النهاية أعظم فلكي في القرن العشرين والتهب خيال الفلكي المتميز وأكثر المؤلفين رواجا كارل ساغان عند قراءة روايات " جون كارتر المريخ " لادغار رايس بارو ومثل جون كارتر حلم أن يستكشف يوما ما رمال المريخ .
كنت لا أزال طفلا في اليوم الذي توفي فيه آينشتاين لكنني أتذكر الناس وهم يتكلمون عن حياته وموته بأصوات منخفضة , وفي اليوم التالي شاهدت في الصحف صورة لمكتبه وعليه المخطوطة غير المنتهية لعمله الأعظم غير المنجز سألت نفسي : ما الشيء المهم الذي لم يستطع أعظم عالم في عصرنا أن ينهيه ؟ زعم المقال أنه كان لآينشتاين حلم مستحيل .
مشكلة صعبة جدا بحيث كان من غير الممكن لبشر أن ينهيها استغرق الأمر مني سنوات لأكتشف ما الذي كانت المخطوطة تدور حوله : " نظرية كل شيء " موحدة عظيمة لقد ساعدني حلمه الذي استغرق منه العقود الثلاثة الأخيرة من حياته على تركيز مخيلتي لقد رغبت بطريقة ما متواضعة أن أكون جزءا من مجهود اكمال عمل آينشتاين في توحيد قوانين الفيزياء في نظرية واحدة .
ومع تقدمي في العمر بدأت أدرك أنه على الرغم من أن فلاش غوردون كان البطل الذي يفوز دوما بالفتاة بيد أن العالم هو الذي أنجح المسلسل التلفزيوني فمن دون الدكتور زاركوف لما كانت هناك سفينة صاروخية ولا رحلات الى المونغو ولا انقاذ للأرض ولو وضعنا البطولة جانبا فلا وجود لخيال علمي من دون العلم .
أدركت أن هذه الحكايات كانت ببساطة مستحيلة بحسب العلم الذي تتضمنه وهي مجرد شطحات من الخيال ان التقدم في السن يعني ازاحة هذه الأحلام جانبا ففي الحياة الواقعية كما أنبئت على المرء أن يتخلى عن المستحيل وأن يتبنى الواقع .
ومع ذلك استنتجت أنه اذا كان لي أن أتابع اندهاشي بالمستحيل فسيكون المفتاح لذلك من خلال حقل الفيزياء ومن دون أساس صلب من الفيزياء المتقدمة فسأراهن دوما حول التقانات المستقبلية من دون أن أفهم اذا كانت ممكنة أم لا .
بيانات الكتاب
تأليف : ميتشيو كاكو
الترجمة : سعد الدين خرفان
الناشر : عالم المعرفة
عدد الصفحات : 361 صفحة
الحجم : 6 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق