عصر محمد على باشا عصر النهضة الذي نفض عن مصر غبار التراجع في شتى المجالات.. العلمية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.. عصر تناولته كثير من الدراسات والمؤرخين والباحثين، وهذا الكتاب الذي وضعه” عبد الرحمن الرافعي” عن هذه الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ مصر.. يتناول فيه الزعامة الشعبية في السنوات الأولى من حكم ( محمد على) ، الحملة الإنجليزية سنة 1807م وفشلها. ينتقل بعد هذا إلى مرحلة الإقصاء والاختفاء للزعامات الشعبية عن الميدان السياسي وانفراد ( محمد على) بالحكم، يتناول تحقيق الاستقلال القومي والحروب المتعددة من فتح السودان
مقتطفات من الكتاب
هذا هو الجزء الثالث من " تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر " وهو يتناول الكلام عن عصر محمد علي .
تضمن الجزء الأول من الكتاب ظهور الحركة القومية في تاريخ مصر الحديث , بيان الدور الأول من أدوارها وهو عصر المقاومة الأهلية التي اعترضت الحملة الفرنسية في مصر , واشتمل الجزء الثاني على تنمية وقائع المقاومة الشعبية الى انتهاء الحملة الفرنسية وتطور الحياة القومية بعد انتهاء تلك الحملة الى ارتقاء محمد على أريكة مصر بارادة الشعب وقد قلنا في بيان هذه الحقيقة : " ان محمد علي هو أول من استعان بالعامل القومي الذي ظهر على مسرح الحوادث السياسية وأنه من هذه الناحية ثمرة من ثمرات الحركة القومية ودور من أدوارها التاريخية , اقترن ظهوره بظهور العامل القومي وكانت ولايته نتيجة اختيار وكلاء الشعب ومناداتهم به واليا نختارا على مصر ولقد برهن أن تولي الحكم على أنه أكبر بناء في صرح القومية المصرية " .
فموضوع الجزء الثالث هو تفصيل الكلام عن " عصر محمد علي " وكيف كان دورا من أدوار الحركة القومية .
والحركة القومية كما عيناها في مقدمة الكتاب وجعلناها أساس البحث والتدوين هي الجهود التي بذلتها الأمة في سبيل تحرير مصر من النير الأجنبي وفك قيود الاستبداد عنها وتقرير حقوق الشعب السياسية , هي التضحيات التي قدمتها والآلام التي احتملتها في سبيل تكوين مصر الحرة المستقلة .
وعلى هذا الاعتبار يجب أن نعد عصر محمد علي صحيفة مجيدة من صحائف الحركة القومية ففيه نشأت الدولة المصرية الحديثة فيه تحقق الاستقلال القومي وشيدت الدعائم الكفيلة بالقيام به , فيه تأسس الجيش المصري والأسطول المصري والثقافة المصرية .
وفيه وضعت أسس النهضة العلمية والاقتصادية في البلاد فهو عصر استقلال وحضارة وعمران .
ان استقلال مصر كان ثمرة الحروب التي خاضت غمارها في عصر محمد علي تلك الحروب التي بذلت فيها الأمة أرواح عشرات الآلاف من زهرة أبنائها من أولئك الأبطال المجهولين الذين جاهدوا واستشهدوا في ميادين القتال وسقوا أديم الأرض بدمائهم في ربوع مصر والسودان وفي صحاري جزيرة العرب وجبال كريت والموره وبطاح سورية والأناضول وفي قاع اليم بمياه اليونان أو على سواحل مصر والشام فلا جرم أن كان الجيل الذي عاش في عصر محمد علي هو أكثر الأجيال عملا وتضحية في سبيل تكوين مصر المستقلة .
فعلى أكتافه وبجهوده وضحاياه قام صرح الاستقلال عالي الذري وهو الذي نهض بالأعمال الأولى لحضارة مصر وعمرانها فشق الترع وأقام القناطر والجسور وشاد المدارس والمعاهد وبنى العمائر والدواوين والقصور وأنشا الموانئ ودور الصناعة " الترسانات " واستحدث المعامل وشيد القلاع والاستحكامات وبذل في سبيل تلك المنشآت راحته وحياته ويكفيه فضلا في ميدان التضحية أنه أنشأها وبناها عاملا على السخرة دون أن ينال على جهوده أجرا ولا جزاء ولا شكورا وأن عشرات الآلاف من بنيه قد ماتوا تحت أعباء المجهودات المضنية التي احتملوها في سبيل اتمام تلك الأعمال المجيدة فاذا قارنت بين جهود ذلك الجيل وتضحياته وما بذلته الأجيال المتعاقبة من بعده الى اليوم حكمت من غير تردد أنه أكثر الأجيال بذلا ومساهمة في أعباء الجهاد القومي .
بيانات الكتاب
تأليف : عبد الرحمن الرافعى
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 600 صفحة
الحجم : 15 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق