في عالم الفن لا توجد حواجز بين العمل واللعب أو بين المحلية والعالمية أو بين الثقافة والاقتصاد أو بين ماهو فني و سياسي، ولكن من المؤكد أن المرء سوف يرتكب خطأً فادحاً لو اعتقد أن القائمين على عالم الفن يؤمنون بالمساواة أو الديمقراطية، إن عالم الفن ليس مجرد مدينة فاضلة لخوض التجارب الفنية الجديدة وتبادل الأفكار ولكنه عالم يقوم على التمييز الشخصي واستبعاد الآخرين من الميدان،
مقتطفات من الكتاب
يشكل كتاب " سبعة أيام في عالم الفن " اطارا زمنيا لمرحلة فارقة في تاريخ الفن , ازدهرت خلالها سوق تداول المنتجات الفنية ازدهارا اقتصاديا هائلا كما شهدت المعارض الفنية اقبلا متناميا من الزائرين علاوة على ازدياد أعداد الراغبين في التخلي عن وظائفهم وأعمالهم اليومية كي يتفرغوا للعمل في المجالات الفنية .
وفي تلك المرحلة التي انتعشت فيها الفنون , توسع عالم الفن وازدادت وتيرة ايقاعاته وتلاحقت فيه الأحداث كما أصبح أكثر مسايرة للموضة وتفاقم غلاء وأصبح المتنافسون على مقتنياته أشد ضراوة ومع تراجع حركة التجارة العالمية وصلت تلك المرحلة من النشوة الاقتصادية التي شهدها عالم الفن الى نهايتها لكن بنيتها التحتية وآليات عملعا ظلت قائمة على الساحة .
يتألف عالم الفن المعاصر من شبكة عنكبوتية فضفاضة تحوي جماعات فرعية ذات اتجاهات فنية متعددة يجمعها الايمان بالفن ورسالته , وتمتد هذه الشبكة وتتغلغل عبر الكرة الأرضية لكنها تتخذ من عواصم الفن الرئيسية حول العالم , مثل نيويورك ولندن ولوس أنجلوس وبرلين مراكز لها وثمة جماعات من عشاق الفن قد أقامت هيئات خاصة بها ومجتمعات نابضة بالحياة في مدن مثل : غلاسغو " اسكتلندا " وفانكوفر " كندا " وميلان " ايطاليا " .
ان القوة هي سلاح السوقة والرعاع أما السيطرة فهي سلاح الأذكياء الذين يحددون أهدافهم بدقة بالغة اذ ينبغي البدء بالسيطرة أولا على الفنانين لأن نوعية أعمالهم هي التي ستحدد الخطوات التالية ولكن الفنانين في حاجة دائمة الى وسيط يثقون به ويتحاورون معه حول أعمالهم ومنتجاتهم .
ان سيرورة الانتاج الفني تقتضي السيطرة والثقة في آن معا هكذا تسير الأمور في عالم الفن " وعلينا ألا ننسى أن ثمة فوارق بين " عالم الفن " و " سوق المنتجات الفنية " فالأول أكبر بكثير ويشتمل السوق الفني على من يسوقون المنتجات الفنية ويبيعونها ويشترونها مثل التجار وجامعي المقتنيات ومرتادي المزادات العلنية أما بقية اللاعبين في الميدان الفني مثل النقاد والخبراء الفنيين ومديري المعارض والفنانين أنفسهم فانهم لا ينخرطون بشكل مباشر .
بيانات الكتاب
تأليف : سارة ثورنتون
الترجمة : صديق محمود جوهر
الناشر : مشروع كلمة للترجمة
عدد الصفحات : 404 صفحة
الحجم : 7 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق