لغز "هنداوى"
تعمل على إتاحة الكتب مجاناً على الانترنت
كثيرة هى المؤسسات التى تعمل فى مجال النشر, إلا أن مؤسسة هنداوى قد إستطاعت لفت أنظار القراء والشباب إليها بسبب تواجدها الدائم على الشبكة العنكبوتية, ومواقع التواصل الأجتماعى, وعملها فى إتاحة الكتب على جمهور القراء بدون مقابل, الامر الذى أثار تساؤلات عن طبيعة هذا التمويل, فضلاً عن أسئلة بشأن اليات عملها وطريقة إختيار النصوص والمترجمين, بالصورة التى تدفعها لطرح إصداراتها بأسعار متوسطة تنافس مطبوعات الدولة ودور النشر الخاصة داخل وخارج مصر.
-كانت البداية عام 2007 تحت إسم (شركة كلمات عربية للترجمة والنشر) وهى مؤسسة هادفة للربح مثل أى شركة أخرى, وتتعامل فى الأغلب مع الكتب الاجنبية, فتحاول الحصول على حق الملكية الفكرية من الناشر أو المؤلف وتعمل على ترجمته ونشره وتوزيعه, ومن أشهر الكتب التى ترجمتها "كلمات عربية" كتاب "أحلام من أبى" للرئيس الأمريكى باراك أوباما.
-حتى جاء عام 2013, كما يقول "إسلام حسنى", مدير التسويق بشركة "هنداوى للنشر", تم طرح فكرة تغيير الشركة من هادفة للربح إلى شركة غير هادفة للربح, فكانت "هنداوى للتعليم والثقافة", وجدنا أن "هنداوى للنشر" تحقق دخلاً جيداً, ومن منطلق رؤيتنا لخدمة الثقافة بشكل أكبر قررنا إطلاق "مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة", وحتى الان فقد عملنا على إصدار أكبر مكتبة عربية لكتب التراث, حتى نستطيع الحفاظ عليه, لأن الكتاب فى شكله الإلكترونى غير قابل للفقد, حولنا معظم كتب الاستاذ "عباس العقاد" الى كتب الكترونية واتحناها بدون مقابل, ولنا السبق فى إتاحة الكتب الإلكترونية بصيغة epub التى تعمل على أجهزة "كيندل".
يعرف المتابعون لموقع المؤسسة جيدا برنامج صفحات: يعمل هذا البرنامج على ترجمة المقالات المفيدة عالمياً إلى اللغة العربية, من أشهر المجلات على مستوى العالم, والأكثر تداولاً على المستوى الثقافى, مثل "MIT Technology" و"History Today" و "New Scientists", ومن أكثر المجالات التى نعمل على ترجمتها العلوم والثقافة.
وهناك ايضا برنامج أخبار والهدف من هذا البرنامج جمع وترجمة كل الأخبار العلمية والثقافية وإتاحتها للقارىء العربى, ليكون على إطلاع بالجديد فى هذه المجالات.
-أما عن مشكلة حقوق الملكية الفكرية, يقول "إسلام" قبل ترجمة أى كتاب يجب أن تحصل على الحقوق من المؤلف أو الناشر, وللأسف يوجد بعض الناشرين الذين لا يرضوا بإتاحة كتبهم إلكترونياً, وهناك البعض الذى يطالبنا بمبلغ قبل إتاحته, مما يسبب لنا مشكلة فى إتاحة الكتاب.
اتهامات وتساؤلات
-وعند سؤاله عن الدعم المالى, وما إذا كان يرى أن الدعم المالى للمؤسسة مبالغ فيه, يقول ببساطة أن شركة "هنداوى للنشر" وهى شركة هادفة للربح تحقق عائد مالى مرضى يمكنها من دعم "مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة" بشكل جيد, أما عن الدعم المعنوى, فإن مؤسسة هنداوى توفر لنا كافة الاحتياجات المناسبة للإنتاج لكل أقسام وموظفى الشركة, 170 موظف بين مترجمين ومبرمجين ومحررين, لديهم كافة الوسائل التى تمكنهم من اداء عملهم بشكل لائق.
-أما عن الاتهامات الموجهة للمؤسسة بأن لها ميول للتيار الإسلامى, يضحك إسلام, قائلاً عندما يتم توجيه تهمة لى فيجب أن يتم إثبات ذلك, فنحن لم ندعم أى من مرشحي هذا التيار فى أى إنتخابات سابقة, ولا نرتبط بأى شخصيات تنتمى له, بل أن كتاب "أدب التمرد" ينتقد بشدة شخصيات من داخل هذا التيار.
-ومن المفيد أن أقول أيضاً إننا لا ننشر أى كتب دينية, لأن الدين يحتمل إجتهادات كثيرة, ونحن لا نريد أن نكون طرفاً فى هذا, وبجانب المجال الدينى,لا ننشر أعمال فى مجالى السياسة والطبخ, ونركز على الكتب العلمية, لأن ذلك – فى رأينا – ما نستطيع تقديمه للبلد بشكل جيد, وفى هذا الشأن, فقد تعاونا مع الهيئة العامة للكتاب على نشر 3 كتب علمية, وهم داروين متردداً, روعة الكيمياء, واينشتاين حياته وعالمه, وقد أصرت "هندواى" على إصدار الاخير من الهيئة بسعر رمزى لانه من اهم الكتب التى تتناول حياة العالم الكبير.
يشار إلى أن هذا العام شهد تكريمين للمؤسسة حيث تم تكريمها من دولة الكويت كما تم تكريمها من قبل إتحاد الناشرين المصريين, ومن الهيئة العامة للكتاب.
أحمد الليثى
العدد 751 بتاريخ 11 نوفمبر 2014- المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق