فتاة الترومبون، انطونيو سكارميتا
غلاف الرواية
قرأت هذه الرواية بتشجيع من إحداهن على تويتر، أثارني العنوان ومؤلفها أنطونيو سكارميتا الذي كان قد مر على مسامعي اسمه قبلا.
تبدأ الرواية حين نزول عازف ترومبون على رجل عجوز بالشيلي رفقت فتاة لم تتجاوز عامها الثاني مسلما له إياها على أساس انها حفيدته من ابنه الذي راح يقاتل رفقة زوجته في جبهات الحرب ضد النازية هناك في أوروبا وبالضبط في كرواتيا البلد الاصلي للماليسيين الذين هاجروا الى تشيلي ثلاثينيات القرن الماضي. بعد أن قطع وإياها المحيط الاطلنطي في عبارة للمهاجريين الماليسيين ساعيا بها الى عائلتها الجديدة (جدها) ووطنها الجديد (تشيلي).
تحكي الفتاة مجدلينا (وهي الراوي) حياتها منذ بدأت تتشكل لها بعض معالم البيئة المحيطة بها، جدها استيبان كوبيتا وهواجسهما حول بعضيهما، لا يتأكد الجد أن الحفيدة حفيدته ولا هي تفعل ذلك، رباط وثيق يشد بينهما بينما يبقى لغز الانتماء معلقا، مخاصماتهما وحنوهما على بعضهما البعض، يومياتهما وصراع الجد مع المرض الى حين وفاته تاركا اياها رفقة زوجته جوفانا وصديقها معلمها بالمدرسة ذي التوجه الاشتراكي الذي تمتقته مجدلينا مقتا شديدا.
لا تنطوي قصة اليا ايمار كوبيتا (وهو الاسم الذي اختارته في مراهقتها تيمنا باسم جدتها)، على الكثير من المفاجآت في حياتها، إنها فقط يوميات فتاة حاولت أن تعيش حياتها وفق معتقداتها الخاصة وبين كل هذا وذاك، تقلبات اجتماعة وسياسية واقتصادية تطرأ على بلدها الجديد تشيلي الذي كان مطلع خمسينييات القرن الماضي مرتعا للتجاذبات السياسية بين الليبيراليين ووراءهم الدعم الامريكي والاشتراكيين ومن خلفهم دعم القوى الناشئة التي ظهرت للوجود حين ذاك.
تنضم اليا ايمار الى اليسار الذي يتزعمه سلفادور اليندي، الذي سيصبح بعد عدة مشاركات له في الانتخابات رئيس الشيلي عام 1970 قبل ان يغتال العام 1973، بعد ثلاث سنوات فقط من حكمه. مجدلينا التي تلتقي باليندي تتضارب دواخلها بين دعم هذا الرجل وحبها لامريكا، بلد الشياكين في عرف استاذها صديق زوجة جدها الراحل. تحلم بالسفر لنيويورك لتصبح ممثلة كأولئك اللواتي تشاهدهن في السينما وهي برفقة صديقها بابلو بالاثيوس..
الرواية عميقة ببساطتها، حديث عن تشيلي سنوات الخمسينيات والتاثر الواضح بمظاهر العولمة القادمة من امريكا، اليندي رمز الكفاح الاشتراكي في بلد سيطر عليه الليبيراليون الذين يستبدون بالسلطة ويحولونها لخدمة اغراضهم الشخصية..
عن لغة الرواية يكفي انها من ترجمة العملاق صالح علماني، سلسة باسلوب رائع من كاتبها.
احببت كثيرا ان اقرا للروائيين التشليين من القراءة لايزابيل اليندي، هاهوسكارميتا يدفعني لفعل ذلك مجددا والدور بعده على روبرتو بالانيو وروايته “ليل تشيلي”.
انصحكم بقراءتها
المصدر : مدونة قرأتُ لك . قادة الزاوي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق