الجمعة، 21 نوفمبر 2014

تصطفل ميريل ستريب/ رشيد الضعيف / pdf


تصطفل ميريل ستريب لرشيد الضعيف

تنبيه : ستتوفر الرواية pdf قريبا على صفحات هذا الموقع -موقعكم مقهى الكتب البيت الاول للكتب الالكترونية .



 قراءة هيفاء البيطار


ذكرتني كتابة رشيد الضعيف في روايته «تصطفل ميريل ستريب» بكتابة محمد شكري، كلاهما يتميز بتلك
البساطة العارية في طرح أشدّ الموضوعات حرجاً وإشكالاً، مختصرين ومتجاوزين في آن واحد، ليس الرقيب

الخارجي فقط، بل الرقيب الداخلي الأخطر والمزروع في أعماق كل مبدع، وأعتقد أن من أهم ميزات أي عمل
إبداعي القدرة على تجاوز الرقيب الداخلي الذي يحاول أن يقبض على الأفكار والأحاسيس العفوية والمبدعة
ويمنعها من الانفلات والتعبير في صدق عن ذاتها، مراعياً الأفكار السائدة والأخلاق المتعارف عليها، يأخذ قوته

من الذهنية السائدة المترسخة عبر أجيال وقرون، لذا فإن الزحزحة والجرأة في نقد تلك الأفكار يحتاج إلى شجاعة.وبطولة
يبحر رشيد الضعيف في بحر شديد الظلمات ليبلغ الحقيقة، وهل ثمة هدف أسمى من الحقيقة؟ يشير في بساطة إلى الشرخ الهائل في علاقة المرأة بالرجل في مجتمعنا العربي، خاصة في المجتمع الذي تحرر ظاهرياً من ناحية اللباس والسلوك أما في العمق فظلت الأفكار والمعتقدات والأحكام القديمة، وقيم الشرف معششة في اللاشعورتعّذب أصحابها بسبب التناقضات الكبيرة بين ما يفترض أن يتصرفوا على أساسه كأشخاص متحررين، وحقيقة.ذهنيتهم المتخلفة والمتوارثة جيلاً بعد جيل

بطل الرواية شاب في الـ 35، يؤمن بتحرر المرأة، أو يعتقد أنه يؤمن بذلك، ويقدس الحياة الزوجية، ويعتبرها جنة .الحب والجنس

يتزوج من فتاة في الـثلاثين ، تقود سيارة، تلبس على الموضة، لديها جهاز خليوي، تشرب البيرة، مولعة بالتلفزيون والفضائيات التي تبث أفلاماً جريئة جداً... ما الذي يجري وراء هذا الشكل المتحرر من الحياة؟ ثمة
.وراء تلك اللوحة الحضارية شرخ هائل في علاقة المرأة بالرجل، وبالتالي في علاقة كل منهما بنفسه فالبطل يتعذب منذ بداية تعرّفه إلى شريكة حياته، إذ يتفقان على اللقاء في مقهى بحري، ومن اللحظة الأولى.تحصل صدمة للشاب إذ تطلب الفتاة بيرة وتشعل سيجارة من دون أن تلتفت إليه يداري الشاب امتعاضه ويستهجن أن تطلب البيرة من اللقاء الأول، فيطلب هو مشروبا غازيا، لكنها لا تشعر باستنكاره الذي قمعه، ويفاجأ بها تطلب زجاجة ثانية من البيرة، فيحس بألم إذ ليس تلك صورة الأنثى المرسومة في ذهنه، لكنه يحاول أن يجد الأعذار لفتاته، فهي في الـثلاثين ، كما أن العصر الذي نعيشه عصر تحرر المرأة.ومساواتها بالرجل، كما يفترض به أن يفكر بعد الزواج تبدأ المعاناة الحقيقية للزوج وشكوكه المتعاظمة، فزوجته تنفر بشدة كلما اقترب منها، وتحاول التهرب من وصالها معه باستمرار وتنام لدى أهلها، وتشمئز منه وتشعر بأنه يلوثها، مما زاد عذابه وشكوكه إذ تسأله عن معاني كلمات بالفرنسية، وترددها حتى تحفظها وقد سمع يوماً أنها كانت على علاقة بشاب فرنسي، لكنه لا يجرؤ على الاستفسار عن سبب رغبتها في معرفة تلك الكلمات الفاحشة بالفرنسية؟ إذ يجب أن يظل شكل علاقتهما
.حضارياً وقائماً على الثقة وتفاجئه الأيام من خلال مواقف وتعليقات لزوجته بأنها تملك خبرة واسعة، فلا يمكن أن تكون كلماتها مجرد تناقل .لكلام سمعته من صديقاتها! بل ناتجة بالتأكيد من خبرات حياتية، ومن معاينة ومشاهدة يحاول الزوج طرد عذاب شكوكه من خلال تشبثه بقيمة أساسية هي عذرية زوجته، أليست أكبر دليل على.شرفها؟! ألم يتعلم تلك القيمة ويتنفسها منذ كان طفلاً يقرر أن يدس لزوجته منوماً قوياً في البيرة، وتغرق الزوجة في نوم عميق، ويبدأ رحلة التنقيب بفحص المناطق.الأكثر قيمة وأهمية والتي يعلق عليها المجتمع قيم الشرف والأخلاق موقف الزوجة من كل ما يجري، خاصة في عيادة الطبيبة النسائية، صمت أقرب إلى الاستخفاف واللامبالاة، كأنها
تصفع زوجها على ذهنيته وشكوكه بلامبالاتها، معبرة عن احتقارها لتلك الذهنية المتعفنة، وكأنها تريد القول له قبل .أن تبصق في وجهه: أيها المتخلف، لقد ضحيت من أجلك لأنك أناني ولا تستطيع أن تقبلني كما أنا تجهض الزوجة نفسها وتترك زوجها، خاصة بعد تورطه في مشكلة ويتهم بمحاولة اغتصاب الخياطة التي حاكت لهم الستائر، ورغم براءته فإن إخوة الخياطة حاولوا ابتزازه يقدم إلينا رشيد الضعيف أفكارنا التي نخفيها بعيداً ولا نجرؤ على مناقشتها، يفرد تلك الأفكار أمامنا على صفحة .نهارنا، فلا تزال جرائم الشرف تحتل أرقاماً عالية في صفحات جرائدنا تشعر وأنت تقرأ هذه الرواية بأنك تتفرج على حياة البشر الخفية، الداخلية، من ثقب باب، فلا يهم الفرد هنا سوى
أمن المظاهر الزائف، ورتق غشاء البكارة هو رتق لثقوب كثيرة في نسيج عقولنا المهترئ هل منطقي أن تبلغ المرأة كل ما بلغته من نجاحات في العلم والمهنة والوصول إلى المناصب الحساسة، وأن يتأخر بها سن الزواج بعد الـ 30، ثم تحدد قيمها وتطالب بنزف بضع نقاط من الدم ليلة الزفاف؟! أين نحن حقيقة من تحرر المرأة, من قبولها بشرطها الإنساني، كقيمة إنسانية مساوية للرجل... هل هذا ممكن أم ضرب من.الجنون! لي مأخذ على الرواية أنها طافحة أكثر من اللازم بالصور الجنسية التي لم تعد تخدم الموضوع كذلك تكرار صور وصاله مع زوجته وتفاصيل ذلك الوصال، ينبغي أن تكون للكتابة عن الجنس وظيفة ودور.وأن تخدم الفكرة، لا أن تتحول إلى مشاهد بورنو ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الرواية ذكرتني كثيراً برواية «السراب» لنجيب محفوظ، تلك الرائعة التي قدمها محفوظ فكان أول كاتب عربي يشير إلى أزمة الجنس لدى شبابنا وما يحف به من كبت وأفكار خاطئة وممارسات.شاذة إن روايات من نوع الشطار والخبز الحافي لمحمد شكري والسراب لنجيب محفوظ وتصطفل ميريل ستريب .لرشيد الضعيف روايات رائدة تكشف عفن الأفكار –عن المرأة والجنس– الذي ينخر النفوس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق