الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

الموجة الرابعة لإدارة الأعمال في القرن الحادي والعشرين



بملاحظة التغير المستمر الذي يعيشه العالم ويعيه الناس، يمكننا من وجهة نظر الاقتصاد وإدارة الأعمال تقسيم تاريخ التطور الحضاري إلى المراحل أو الموجات الأربع التالية:
الموجة الأولى:
تمثلت في الثورة الزراعية والتي كانت طفرة عظيمة في تاريخ البشرية وقت حدوثها.
الموجة الثانية:
هي مرحلة التصنيع التي لعبت دوراً هائلاً في تشكيل المجتمع الإنساني، حيث أصابت المجتمع والفرد بالتفكك والانقسام والفردية، واتجهت الأعمال نحو التنافس القاتل، والبحث المجرد عن الربح وعن المكانة في السوق، حمأة صراع لا يأبه كثيرا بخير الإنسان، ولا بمشاعره. لكن هذه الموجة جاءت بقدر كبير من الرفاهية ووسائل الراحة والترف والسرعة.
الموجة الثالثة:
وهي عنوان كتاب يحمل نفس العنوان (لألفين توفلار)، وهي تمثل المرحلة التي بدأت فيها الشركات الكبرى ومؤسسات الأعمال تتجه نحو فهم أفضل للقيم الإنسانية، وإدراك أعمق للمسئولية الاجتماعية وللموارد البشرية، وللأخطار التي تحيط بكوكب الأرض، بسبب الإسراف في استنزاف
الموارد وما جاءت به الموجة الثانية من تهافت على جني ثمار الثورة الصناعية.
الموجة الرابعة: 

وهي ستمثل السمة الغالبة لإدارة الأعمال في القرن الحادي والعشرين، حيث تتحول المؤسسات إلى خدمة المجتمع، وسيتحول دورها من الاستغلال إلى الخدمة، وتذوب الحدود التي تفصل العاملين فيها بعضهم عن بعض، والحواجز التي تفصل بينهم وبين العملاء.
في المرحلة الجديدة، ستنشأ صور جديدة للتنظيم تتفق مع الدور الجديد، فينصب اهتمام القيادات الإدارية على صحة العاملين ورفاهيتهم ورضاهم، وستتسم القادة بالصدق والصراحة والاعتداد بالقيم.
ومن أبرز سمات الموجة الجديدة الاهتمام بالبيئة وإعادة استخدام الموارد الطبيعية، وحمايتها من النفاذ، وكذلك سيتجه العالم إلى استخدام تكنولوجيا أقل إثارة للأعصاب، وستصاحب هذا كله قيم جديدة في القيادة والإدارة، وستأخذ الأعمال في القرن القادم صوراً يصعب تصورها من الآن، وإن كانت سترفع شعارات تغلب مصلحة الإنسان والمجتمع على المصالح الاقتصادية المجردة والمتسمة بالأنانية.
الموجة الرابعة إذاً، هي موجة الرؤى المستقبلية، ومحاولة وضع تصورات للواقع المستقبلي الذي نعيشه وتعيشه مؤسساتنا وسيعيشه أبناؤنا. فبينما نقترب من نهاية القرن العشرين، نجد المجتمع الإنساني يواجه تحديات هائلة يحتاج معها إلى رؤية للمستقبل تتسم بالجاذبية والإيحاء.
من هنا يولد الدافع إلى التخلص من عقلية التركيز على الأزمات الوقتية، والانتقال إلى سلوك ذهني يرتكز على توقع المستقبل، والحرص على أن يتصف هذا المستقبل بحياة أفضل.
هناك بالطبع جوانب كثيرة لما نسميه (الرؤية المستقبلية)، ونحن معنيون فقط بجانب الأعمال، والذي يشمل: الإنتاج والتبادل التجاري والأسواق والبيع والشراء. ونحن نركز على هذا الجانب لسببين:
أولاً لأنه أقوى الجوانب تأثيراً على حياتنا في الحاضر والمستقبل.
وثانياً لأن مؤسسات الأعمال الفردية ممثلة بالشركات، لن يكتب لها البقاء ما لم تتجه نحو العمل على تلبية حاجات الفرد والمجتمع، متخذه في سبيل ذلك طابعا أكثر إنسانية وديموقراطية. ولعل تحديد الرؤية المستقبلية لإدارة الأعمال في القرن القادم، يقودنا إلى وضع التصور الأمثل لما يجب أن يتسم به سلوك القادة الإداريين في القطاعين العام والخاص من الآن فصاعداً.
سمات الموجات
انتهت الموجة الأولى تماما بحلول الموجة الصناعية. وما زال تأثير الموجة الثانية قائماً في كثير من المجتمعات الصناعية، لا سيما في الدول التي دخلت عالم التصنيع متأخرة. وتستجمع موجة ما بعد الصناعة قواها محدثة تأثيرات إيجابية ومتجهة بالمجتمعات إلى التعاون والتكامل. وقد تميز كل من هذه الموجات بنظرة شاملة وواضحة للإنسان والعمل، فكانت تقول:
• الموجة الأولى: لم تقل شيئاً في الأعمال، لأن فكرة الشركة بمفهومها المعاصر لم تكن قد تبلورت بعد.
• الموجة الثانية: نحن منفصلون ومنفردون ويجب أن نتنافس.
• الموجة الثالثة: نحن متصلون ومرتبطون ويمكن أن نتعاون.
• الموجة الرابعة ستقول: نحن وحدة واحدة وليس أمامنا بد من المشاركة والتفاعل الخلاق.

المصدر: مدونة ناسداك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق