بسم الله الرّحمن الرّحيم
مناقبُ مؤسّس (الدّعوة السّنوسية الإسلامية) العالمية: شيخ الإسلام ومُحدّث القارّة الإفريقيّة، سيّدي مُحمّد بن علي السّنوسي الإدريسي الحسني الأشعري المالكي الشاذلي المـــــــــكّي (1202 – 1276هــــــــــــــ) قدّس الله سرّه العزيز.
هو : شيخ الإسلام والمسلمين ومُحدّث القارّة الإفريقيّة، سُلطان العلماء والأولياء والعارفين، مُجدّد القرن الثالث عشر (13) الهجري بلا نزاع، قطب الدّعوة والإرشاد، فريد دهره ووحيد عصره، حضرة الإمام الحافظ المُجدد المجتهد الأكبر، والمسك الفواح الأعطر، مؤسّس (الدّعوة السّنوسية الإسلامية) العالمية: حكيــــــــم الإسلام سيّدي مُحمّد بن علي السّنوسي الإدريسي الحسني الأشعري المالكي الشاذلي المـــــــــكّي (1202 – 1276هـــــــ) قدّس الله سرّه العزيز، ورضي الله عنه وعن آبائه الكرام، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. من مآثره الكريمة ومؤلفاته الشريفة المباركة: الموسوعة الشرعية العظيمة : (المجموعة المختارة) في علوم الحديث والعقيدة والفقه والتصوّف والأصول وأحكام الاجتهاد والتقليد وفلسفة التشريع الإسلامي والتاريخ والسير، والثبت الجامع الكبير: (الشموس الشارقة في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة) في مجلدين كبيرين.
قال مُسند المشارقة والمغاربة شيخ الإسلام الإمام الحافظ الحجة الكبير السيّد عبدالحيّ الكتّاني الفاسي المالكي (1300 – 1382هــــ) - رضي الله عنه – في موسوعته الإسنادية العظيمة (فهرس الفهارس والأثبات) : ((9 – (أوائل السّنوسي): هو الإمام العارف بالله ختم المُحدّثين مُحمّد بن علي السّنوسي المكي ثم الجغبوبي المتوفى سنة 1276هـــــ، له: (الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية)، اشتمل أول باب منه على أوائل بعض كتب الأئمة العشرة: موطأ مالك ومسانيد الأئمة الثلاثة والكتب الستة، وثاني باب منه على أوائل بعض مشاهير السنن وهي عشرة، وثالث باب منه على بعض مشاهير المسانيد وهي عشرة، ورابع باب على بعض مشاهير الصحاح الزائدة على الستة وهي عشرة، وخامس باب على بعض مشاهير المعاجم وهي عشرة، وسادس باب على بعض مشاهير الجوامع وهي عشرة، وسابع باب على بعض مشاهير المختصرات وهي عشرة، وثامن باب على بعض مشاهير كتب الأحكام الجامعة وهي عشرة، وتاسع باب على بعض مشاهير كتب السير والشمائل وهي عشرة، وعاشر باب على بعض مشاهير الأربعينيات والأجزاء والمصنفات، وحادي عشر على خمسة أنواع مشتملة على ما يزيد على مائة كتاب، وثاني عشر باب منها على نحو من أربعين تفسيراً، وهي على قسمين: الأول في (تفاسير السلف) والثاني في (تفاسير الخلف)، والخاتمة في أربعين طريقاً من طرق الصوفية. وهذا ترتيب عجيب وأسلوب غريب بين كتب الأوائل والإثبات. وله أيضاً: (التحفة في أوائل الكتب الشريفة) نسبها له حفيده الشيخ السيد أحمد الشريف في ثبته. نرويهما وكل ما له من طرق، منها: عن أبي البشر فالح الظاهري المُهنوي المدني، والقاضي أبي العباس أحمد بن طالب ابن سودة، والمعمر عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي، ثلاثتهم عنه عالياً، ومنها: عن البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي، عن مُحمّد بن حميد الشركي الحنبلي المكي وأحمد بن مهدي بن شعاعة التونسي، كلاهما عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد بن سليمان حسب الله المكي عن الشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي عنه. ح: وعن الشيخ أبي الخير أحمد بن عثمان العطار المكي عن صالح بن عبد الله العودي المكي عنه.ح: وعن شاعر الجزائر الشيخ المعمر عاشور الخنكي القسمطيني عن الشيخ المدني بن عزوز عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد معصوم بن عبد الرشيد المُجددي الدّهلوي عن الشيخ صديق الهندي المكي عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشيخ جمال بن عمر المفتي المكي عنه، فهذه أسانيدنا إليه من طريق عشرة (10) من كبار تلاميذه واتصلنا به من طريق غيرهم.
وقال الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني - رضي الله عنه - أيضاً: ((70 – (البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة): للأستاذ العارف أبي عبد الله مُحمّد بن عليّ السّنوسي المكي، لخصه من كتابه: (الشموس الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة)، اشتملت على ذكر غالب من لقيه الأستاذ السّنوسي المذكور واستجازه، ألفها باسم أبي مُحمّد عبد الله بن الإمام، وأبي المكارم حسن بن مُحمّد اليمني، ورتبها على مقدمة وثلاثة أبواب، فالمقدمة في أحوال ما بعد وجوده إلى تمام التميز والرشد، والباب الأول: في ذكر بعض الأشياخ، وفيه سبعة فصول، والباب الثاني: فيما وصل إليه من العلوم الشرعية الاثني عشر، الباب الثالث: فيما وصل إليه من طريق الإجازة العامة التي لم تختص بكتاب معين ولا بنوع معين بل وقعت بلفظ العموم كمصنفات فلان ومرويات فلان، وفيه فصلان وتكملة، الأول: فيما وقع بلفظ (مصنفات)، والثاني بلفظ (المؤلفات)، والخاتمة فيها نوعان: الأول فيما وصل إلينا من (المسلسلات)، الثاني فيما وصل إلينا من (طريق الصوفية). وفي مكتبتنا نحو كراستين منه، استنسختهما من خزانة ((الزاوية السّنوسية)) بالمدينة المنورة، ثم وجدت أكثر منها في (زاوية بوكرات) التي بوادي شلف عمالة مستغانم مسقط رأس الشيخ فالح والشيخ عبد الهادي العواد والشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة، ثلاثتهم عنه.
وقد ترجم له الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني رضي الله عنه ترجمة حافلة عطرة فقال: ((589 - (ابن السّنوسي): هو الإمام العارف الداعي إلى السُنّة والعمل بها، ختم المُحدّثين والمُسندين، الكبريت الأحمر والهمام الغضنفر، حُجّة الله على المتأخرين، أبو عبد الله مُحمّد بن عليّ السّنوسي الخطّابي الشلفي أصلاً، المكي هجرة، الجغبوبي مدفناً، ويعرف في مسقط رأسه بابن السّنوسي ولذلك ترجمته هنا. ولد بمستغانم 12 ربيع الأول عام 1202هـــــ، وأخذ العلم بالواسطة وفاس عن أعلامهما، ثم دخل مصر والحجاز فروى فيهما عامة عن: العارف الكبير المُحدّث الأثري الشهير أبي العباس أحمد بن إدريس، وهو عمدته في طريق القوم وإليه ينتسب، وقاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي، وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، وأجازه بمصر: الأمير الصغير، والنور القويسني، والشمس الفضالي، وحسن العطار، والبدر الميلي، والمعمر ثعيلب الضرير، والنور عليّ النجاري، والشهاب الصاوي، وفتح الله السمديسي، وغيرهم. وممن أجازه من الجزائريين: سيبويه زمانه عبد القادر بن عمور المستغانمي، ومن أعلى شيوخه الجزائريين إسناداً وأعظمهم شهرة: الشيخ أبو طالب المازوني، ومُحمّد بن التهامي البوعلفي، والشمس مُحمّد بن عبد القادر، وابن أبي زوينة المستغانمي، وأجازه في طرابلس عامة: الشهاب أحمد الطبولي الطرابلسي، ومن شيوخه بسلا: أحمد بن المكي السدراتي السلوي شارح (الموطأ)، وأجازه من أهل درعة: فخرها ابن عبد السلام الناصري الدرعي، وولده مُحمّد المدني، وأجازه من أهل فاس: الشيخ حمدون بن الحاج، والشمس مُحمّد بن عامر المعداني مختصر (الإبريز)، ومُحمّد بن أبي بكر اليازغي الزهني، والطيب بن هداج، والسيد أبو بكر الإدريسي القيطوني، وأبي زيد عبد الرحمن بن إدريس العراقي الحسيني، وغيرهم. وسمع حديث: ((لا إله إلا الله حصني)) من تلميذه: العلامة المُحدّث مُحمّد سعيد العظيم آبادي الهندي، من طريق (مسلسلات وليّ الله الدّهلوي)، وأخذ الطريقة (الشاذلية) بالمغرب عن آله، وعن أبي حامد مولاي العربي الدرقاوي، وسيدي مُحمّد بن أبي جد بن الريفي وغيرهم، وأخذ بالمشرق عن جماعات طرقهم: كـــــــ (القادرية) و (النقشبندية) وغيرهما، ورحل إلى الجبل الأخضر من أرض طرابلس الغرب سنة 1255هـــ، ثم انتقل إلى الجغبوب سنة 1273هــــــــــ. ألف الشيخ ابن السّنوسي في هذه الصناعة التآليف العديدة ذكرت في حروفها، (انظر: (الأوائل)، و (سوابغ الأيد)، و (المنهل الروي الرائق)، و (السلسل المعين)، و (المسلسلات)، و (البدور السافرة)، و (الشموس الشارقة)، وألف في العمل بالسُنّة والوقوف على الأدلة: كتابه (بغية السول في الاجتهاد والعمل بحديث الرسول)، وكتابه: (بغية القاصد وخلاصة المراصد) وهو مطبوع بمصر، و (إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن) وهو مطبوع أيضاً بالجزائر، وغير ذلك. وبالجملة فقد كان في القرن المنصرم شامته الواضحة وغرته الناصعة بما نشر من السُنّة وعلومها وربى وهذب من الخلائق، مع الاعتدال والفرار من الدعوى وكانت له همة عالية ورغبة عظمى في العلم وجمع الكتب، وكان ينتدب جماعات من طلبته الأنجاب كل واحد أو أكثر يوجهه لجهة يقصد جمع الكتب شراءً وانتساخاً ومهما سمع بمعاصر ألف كتاباً في الحديث إلا وكتب له عليه على بعد الديار وطول المسافة، ومن ذلك أنه لما سمع بأن قاضي فاس أبا مُحمّد عبد الهادي بن عبد الله العلوي شرح (تيسير ابن الديبع) كتب له عليه حتى نسخ له، أخبرني بذلك ولد الشارح المذكور مجيزنا المعمر الوجيه الأسنى الناسك أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي دفين المدينة المنورة، وأخبرني أن مكتوب المترجم لوالده بذلك لا زال بيده، فأنعم بها من همة سامية ورغبة وحرص لا يعرف الكلل ولا الرجوع قهقرى. وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، كالأخوين: عمر وقاضي مكناس أبي العباس أحمد ابني الطالب ابن سودة، وجدي أبي المفاخر مُحمّد بن عبد الكبير الكتاني، والشمس القاوقجي، ومُحمّد حقي النازلي صاحب (خزينة الأسرار)، والشيخ صديق جمال المكي، ومفتي الحنفية بمكة الشيخ الجمال الحنفي المكي، ومُحمّد بن عبد الله بن حميد الشركي مفتي الحنابلة بمكة، ومُحمّد المدني بن عزوز البرجي النفطي، ومُحمّد سعيد العظيم آبادي، وأحمد بن المهدي التونسي، ومفتي الحنفية بالمدينة الشيخ مصطفى إلياس المدني، والشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المالكي مفتيهم بمكة، ومُحمّد بن صالح الزواوي، وصالح العودي وغيرهم. ولنا فيه وفي أصحابه ومشايخه مجلدة نفيسة، كما ألف فيه أيضاً أبو عبد الله مُحمّد بن عيسى السعيدي القاسمي الجزائري (المواهب الجليلة في التعريف بإمام الطريقة السّنوسية) في جزء وسط. وأعلى طرقنا إليه عن شيوخنا: أبي اليسر فالح المهنوي، والقاضي أحمد بن الطالب ابن سودة، والمعمر عبد الهادي ابن العربي العواد، ثلاثتهم عنه في كل ما له من مروي ومؤلف منظوم ومنثور. مات الأستاذ المذكور في 9 صفر سنة 1276هــــــــــــــــ، ولم يخلف بعده مثله في هديه وسمته وعظيم همته وبعد صيته وكثرة تلاميذه، (وانظر الكلام على أوائله في حرف الألف)، وبالجملة فلم يجلب ذكره هنا إثر (ابن السمعاني) و (ابن السبكي) حرف شهرته فقط، بل لكونه كان يحذو حذوهم ويقفو أثرهم على حسب زمانه ومكانه، رحمه الله. قال مفتي الحنابلة بمكة المكرمة المؤرخ العلامة مُحمّد بن عبد الله بن حميد الشركي الحنبلي في إجازة له: ((أعظمهم قدراً - يعني مشايخه - وأشهرهم ذكراً وأشدهم اتباعاً للسُنة النبوية وأمدهم باعاً في حفظ الأحاديث المروية وأكثرهم لها سرداً وأوفرهم لكتبها جمعاً وتتبعاً العلامة المرشد الكامل مولانا السيد مُحمّد بن عليّ السّنوسي الحسني، فقد روى لي الحديث المسلسل بالأولية أول تشرفي بطلعته، ثم لازمته مدة مديدة وحضرت عليه سنين عديدة، وكان يُقرئ صحيح البخاري في شهر، ومسلم في خمسة وعشرين (25) يوماً، والسُنن في عشرين (20) يوماً، مع التكلم على بعض المشكلات، ولا أعد هذا إلا كرامة له، ثم أجازني بجميع ما حواه ثبته الجامع المسمى بـــــــــ (البُدور الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة) وهو في مجلدين، وكان أصله مالكي المذهب، لكن لما توسع في علوم السُنّة رأى أن الاجتهاد متعين عليه، فصار يعمل بما ترجح عنده من الأدلة)) اهــــــــ. قلت: على ذكر عمله بمقتضى الأدلة أذكر أن مُسند الديار التونسية وقاضيها الأستاذ المعمر الشيخ مُحمّد الطيب النيفر حدثني بها أنه لما لقي الشيخ في حجته الأولى قدم له نسخة من (تهذيب البرادعي) كان وجهها له معه أحد أحبائه، فسأل الشيخ عما يريد منها مع ما يعرف عنه من ميلانه للاختيار والترجيح فقال: (لأجيب منها إذا سألني سائل عن المذهب المالكي). اهـــ.
وقال الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني - رضي الله عنه - أيضاً: ((549 – (الشموس الشارقة في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة): للحافظ مُحمّد بن علي السّنوسي المكي رضي الله عنه، وهو كتاب عظيم في مجلدين، وصفه لنا حفيد مؤلفه الأستاذ الجليل أبو العباس أحمد الشريف في كتابه إلي بأنه لا زال مبيضتة، وأن اختصاره أيضاً عندهم في مجلدين، واختصاره هو المسمى بـــــ(البُدور)، وقد سبق. نرويه عن الشيخ فالح الظاهري وغيره من مؤلفه)).
اهـــــــ والحمد لله رب العالمين، إعداد / أشهب المالكي (عفا الله عنه) - المجلس العلمي 1433هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
مناقبُ مؤسّس (الدّعوة السّنوسية الإسلامية) العالمية: شيخ الإسلام ومُحدّث القارّة الإفريقيّة، سيّدي مُحمّد بن علي السّنوسي الإدريسي الحسني الأشعري المالكي الشاذلي المـــــــــكّي (1202 – 1276هــــــــــــــ) قدّس الله سرّه العزيز.
هو : شيخ الإسلام والمسلمين ومُحدّث القارّة الإفريقيّة، سُلطان العلماء والأولياء والعارفين، مُجدّد القرن الثالث عشر (13) الهجري بلا نزاع، قطب الدّعوة والإرشاد، فريد دهره ووحيد عصره، حضرة الإمام الحافظ المُجدد المجتهد الأكبر، والمسك الفواح الأعطر، مؤسّس (الدّعوة السّنوسية الإسلامية) العالمية: حكيــــــــم الإسلام سيّدي مُحمّد بن علي السّنوسي الإدريسي الحسني الأشعري المالكي الشاذلي المـــــــــكّي (1202 – 1276هـــــــ) قدّس الله سرّه العزيز، ورضي الله عنه وعن آبائه الكرام، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. من مآثره الكريمة ومؤلفاته الشريفة المباركة: الموسوعة الشرعية العظيمة : (المجموعة المختارة) في علوم الحديث والعقيدة والفقه والتصوّف والأصول وأحكام الاجتهاد والتقليد وفلسفة التشريع الإسلامي والتاريخ والسير، والثبت الجامع الكبير: (الشموس الشارقة في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة) في مجلدين كبيرين.
قال مُسند المشارقة والمغاربة شيخ الإسلام الإمام الحافظ الحجة الكبير السيّد عبدالحيّ الكتّاني الفاسي المالكي (1300 – 1382هــــ) - رضي الله عنه – في موسوعته الإسنادية العظيمة (فهرس الفهارس والأثبات) : ((9 – (أوائل السّنوسي): هو الإمام العارف بالله ختم المُحدّثين مُحمّد بن علي السّنوسي المكي ثم الجغبوبي المتوفى سنة 1276هـــــ، له: (الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية)، اشتمل أول باب منه على أوائل بعض كتب الأئمة العشرة: موطأ مالك ومسانيد الأئمة الثلاثة والكتب الستة، وثاني باب منه على أوائل بعض مشاهير السنن وهي عشرة، وثالث باب منه على بعض مشاهير المسانيد وهي عشرة، ورابع باب على بعض مشاهير الصحاح الزائدة على الستة وهي عشرة، وخامس باب على بعض مشاهير المعاجم وهي عشرة، وسادس باب على بعض مشاهير الجوامع وهي عشرة، وسابع باب على بعض مشاهير المختصرات وهي عشرة، وثامن باب على بعض مشاهير كتب الأحكام الجامعة وهي عشرة، وتاسع باب على بعض مشاهير كتب السير والشمائل وهي عشرة، وعاشر باب على بعض مشاهير الأربعينيات والأجزاء والمصنفات، وحادي عشر على خمسة أنواع مشتملة على ما يزيد على مائة كتاب، وثاني عشر باب منها على نحو من أربعين تفسيراً، وهي على قسمين: الأول في (تفاسير السلف) والثاني في (تفاسير الخلف)، والخاتمة في أربعين طريقاً من طرق الصوفية. وهذا ترتيب عجيب وأسلوب غريب بين كتب الأوائل والإثبات. وله أيضاً: (التحفة في أوائل الكتب الشريفة) نسبها له حفيده الشيخ السيد أحمد الشريف في ثبته. نرويهما وكل ما له من طرق، منها: عن أبي البشر فالح الظاهري المُهنوي المدني، والقاضي أبي العباس أحمد بن طالب ابن سودة، والمعمر عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي، ثلاثتهم عنه عالياً، ومنها: عن البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي، عن مُحمّد بن حميد الشركي الحنبلي المكي وأحمد بن مهدي بن شعاعة التونسي، كلاهما عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد بن سليمان حسب الله المكي عن الشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي عنه. ح: وعن الشيخ أبي الخير أحمد بن عثمان العطار المكي عن صالح بن عبد الله العودي المكي عنه.ح: وعن شاعر الجزائر الشيخ المعمر عاشور الخنكي القسمطيني عن الشيخ المدني بن عزوز عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد معصوم بن عبد الرشيد المُجددي الدّهلوي عن الشيخ صديق الهندي المكي عنه. ح: وعن الشيخ مُحمّد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشيخ جمال بن عمر المفتي المكي عنه، فهذه أسانيدنا إليه من طريق عشرة (10) من كبار تلاميذه واتصلنا به من طريق غيرهم.
وقال الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني - رضي الله عنه - أيضاً: ((70 – (البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة): للأستاذ العارف أبي عبد الله مُحمّد بن عليّ السّنوسي المكي، لخصه من كتابه: (الشموس الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة)، اشتملت على ذكر غالب من لقيه الأستاذ السّنوسي المذكور واستجازه، ألفها باسم أبي مُحمّد عبد الله بن الإمام، وأبي المكارم حسن بن مُحمّد اليمني، ورتبها على مقدمة وثلاثة أبواب، فالمقدمة في أحوال ما بعد وجوده إلى تمام التميز والرشد، والباب الأول: في ذكر بعض الأشياخ، وفيه سبعة فصول، والباب الثاني: فيما وصل إليه من العلوم الشرعية الاثني عشر، الباب الثالث: فيما وصل إليه من طريق الإجازة العامة التي لم تختص بكتاب معين ولا بنوع معين بل وقعت بلفظ العموم كمصنفات فلان ومرويات فلان، وفيه فصلان وتكملة، الأول: فيما وقع بلفظ (مصنفات)، والثاني بلفظ (المؤلفات)، والخاتمة فيها نوعان: الأول فيما وصل إلينا من (المسلسلات)، الثاني فيما وصل إلينا من (طريق الصوفية). وفي مكتبتنا نحو كراستين منه، استنسختهما من خزانة ((الزاوية السّنوسية)) بالمدينة المنورة، ثم وجدت أكثر منها في (زاوية بوكرات) التي بوادي شلف عمالة مستغانم مسقط رأس الشيخ فالح والشيخ عبد الهادي العواد والشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة، ثلاثتهم عنه.
وقد ترجم له الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني رضي الله عنه ترجمة حافلة عطرة فقال: ((589 - (ابن السّنوسي): هو الإمام العارف الداعي إلى السُنّة والعمل بها، ختم المُحدّثين والمُسندين، الكبريت الأحمر والهمام الغضنفر، حُجّة الله على المتأخرين، أبو عبد الله مُحمّد بن عليّ السّنوسي الخطّابي الشلفي أصلاً، المكي هجرة، الجغبوبي مدفناً، ويعرف في مسقط رأسه بابن السّنوسي ولذلك ترجمته هنا. ولد بمستغانم 12 ربيع الأول عام 1202هـــــ، وأخذ العلم بالواسطة وفاس عن أعلامهما، ثم دخل مصر والحجاز فروى فيهما عامة عن: العارف الكبير المُحدّث الأثري الشهير أبي العباس أحمد بن إدريس، وهو عمدته في طريق القوم وإليه ينتسب، وقاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي، وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، وأجازه بمصر: الأمير الصغير، والنور القويسني، والشمس الفضالي، وحسن العطار، والبدر الميلي، والمعمر ثعيلب الضرير، والنور عليّ النجاري، والشهاب الصاوي، وفتح الله السمديسي، وغيرهم. وممن أجازه من الجزائريين: سيبويه زمانه عبد القادر بن عمور المستغانمي، ومن أعلى شيوخه الجزائريين إسناداً وأعظمهم شهرة: الشيخ أبو طالب المازوني، ومُحمّد بن التهامي البوعلفي، والشمس مُحمّد بن عبد القادر، وابن أبي زوينة المستغانمي، وأجازه في طرابلس عامة: الشهاب أحمد الطبولي الطرابلسي، ومن شيوخه بسلا: أحمد بن المكي السدراتي السلوي شارح (الموطأ)، وأجازه من أهل درعة: فخرها ابن عبد السلام الناصري الدرعي، وولده مُحمّد المدني، وأجازه من أهل فاس: الشيخ حمدون بن الحاج، والشمس مُحمّد بن عامر المعداني مختصر (الإبريز)، ومُحمّد بن أبي بكر اليازغي الزهني، والطيب بن هداج، والسيد أبو بكر الإدريسي القيطوني، وأبي زيد عبد الرحمن بن إدريس العراقي الحسيني، وغيرهم. وسمع حديث: ((لا إله إلا الله حصني)) من تلميذه: العلامة المُحدّث مُحمّد سعيد العظيم آبادي الهندي، من طريق (مسلسلات وليّ الله الدّهلوي)، وأخذ الطريقة (الشاذلية) بالمغرب عن آله، وعن أبي حامد مولاي العربي الدرقاوي، وسيدي مُحمّد بن أبي جد بن الريفي وغيرهم، وأخذ بالمشرق عن جماعات طرقهم: كـــــــ (القادرية) و (النقشبندية) وغيرهما، ورحل إلى الجبل الأخضر من أرض طرابلس الغرب سنة 1255هـــ، ثم انتقل إلى الجغبوب سنة 1273هــــــــــ. ألف الشيخ ابن السّنوسي في هذه الصناعة التآليف العديدة ذكرت في حروفها، (انظر: (الأوائل)، و (سوابغ الأيد)، و (المنهل الروي الرائق)، و (السلسل المعين)، و (المسلسلات)، و (البدور السافرة)، و (الشموس الشارقة)، وألف في العمل بالسُنّة والوقوف على الأدلة: كتابه (بغية السول في الاجتهاد والعمل بحديث الرسول)، وكتابه: (بغية القاصد وخلاصة المراصد) وهو مطبوع بمصر، و (إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن) وهو مطبوع أيضاً بالجزائر، وغير ذلك. وبالجملة فقد كان في القرن المنصرم شامته الواضحة وغرته الناصعة بما نشر من السُنّة وعلومها وربى وهذب من الخلائق، مع الاعتدال والفرار من الدعوى وكانت له همة عالية ورغبة عظمى في العلم وجمع الكتب، وكان ينتدب جماعات من طلبته الأنجاب كل واحد أو أكثر يوجهه لجهة يقصد جمع الكتب شراءً وانتساخاً ومهما سمع بمعاصر ألف كتاباً في الحديث إلا وكتب له عليه على بعد الديار وطول المسافة، ومن ذلك أنه لما سمع بأن قاضي فاس أبا مُحمّد عبد الهادي بن عبد الله العلوي شرح (تيسير ابن الديبع) كتب له عليه حتى نسخ له، أخبرني بذلك ولد الشارح المذكور مجيزنا المعمر الوجيه الأسنى الناسك أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي دفين المدينة المنورة، وأخبرني أن مكتوب المترجم لوالده بذلك لا زال بيده، فأنعم بها من همة سامية ورغبة وحرص لا يعرف الكلل ولا الرجوع قهقرى. وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، كالأخوين: عمر وقاضي مكناس أبي العباس أحمد ابني الطالب ابن سودة، وجدي أبي المفاخر مُحمّد بن عبد الكبير الكتاني، والشمس القاوقجي، ومُحمّد حقي النازلي صاحب (خزينة الأسرار)، والشيخ صديق جمال المكي، ومفتي الحنفية بمكة الشيخ الجمال الحنفي المكي، ومُحمّد بن عبد الله بن حميد الشركي مفتي الحنابلة بمكة، ومُحمّد المدني بن عزوز البرجي النفطي، ومُحمّد سعيد العظيم آبادي، وأحمد بن المهدي التونسي، ومفتي الحنفية بالمدينة الشيخ مصطفى إلياس المدني، والشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المالكي مفتيهم بمكة، ومُحمّد بن صالح الزواوي، وصالح العودي وغيرهم. ولنا فيه وفي أصحابه ومشايخه مجلدة نفيسة، كما ألف فيه أيضاً أبو عبد الله مُحمّد بن عيسى السعيدي القاسمي الجزائري (المواهب الجليلة في التعريف بإمام الطريقة السّنوسية) في جزء وسط. وأعلى طرقنا إليه عن شيوخنا: أبي اليسر فالح المهنوي، والقاضي أحمد بن الطالب ابن سودة، والمعمر عبد الهادي ابن العربي العواد، ثلاثتهم عنه في كل ما له من مروي ومؤلف منظوم ومنثور. مات الأستاذ المذكور في 9 صفر سنة 1276هــــــــــــــــ، ولم يخلف بعده مثله في هديه وسمته وعظيم همته وبعد صيته وكثرة تلاميذه، (وانظر الكلام على أوائله في حرف الألف)، وبالجملة فلم يجلب ذكره هنا إثر (ابن السمعاني) و (ابن السبكي) حرف شهرته فقط، بل لكونه كان يحذو حذوهم ويقفو أثرهم على حسب زمانه ومكانه، رحمه الله. قال مفتي الحنابلة بمكة المكرمة المؤرخ العلامة مُحمّد بن عبد الله بن حميد الشركي الحنبلي في إجازة له: ((أعظمهم قدراً - يعني مشايخه - وأشهرهم ذكراً وأشدهم اتباعاً للسُنة النبوية وأمدهم باعاً في حفظ الأحاديث المروية وأكثرهم لها سرداً وأوفرهم لكتبها جمعاً وتتبعاً العلامة المرشد الكامل مولانا السيد مُحمّد بن عليّ السّنوسي الحسني، فقد روى لي الحديث المسلسل بالأولية أول تشرفي بطلعته، ثم لازمته مدة مديدة وحضرت عليه سنين عديدة، وكان يُقرئ صحيح البخاري في شهر، ومسلم في خمسة وعشرين (25) يوماً، والسُنن في عشرين (20) يوماً، مع التكلم على بعض المشكلات، ولا أعد هذا إلا كرامة له، ثم أجازني بجميع ما حواه ثبته الجامع المسمى بـــــــــ (البُدور الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة) وهو في مجلدين، وكان أصله مالكي المذهب، لكن لما توسع في علوم السُنّة رأى أن الاجتهاد متعين عليه، فصار يعمل بما ترجح عنده من الأدلة)) اهــــــــ. قلت: على ذكر عمله بمقتضى الأدلة أذكر أن مُسند الديار التونسية وقاضيها الأستاذ المعمر الشيخ مُحمّد الطيب النيفر حدثني بها أنه لما لقي الشيخ في حجته الأولى قدم له نسخة من (تهذيب البرادعي) كان وجهها له معه أحد أحبائه، فسأل الشيخ عما يريد منها مع ما يعرف عنه من ميلانه للاختيار والترجيح فقال: (لأجيب منها إذا سألني سائل عن المذهب المالكي). اهـــ.
وقال الحافظ السيّد عبدالحيّ الكتّاني - رضي الله عنه - أيضاً: ((549 – (الشموس الشارقة في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة): للحافظ مُحمّد بن علي السّنوسي المكي رضي الله عنه، وهو كتاب عظيم في مجلدين، وصفه لنا حفيد مؤلفه الأستاذ الجليل أبو العباس أحمد الشريف في كتابه إلي بأنه لا زال مبيضتة، وأن اختصاره أيضاً عندهم في مجلدين، واختصاره هو المسمى بـــــ(البُدور)، وقد سبق. نرويه عن الشيخ فالح الظاهري وغيره من مؤلفه)).
اهـــــــ والحمد لله رب العالمين، إعداد / أشهب المالكي (عفا الله عنه) - المجلس العلمي 1433هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق