الإسلام دخل شيئا فشيئا إلى الأندلس,وعلمية التعريب و الأسلمة أخذت قرنين تقريبا من الزمان حتى تكتمل,ودخول الإسلام لم يدخل لا بغزاة ولا بفاتحين ولا بجيوش! بل تهيّأت للفكرة/القوة ما مهّد لها الانتشار بين الأريوسيين الموحدين لما بينها و بين الإسلام من تشابه,بالاضافة إلى الكثير من الظروف الاجتماعية و الاقتصادية.
مدخل
هذا الكتاب ليس من تأليفنا .. إنه ملخص كتاب اسباني صدر في برشلونة سنة 1974 تحت عنوان الثورة الإسلامية الغرب لمؤلفه المؤرخ الاسباني المعروف اغناسيو اولاغي .
و هو كتاب على درجة عالية من العلمية و التوثيق و المعرفية و مصلح بعدة بيبليوغرافية و نقدية واسعة و متنوعة و معقدة جلها من النصوص القديمة التي اعاد المؤلف تحقيقها قبل مناقشتها ثم الاستناد إليها أو عدم الثقة بمحمولها التاريخي .
انه مؤلف صعب و موجه للمتخصصين ليس بتاريخ اسبانيا فقط إنما بتاريخ الاديان و الفنون في اوروربا و شمال افريقيا و الشرق الاوسط .
لا يسهل تدبره و فهمه و ادراك مقاصده إلا إذا تمت قراءته مرات عدة و في مكتبة عامة من نوع مكتبة المتحف البريطاني في لندن حتى يتيسر للقارئ العوجة إلى بعض مراجع المؤلف و التحقق من مضامينها و حسن استخدامها .
لذلك همدنا – بدلا من ترجمته – إلى تبسيطه و توضيبه و تنقيته و تلخيصه ليصبح بمتناول كل قارئ مهما كانت عمومية معارفه حول التاريخ المتصل بمضمونه .
مع ذلك لم يتسم عملنا بالامانة الخالصة .. ففي كثير من الأحيان استخدمنا معلومات و مقدمات و كذلك منهج المؤلف للخلوص إلى نتائج مختلفة عن تلك التي خلص إليها المؤلف .
يقول المؤلف أن الدعوة الإسلامية في اسبانيا لقيت مناخا ملائما بحث لم يجر الاسبانيون الذين سادت في مجتمعهم الديانة الاريوسية خلال القرن الثامن إلا تعديلات طفيفة على معتقداتهم و ثقافتهم و عاداتهم ليتحولوا إلى الإسلام .
و نحن بدورنا لم نقم إلا بتعديلات طفيفة على استنتاجات اولاغي لتصبح فكرا عربيا – اسلاميا نقيا من شوائب الاستشراق .
اضافة إلى ذلك استثنينا جميع الافكار و الاطروحات الثانوية التي تضمنها الكتاب و هي عديدة و متنوعة و ركزنا على الموضوعة الأساسية و هي أن العرب و المسلمين لم يفتحوا اسبانيا عسكريا و أن التحول إلى الإسلام في الاندلس لم يتم إلا عبر حركة الافكار و تصارعها ثم هيمنة ما يسميه المرلف بالفكرة / القوة التي شكلت عصب الحضارة العربية – الإسلامية في ثلاثة ارباع عالم تلك الايام .
يقول جان بايرت في مقدمة ملخص فرنسي للكتاب نفسه : في عصرنا النووي هذا يمكننا أن نتخيل كارثة نووية تدمر الانسانية تاركة وراءها بعض المجموعات المتخلفة في استراليا مثلا .
و بعد الاف السنين تزدهر حضارة جديدة على الأرض و تكتشف الاجيال المتحدرة من هؤلاؤ الناجين أوروبا مركز الكارثة القديمة و لا تجد سوى كتابين : رأس المال لكارل ماركس و رواية عسكرية بحتة حول الهجوم الالماني على روسيا 1941 .
قبل أن يحلل المؤرخ هذه النصوص القديمة يضع فرضية : اجتاح الالمان أوروبا الشرقية و فرضوا الماركسية .
أما بالنسبة للمعاصرين الذين شاركوا في احتفالات الثورة الروسية في سنة 1917 تبدو هذه الفرضية مضحكة لكنها اقل اضحاكا من فرضية أخرى مقبولة عالميا هي أن العرب اجتاحوا شبه جزيرة ايبيريا و فرضوا الإسلام . ذلك لان الالمان اجتاحوا روسيا فعلا بينما لم يدخل أي جيش عربي اسبانيا .
الحقيقة انه بالاستناد إلى وثائق لا تقل جزئية و تجزأ عن تلك التي كان سيدرسها المؤرخون المفترضون اعلاه اعتقد المؤرخون التقليديون أن بإمكانهم التأكيد على أن الحضارة العربية – الإسلامية قد فرضت على اسبانيا بالسلاح .
الاسم : العرب لم يغزوا الأندلس
تأليف : إسماعيل الأمين
الناشر : رياض الريس للكتب والنشر
عدد الصفحات : 324 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مدخل
هذا الكتاب ليس من تأليفنا .. إنه ملخص كتاب اسباني صدر في برشلونة سنة 1974 تحت عنوان الثورة الإسلامية الغرب لمؤلفه المؤرخ الاسباني المعروف اغناسيو اولاغي .
و هو كتاب على درجة عالية من العلمية و التوثيق و المعرفية و مصلح بعدة بيبليوغرافية و نقدية واسعة و متنوعة و معقدة جلها من النصوص القديمة التي اعاد المؤلف تحقيقها قبل مناقشتها ثم الاستناد إليها أو عدم الثقة بمحمولها التاريخي .
انه مؤلف صعب و موجه للمتخصصين ليس بتاريخ اسبانيا فقط إنما بتاريخ الاديان و الفنون في اوروربا و شمال افريقيا و الشرق الاوسط .
لا يسهل تدبره و فهمه و ادراك مقاصده إلا إذا تمت قراءته مرات عدة و في مكتبة عامة من نوع مكتبة المتحف البريطاني في لندن حتى يتيسر للقارئ العوجة إلى بعض مراجع المؤلف و التحقق من مضامينها و حسن استخدامها .
لذلك همدنا – بدلا من ترجمته – إلى تبسيطه و توضيبه و تنقيته و تلخيصه ليصبح بمتناول كل قارئ مهما كانت عمومية معارفه حول التاريخ المتصل بمضمونه .
مع ذلك لم يتسم عملنا بالامانة الخالصة .. ففي كثير من الأحيان استخدمنا معلومات و مقدمات و كذلك منهج المؤلف للخلوص إلى نتائج مختلفة عن تلك التي خلص إليها المؤلف .
يقول المؤلف أن الدعوة الإسلامية في اسبانيا لقيت مناخا ملائما بحث لم يجر الاسبانيون الذين سادت في مجتمعهم الديانة الاريوسية خلال القرن الثامن إلا تعديلات طفيفة على معتقداتهم و ثقافتهم و عاداتهم ليتحولوا إلى الإسلام .
و نحن بدورنا لم نقم إلا بتعديلات طفيفة على استنتاجات اولاغي لتصبح فكرا عربيا – اسلاميا نقيا من شوائب الاستشراق .
اضافة إلى ذلك استثنينا جميع الافكار و الاطروحات الثانوية التي تضمنها الكتاب و هي عديدة و متنوعة و ركزنا على الموضوعة الأساسية و هي أن العرب و المسلمين لم يفتحوا اسبانيا عسكريا و أن التحول إلى الإسلام في الاندلس لم يتم إلا عبر حركة الافكار و تصارعها ثم هيمنة ما يسميه المرلف بالفكرة / القوة التي شكلت عصب الحضارة العربية – الإسلامية في ثلاثة ارباع عالم تلك الايام .
يقول جان بايرت في مقدمة ملخص فرنسي للكتاب نفسه : في عصرنا النووي هذا يمكننا أن نتخيل كارثة نووية تدمر الانسانية تاركة وراءها بعض المجموعات المتخلفة في استراليا مثلا .
و بعد الاف السنين تزدهر حضارة جديدة على الأرض و تكتشف الاجيال المتحدرة من هؤلاؤ الناجين أوروبا مركز الكارثة القديمة و لا تجد سوى كتابين : رأس المال لكارل ماركس و رواية عسكرية بحتة حول الهجوم الالماني على روسيا 1941 .
قبل أن يحلل المؤرخ هذه النصوص القديمة يضع فرضية : اجتاح الالمان أوروبا الشرقية و فرضوا الماركسية .
أما بالنسبة للمعاصرين الذين شاركوا في احتفالات الثورة الروسية في سنة 1917 تبدو هذه الفرضية مضحكة لكنها اقل اضحاكا من فرضية أخرى مقبولة عالميا هي أن العرب اجتاحوا شبه جزيرة ايبيريا و فرضوا الإسلام . ذلك لان الالمان اجتاحوا روسيا فعلا بينما لم يدخل أي جيش عربي اسبانيا .
الحقيقة انه بالاستناد إلى وثائق لا تقل جزئية و تجزأ عن تلك التي كان سيدرسها المؤرخون المفترضون اعلاه اعتقد المؤرخون التقليديون أن بإمكانهم التأكيد على أن الحضارة العربية – الإسلامية قد فرضت على اسبانيا بالسلاح .
بيانات الكتاب
تأليف : إسماعيل الأمين
الناشر : رياض الريس للكتب والنشر
عدد الصفحات : 324 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق