الأحد، 15 يونيو 2014

الحضارات فى السياسة العالمية لــ بيتر جى كاتزنشتاين


مقتطفات من الكتاب

مدخل

فكرة هذا الكتاب العامة ظلت تراودني سنوات ثم ما لبست أن تبلورت حين قمت بتطوير سلسلة محاضرات جديدة عن السياسية الخارجية الامريكية . نائيا بنفسي عن تبني مفهوم النزعة الاستثنائية رحت افكر في افضل طرق الامساك بتميز امريكا و مهما كانت تبايناتهم حول الخصوصيات فإن دارسي التطور السياسي و السياسية الخارجية الامريكيين يسارعون من دون تردد إلى التوافق مع مع روجرز سميث حول وجود كثرة من النواميس في ماضي امريكا و كما اكتشفت فيما كنت استزيد من الاطلاع الاوسع على كثرة النواميس و السيرورات التي تميز الحضارات التي يجري تحليلها في هذا الكتاب فإن دارسي الحضارات يحذون حذو اولئك . تبقى اخلافات حيوية باعثة على النشاط بدلا من تماسك مصطنع باعث على البلادة منبع جاذبية أي حضارة امريكا جزء من عالم حضارات جمعى و نواميسها الكثيرة مثل حضارات أخرى تجعلها تعددية .
الحضارات فى السياسة العالمية هذه النظرة تختلف بحدة عن مقولة الصدامات بين حضارات احادية التي طرحها صمويل هنتنغتون منذ ما يزيد على عقد من الزمان . من المؤكد أن مقولة هنتنغتون جديرة بمعاينة دقيقة ليس بسبب ميزاتها الفكرية فقط بل لانها ترجمت إلى 39 لغة . الفضل الافتتاحي في هذا الكتاب يقدم دحضا لاطروحة هنتنغتون المركزية و هو لا يتردد في التسليم بأن تحليل هنتنغتون الاولى يوفر رؤى مهمة و إن جزئية تخترق السياسة الحاضرية رؤى يتعين علينا عند الضرورة اذابتها انتقائيا في بوتقات وجهات نظر بديلة .
واثق أنا بأن هنتنغتون كان سيقبل بشغف على الاشتباك و الاختلاف مع خطاب هذا الكتاب فكما كتب عدد كبير من طلابه بعد موته كان الرجل يعشق الحوار و الاختلاف الفكريين المفعمين بالحيوية و كان مثلي كامل الوعي بتجريبية الاستنتاجات في العلوم الاجتماعية . و لكوني من غلاة المعجبين بسعة اطلاعه الاكاديمي اجدني بالغ الحزن لان شدة المرض حالت دون أن يرد على رسالة بعثتها اليه قبل نحو ثمانية عشر شهرا من رحيله الابدي تلك الرسالة حملت اعترافا باشتباكي الفكري مع عمله و املا في أن نتمكن من الكلام على جملة هذه الافكار شخصيا و على الرغم من أن هذه الامنية بقيت معلقة فإنني اتطلع إلى أن ينجح النقاش في اجتذاب عدد غير قليل من تلامذة هنتنغتون ، اصدقائه ، و قرائه .


كان هذا الكتاب نتاج طاولة مستديرة و ندوة نقاش عقدتا – على التوالي – في اجتماعي 2007 و 2008 الحوليين لرايطة العلوم السياسية الامريكية . ثمة مذكرة مذكرة مطولة وضعتها لاجتماع العام 2007 اثارت نابضا بالحياة و كشفت عن استعداد المشاركين في الطاولة المستديرة للانتقال من مرحلة الكلام عن نقاط معينة إلى مرحلة كتابة مقالات مطولة . و على الاثر بادرت إلى تجنيد مؤلفين اضافيين لتوسيع القاعدة التجريبية لمنظور الكتاب التحليلي . و كذلك بدأت ابحث عن مؤسسة نشر مهتمة بهذا المشروع و قد كنت سعيدا سعادة استثنائية لان كريغ فولي سارع إلى انتهاز الفرصة لحظة فاتحته في هذا الامر و كان كريغ هذا مساعدا و داعما من دون كلل لعملية انجاز هذا المشروع من دورة المراجعات الاولى إلى انتقاء الغلاف حديثنا الاخير كان وجيزا مثل الأول فكرت في أن من واجبي أن اشرح له الاسلوب المناسب لتقديم فكرة (( الجمع و التعدد )) المركزية بصريا – بلباقة قاطعني كريغ بعد الجملة الاولى قائلا (( فهمتك )) ببساطة . و بعد بضعة اسابيع اقترح لوحة كاندنسكي (( النبرة الوردية )) 1926 بالغة الادهاش بجمالها و ايحاءاتها غلافا للكتاب . تولت نيكولا باركن مهمة تتبع مرور المخطوطة بمحطات عملية الانتاج بلمسة رشاقة . اما سارة تارو فاضطلعت كما على الدوام بمهام التحكم بي أنا و بالمؤلفين الاخرين برحابة و مرح . لم اعد قادرا على تصور أي قدرة لي على اعداد مخطوطة معينة للنشر من دون مساعدتها التحريرية و الادارية .
اهدي هذا الكتاب إلى جانو التي سيغمرها طوفان من الفرح و هي تقلب صفحاته و التي ستسارع من دون تأخير إلى انتاج (( نبرتها الوردية )) الخاصة .

بيانات الكتاب



الاسم: الحضارات فى السياسة العالمية
تأليف: بيتر جى كاتزنشتاين
ترجمة: فاضل جتكر
عدد الصفحات: 373 صفحة
الحجم: 15 ميجا بايت

تحميل كتاب الحضارات فى السياسة العالمية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق