الدستور الفيدرالي الأمريكي هو ثمرة لتجربة تاريخية مر بها سكان المستعمرات الإنجليزية في العالم الجديد حينما أعلنوا استقلالهم في الرابع
من يوليو 1776· فشعب المستعمرات هذا بولاياته المستقلة قد شك لفيما بينه "كونفدرالية" حينما انتظم مندوبوه في مؤتمر عام "كونغرس" في 1774 ليعلن
مقاطعته للبضائع البريطانية· ومنذ مؤتمره الثاني المنعقد في 10 مايو 1775 أصبح هذا المؤتمر "الكونغرس" حكومة فعلية تنظم شؤون الولايات دون أن يكون
لها كيان قانوني اللهم إلا رضى الناس وموافقتهم على وجودها
مقتطفات من الكتاب
مقدمة المترجماسعدني انتخاب الدكتور على بن تميم مدير مشروع كلمة للترجمة في ابو ظبي كتاب (( الامريكيون الجوامح و اصول الدستور )) لمؤلفه وودي هولتون مع نظير له يعالج الاشكالية ذاتها من وجهة نظر ثانية تمكن من المقارنة المفيدة مضمونا و شكلا هو كتاب (( الرجال الذين اجترعوا الدستور : صيف 1787 )) لصاحبه دافيد أ . ستيوارت . و قد اقترحهما علي مشكورا للترجمة حتى يجعل اهم تجربة حديثة تزامن فيها تكوين امة جديدة مع تكوين دولة حديثة في متناول القارئ العربي المتعطش لمعرفة الشروط الفعلية التي مكنت غيرنا من الامم من تحقيق قيم الحداثة و الحياة المدنية السوية من دون شعبوية و شعارية زائفتين .
و لعل الداعي الأول لانتخاب كتابين يعالجان الموضوع نفسه من وجهتي نظر مختلفتين هو تعديد المناظير و ابراز اهمية الاختلاف في علاج القضايا لما في تعدد الاراء من مزايا هي شرط الحرية و الحياة الديمقراطية . فأهمية هذا الكتاب الذي نقلناه إلى العربية تتمثل في ابراز البين لحل مبتكر مكن من الجمع بين فضيلتي الديموقراطي و الارستوقراطي الجمع الذي يعتبر معادلة صعبة لكنها تناسب إلى حد كبير الكثير من الوضعيات السياسية العربية الحالية . فهذه المعادلة تعد سبيلا ذكية تحقق مزيجا فريد النوع بين الروية التي تنسبها النخب إلى القيم العقلية و الحميمية التي تنسبها عامة الشعب إلى القيم الدينية في آن . فهو حقا كتاب فيه الكثير من المعاني المفيدة للانسان العربي لعل اهمها مضمونا و شكلا المعنيين التاليين :
فمضمونيا يمكننا القول إن التجربة الامريكية في بناء الاتحاد و الحياة السياسية السوية على قواعد صريحة يمكن أن تعتبر تجربة نموذجية قد تفيد كل الامم الناشئة في التاريخ الحديث أو المستأنفة لتاريخها القديم . و هذه الفائدة عامة تشمل القارئ العادي و القارئ المختص على حد سواء .
و شكليا يعد هذا الكتاب من نماذج الدراسة التاريخية الدقيقة حتى إن أحالاته على المصادر و المراجع التي تحدد بكامل التعيين الدقيق ظروف كل حادثة و سياقها زادت على الالف و مائة احالة رغم الحجم المتوسط للكتاب و هذه الفائدة خاصة يستفيد منها القارئ المختص و الباحث الاكاديمي .
و بذلك فالكتاب قد جمع الحسنيين : التوجه بالمضمون إلى القارئ العادي متوسط الثقافة و التوجه بالشكل إلى القارئ المختص و الباحث الاكاديمي . و لعل أو خيار اقدمت عليه لحسم صفة Unruly الواردة في العنوان هي اهم ما يمكن أن يبدأ به تقديم هذا الكتاب فقد ترددت كثيرا لاداء المعنى المقصود من وصف المؤلف الامريكين بكونهم (( أنرولي )) قاصدا ما كانوا عليه من صفات ادت في الغاية إلى وضع الدستور الامريكي على الحال التي كان عليها . و المعلوم أن هذا الوصف استعارة من سلوك الخيل فهو يتعمل عادة في الكلام على الخيول الحرونة لكن القصد ليس مقصورا على الوصف السلبي من الحرن بل هو يتضمن كذلك معنى القدرة على الاستعصاء امام كل محاولات التطويع التي تخضع الارادة لان الاستعارة لا تلغي الفارق المتجاوز لاوجه الشبه . و هي هنا طبقت على البشر و لهذه العلة فضلت صفة الجموح التي فيها شيئ من الدلالة على الاستعصاء و العنفوان و لا تقتصر على صفة الحرن . و لعل الانسان العربي اليوم اشبه ما يكون بالانسان الامريكي في هذه الصفات : فهو انرولي و جامح بامتياز . فهل من سبيل إلى نخب عربية لها دهاء النخبة الامريكية التي صنعت الولايات المتحدة الامريكية بهذا الابداع الدستوري الفريد فنحلم ب (( ولايات متحدة عربية )) خاصة و الكنفدرالية المتقدمة على الاتحاد قد كانت شديدة الشبه بالجامعة العربية ؟ ابو يعرب المرزوقي
المحتويات
مقدمة المترجم
توطئة
المقدمة : (( الشرور التي .. صنعت هذا المؤتمر ( الدستوري ) ))
الباب الأول : السجال العظيم
الفصل الأول : لبنات من دون تبن : مظالم
الفصل الثاني : انت الجاني على نفسك : معارضات
الفصل الثالث : تخفيفا عن المعذبين : مطالب
الفصل الرابع : انقاذ الشعب : مطالبة
الباب الثاني : الفضيلة و الرذيلة
الفصل الخامس : من سيسمي هذا عدلا ؟ : نزاعات
الفصل السادس : النحلة الكسلى : اقتصاديات
الفصل السابع : مصير الحكم الجمهوري : انقاذ
الباب الثالث : الامريكيون الجوامح
الفصل الثامن : ثورة كان ينبغي أن تكون مجيدة : الاستفاقة من الاوهام
الفصل التاسع : همهمة غضب في الاعماق : عصيان
الفصل العاشر : أهو افراط في الديموقراطية ؟ : إصلاح
الباب الرابع : الحكم خلال الثورة
الفصل الحادي عشر : البيت تلتهمه النيران : الثقة ( اساس القرض )
الفصل الثاني عشر : فرق تسد : سلطة الدولة
الفصل الثالث عشر : اكثر ملاءمة للمقاصد : الدخل
الباب الخامس : اتفاق ايسو
الفصل الرابع عشر : الامساك بأزمة الامر : مصادقة
الفصل الخامس عشر : اكثر انتاجية و اقل اضطهادا : جباية
الفصل السادس عشر : في حكم السجناء : توحيد
ذيل : الدستور المضاد
العرفان
الثبت
بيانات الكتاب
تأليف: وودي هولتون
ترجمة: أبو يعرب المرزوقي
الناشر: هيئة ابو ظبى للتراث والثقافة
عدد الصفحات: 464 صفحة
الحجم: 8 يجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق