الأربعاء، 18 يونيو 2014

العقل عند المعتزلة لــ حسني زينة

 

 مقتطفات من الكتاب



تمهيد

لم يحظ التأريخ للعقل و للنزعة العقلية في الإسلام بالكثير من اهتمام الباحثين العرب منذ بدأ الاعتناء بدراسة التراث . و تشهد على ذلك قلة الابحاث التي تناولت هذا الموضوع منذ ما يزيد على ربع قرن . و سأعرض لها فيما يلي بإيجاز متبعا الترتيب الزمني .
اولا – كتاب الشيخ مصطفى عبد الرازق ، تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ، القاهرة 1944 يؤرخ الأستاذ عبد الرازق للعقل عرضا في ثنايا محاولته تقصي معالم الفكر المنهجي و ارهاصات العقلانية في الرأي عند أبي حنيفة و تمام تطوره عند الشافعي . و يتوسع المؤلف في عرض مذهب الشافعي بصورة تبرز للاخير أهمية تكاد تطغى في عرف الكاتب على سبق أبي حنيفة التاريخي إلى اعتماد الرأي و تأسيس مباحثه .
العقل عند المعتزلة ثانيا – كتاب الدكتور كريم عزقول العقل في الإسلام ، بيروت ، 1946 . يحدد الدكتور عزقول ثلاث طرق لدراسة العقل في الإسلام . تعتني اولاها ببيان حقيقة العلاقة بين العقل و الوحي و تحاول الثانية التأريخ لمواقف مفكري الإسلام من العقل كأداة للمعرفة اليقينية ، و مقدار السلطة التي اقروا له بها ، بينما تجتهد الطريقة الثالثة في استخلاص (( الموقف الرسمي )) الذي وقفه الفكر الإسلامي من العقل ، كما يمكن أن تمثله (( شخصية اسلامية كبرى ... تبني موقفها مجموع المسلمين )) و ذلك نظرا لخلو الدين الإسلامي من مؤسسة رسمية تحدد العقائد . أما الطريقة التي يختارها المؤلف فهي الثالثة و أما الشخصية فهي حجة الإسلام ابو حامد الغزالي . يظهر في مقدمة المؤلف انه سيبرز تصور العقل في الإسلام معتبرا الإسلام نمطا حضاريا لا من حيث هو نسق ديني . لذلك كان اختيار الطريقة الثانية اقرب إلى الاتساق مع الهدف المعلن للبحث . و لعل اختيار الطريقة الثالثة يعود إلى كون الدكتور عزقول يوحد ضمنيا بين الدين الإسلامي و بين النتاج الفكري للحضارة الإسلامية .
ثالثا – كتاب الدكتور عبد الحليم محمود ، الإسلام و العقل ، القاهرة ، 1966 . يغلب على الكتاب اسلوب وعظي يبني عليه الكاتب تصنيفا للمفكرين (( الابليسين )) يشمل الفلاسفة العقليين الالهيين و المعتزلة القدماء و المحدثين .
رابعا – كتاب الأستاذ محمد عاطف العراقي ، النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد ، القاهرة ، 1968 . يحاول الكاتب أن يبين أن ابن رشد ذو نزعة عقلية (( تربط نسقه الفلسفي برباط محكم وثيق و تسري في كل جانب من جوانبه )) . و المقصود بالنزعة العقلية هو اعتبار (( العقل مقياسا و معيارا على اساسه يحكم على الشيء بأنه صواب أو خطأ )) . و يرى الكاتب أن تلتمس الفلسفة في مظانها الاصلية عند فلاسفة الإسلام لا في نظريات المتكلمين ، و لكنه لا يغلق باب العقلانية في وجه المعتزلة .
خامسا – كتاب الأستاذ حسين القوتلي ، العقل و فهم القرآن ، بيروت ، 1971 . يقترح الكاتب في معرض تقديمه لرسالتي الحارث المحاسيسي ( (( العقل )) و (( فهم القرآن )) ) ممثلا رسميا للعقل في الإسلام بديلا للذي اقترحه الدكتور عزقول . و هي يقع في ما وقع فيه سلفه من خلط بين الإسلام من حيث هو نسق ديني و بين الإسلام من حيث هو نمط حضاري متولد عن التفاعل التاريخي بين الدين و بين الظروف الموضوعية التي تحتم عليه التعامل معها . فهو يقول تارة إن (( مسألة العقل في الإسلام ينبغي أن تدرس في فصولها الأولى )) ( الكتاب و السنة ) و تارة (( من خلال برعمة الفلسفة الإسلامية عند منابعها الصافية .. من خلال فلسفة الحارث ابن اسد المحاسبي بالذات )) .

بيانات الكتاب



الاسم : العقل عند المعتزلة
تأليف : حسني زينة
الناشر : دار الافاق الجديدة
عدد الصفحات : 180 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت

تحميل كتاب العقل عند المعتزلة  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق