نسبان ينقل ما تعلمه طوال حياته: في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 مباشرةً، وفي عامه الرابع عشر كرئيس لبنك الاحتياط الفدرالي، شارك جرينسبان في جهد جماعي شديد الهدوء لضمان ألا تتعرض أمريكا لانهيار اقتصادي وتأخذ بقية العالم معها.
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
في مساء الحادي عشر من سبتمبر ( ايلول ) عام 2001 كنت في طريقي إلى واشنطن على متن رحلة سويس اير رقم 128 عائدا من اجتماع روتيني لرجال البنوك العالميين في سويسرا . كنت اسير بالقرب من الكابينة عندما اوقفني رئيس الامن بوب اجنبو الذي يصاحبني في رحلاتي إلى الخارج في ممر الطائرة و بوب رجل استخبارات سابق و هو شخص ودود غير انه ليس ثرثارا في تلك اللحظة بدا متجهما ثم قال بصوت خفيض (( سيدي الرئيس قائد الطائرة يرغب في رؤيتك في المقدمة . فقد اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي )) . و يبدو انه بدت على وجهي نظرة استغراب و عدم تصديق لانه اضاف قائلا : (( أني لا امرزح )) .
داخل الكبينة بدا القائد مضطربا إلى حد كبير . قال لنا إن هناك هجوما رهيبا ضد البلاد – فقد اختطفت عدة طائرات و اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي و طائرة بالنتاجون و هناك طائرة مفقودة و قال بانجليزية ذات لكنة اجنبية بعض الشيء إن ذلك هو كل ما لديه من معلومات . كنا حينذاك عائدين إلى زيورخ و لم يكن يعتزم اعلا السبب للركاب الاخرين .
سألته : (( هل نحن مضطرون للعودة ؟ الا يمكن أن نهبط في كندا ؟ )) اجاب بالنفي ذلك أن الاوامر صدرت له بالعودة إلى زيورخ .
عدت إلى مقعدي بينما كان القائد يعلن أن برج المراقبة وجهنا إلى زيورخ . و على الفور اصبح هناك تزاحم على التلفونات الموجودة على المقاعد و لم اتمكن من الاتصال بالارض و كان زملائي في بنك الاحتياط الفدرالي الذين كانوا معي في سويسرا في عطلة نهاية الاسبوع تلك على رحلات أخرى . و بما انه لم يكن امامي من سبيل لمعرفة كيفية تطور الأحداث لم يكن لدي ما افعله سوى التفكير طوال الثلاث ساعات و نصف الساعة التالية . كنت انظر من النافذة بينما العمل الذي احضرته معي و اكوام المذكرات و اكوام التقارير الاقتصادية منسية في حقيبتي هل كانت تلك الهجمات بداية مؤامرة اكثر اتساعا ؟
كان همي المباشر زوجتي – اندريه كبيرة مراسلي الشئون الخارجية بشبكة (( إن بي سي )) في واشنطن . لم تكن في نيويورك و هو ما اراحني كثيرا و لم تكن زيارة النتاجون ضمن اجندتها في ذلك اليوم . افترضت انها قد تكون في مكتب (( إن بس سي )) في وسط المدينة منشغلة إلى حد كبير في تغطية الاخبار . قلت لنفسي انني لست شديد القلق لذلك ... و لكن ماذا لو كانت قد ذهبت في اخر لحظة لزيارة احد الجنرالات في البنتاجون ؟
كنت قلقا على زملائي في بنك الاحتياط الفدرالي . هل هم في امان ؟ و ماذا عن اسرهم ؟ ربما يكون العاملون يتحركون بسرعة ليتجاوبوا مع الازمة . فهذا الهجوم – و هو الأول على التراب الامريكي منذ بيرل هاربر – سوف يحدث اضطرابا في البلاد . و كانت المسألة التي اردت التركيز عليها هي ما إذا كان الاقتصاد سيضار أم لا .
كانت الازمات الاقتصادية المحتملة جميعها شديدة الوضوح و كانت اسوأها انهيار النظام المالي و هو ما ظننت انه غير مرجح إلى حد كبير فبنك الاحتياط الفدرالي مسئول عن نظام الدفع الالكتروني الذي يحول اكثر من 4 تريليونات دولار يوميا من النقود و الاوراق المالية بين البنوك في انحاء البلاد و جزء كبير من سائر بلدان العالم .
المحتويات
مقدمة
فتى المدينة
صناعة الاقتصادي
لقاء الاقتصاد و السياسة
المواطن الخاص
الاثنين الاسود
سقوط السور
اجندة ديمقراطي
الحماسة غير المعقولة
حمى الالفية
الهبوط
امة تواجه التحديات
كليات النمو الاقتصادي
انماط الرأسمالية
الاختيارت التي تنتظر الصين
النمور و الفيل
الجرأة الروسية
امريكا اللاتينية و الشعبوية
الحسابات الجارية و الدين
العولمة و التنظيم
اللغز
التعليم و تفاوت الدخل
العالم يتقاعد . و لكن هل يمكن تحمل تبعات ذلك ؟
حوكمة الشركات
نقص الطاقة طويل الامد
المستقبل الدلفي
عرفان و تقدير
عن المصادر
المراجع
بيانات الكتاب
تأليف: آلان جريسبان
ترجمة: احمد محمود
الناشر: دار الشروق
عدد الصفحات: 657 صفحة
الحجم: 13 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق