الأحد، 15 يونيو 2014

لعبة الأدب لــ فتحي خليل


كتاب يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من الرسائل والمقالات والحوارات لكتاب كبار أو عنهم. يتحدثون فيها عن الأدب والكتابة بشكل عام من جوانب شتى باتجاهات مختلفة وغنية. وأيضا بعض تجاربهم الشخصية

مقتطفات من الكتاب



هذه اللعبة الخالدة

الفن .. هذه اللعبة الخالدة الغامضة التي تلف من حولها مدارس البحث و تدور في محاولة لا تنتهي لتفسير ظاهرة الابداع عند الانسان ابتداء من انسان الكهف حتى انسان الفضاء ...
هل الفن وسيلة من وسائل الانسان للسيطرة على الواقع و اخضاعه لمطالبة المادية و الروحية أم هو اداة و مظهر استسلام للطبيعة هل هو محاولة لتجميل الحياة و اضفاء طابع مثالي عليها أم هو تقديس للحياة و الطبيعة و تسجيلها كما هي اعجابا و عبادة هل كان الفن عند انسان الكهف تعبيرا عن استمتاع بالحياة يوحي اليه بأن يسجلها و يرددها مرسومة على الصخور أم كان الفن ارضاء لغريزة انسانية هي عريزة اللهو و الحصول على المتعة عن طريق تزيين المسطحات و النزوع إلى تغطيتها بخطوط و اشكال ؟
لعبة الأدب هل كان الفن لعبة تملأ الفراغ بالمتعة بعد العمل المرهق و مواجهة الطبيعة بحلوها القليل و مرها الكثير أم كان امتداد للحياة العملية و وسيلة من وسائل العيش هل كان ترفا و لعبا أم عملا و مشقة ؟
تهرب المدارس الفنية من نظرية أن الفن لعبة انسانية يتمتع بها الفنان اصلا و يتمتع بها الجمهور بالتبعية تهرب المدارس الفنية إلى نظريات تربط بين الفن و المنفعة و تؤكد أن الفن اما وسيلة لتفسير الطبيعة أو وسيلة لتغيير الطبيعة و لكنها تعود في النهاية لتواجه هذه الحقيقة : أن في الفن قدرا من روح اللعب عند الانسان و أن الفنان حتى و هو غارق بفنه في اصعب القضايا الاجتماعية يجد ما يشبه لذة الطفل و هو يمارس لعبة كما أن جمهوره سيتقبل اثار فنه في وقت غير وقت الانغماس في الحياة العملية اليومية . و يتلقى احساسات تختلف عن احساسات تلك الحياة ..
ثم ... الا يقترب ادراك الفنان من ادراك الطفل حين يمارس عملية الابداع و بالتحديد حين تتحد ذاته بعناصر عمله الفني و يعيد تركيب الاشياء و العناصر في علاقات جديدة و يضفي عليها معان و وظائف جديدة .
و اذا لم يكن الفن جانب من متعة اللعب و اذا لم يكن في الفنان طبيعة الطفل الذي ينفرد بلعبته و يغرق في الاستمتاع بها على طريقته الخاصة فما هو تفسير هذا التناقض القديم و المستمر بين الفنان و السلطة ؟ .. هذا التناقض الذي يشبه تناقض الطفل مع عالم الكبار .. عالم المسلمات و القواعد المرصوصة مثل قوالب البازلت .
أن كل النظم التي قامت على سيادة مبادئ فكرية و اجتماعية تناقضت مع الفنان ابتداء من افلاطون في مدينته الفاضلة إلى الاديان السماوية ..
كل تنظيم اجتماعي و فكري تعرض بالنقد للفنان و الاديب على اساس انهما نشاز اجتماعي و أن كانت هذه النظم قد اضطرت جميعها إلى الاعتراف بها كضرورة ..
و الغريب أن افلاطون في جمهوريته الفاضلة قد وصف الشاعر بنفس الاوصاف التي وصفه بها الدين : انه كائن يخلق خيالا و يصدقه و يدعو الاخرين إلى تصديقه ، انه هائم و غير منظم و غير خاضع للواقع ..
الخلاصة انه حر اكثر من اللازم و غير منضبط ، انه طفل كبير يلهو بلعبة خطرة سواء اكانت اللعبة تدعو إلى اللهو أو إلى المغامرة انه يخلق بعمله و سلوكه ارتباكا سواء حين يفسر الحياة بطريقته الخاصة أو حين يدعو إلى تغييرها بطريقته أيضا ..

فهرس


هذه اللعبة الخالدة
من سارويان إلى كاتب ناشئ
نجا شهرزاد من الموت
من اليكسي تولستوي إلى الاديب الشاب
سومرست موم و الاسلوب
اديب بالليل حطاب بالنهار
س ، ج مع ارسكين كالدويل
الموهبة كما يراها تشيكوف
جوركي .. و تجميل المأساة
السحار و الفنان
اللعب بين البراكين

بيانات الكتاب



الاسم: لعبة الأدب
تأليف: فتحي خليل
الناشر: دار الافاق الجديدة 
عدد الصفحات: 96 صفحة
الحجم: 1 ميجا بايت

تحميل كتاب لعبة الأدب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق